توقيت القاهرة المحلي 07:01:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خسروا.. فاعتذروا.. ثم دفعوا..!ّ

  مصر اليوم -

خسروا فاعتذروا ثم دفعواّ

بقلم - حسن المستكاوي

** قبل أن تقرأ: الاعتذار فضيلة. والاعتذار عن خطأ مقصود أو غير مقصود، فضيلة. والاعتذار عن إساءة لأى إنسان، فضيلة. والاعتذار عن جرح إنسان فضيلة.. لكن ما هى حكاية اعتذارات المهزومين فى كرة القدم؟!
** كثرت اعتذارات المدربين والإداريين، واللاعبين، فكلما خسر فريق مباراة يخرج أحد المدربين باعتذار فى تصريح رسمى لجماهير فريقه. وقبل أيام اعترف التونسى نبيل الكوكى، المدير الفنى لنادى شباب بلوزداد بأحقية فوز ماميلودى صن داونز على فريقه 4 /1 فى المباراة التى جمعتهما على ملعب «نيلسون مانديلا» فى العاصمة الجزائرية، فى دور الثمانية فى دورى أبطال إفريقيا، وقال الكوكى فى تصريح شجاع، واجهنا منافسا قويا لديه معدلات تهديفية عالية، و8 لاعبين فى المنتخب الأول. وظهر أقوى منا. ثم طالب الجماهير بالصفح.
** على مدى علاقتنا بالرياضة وبكرة القدم، لم يكن المدربون يعتذرون لخسارة ما، وكذلك اللاعبون والإداريون، ولكن الآن باتت الاعتذارات والأسف والاسى ظاهرة عامة فى ملاعب كرة القدم. وقد وصلت الظاهرة إلى ألمانيا وإيطاليا وفرنسا والبرازيل وتايلاند والصين والهند. والظاهرة موجودة فى ملاعبنا، وفى الملاعب العربية. وأصبحت ساكنة، ليس من السكون، وإنما من السكن، أى إنها مقيمة وعنوانها، كل الأندية، فما هذا؟
** معلوم أن مدرب توتنهام المؤقت كريستيان ستيلينى أقيل من تدريب الفريق بعد أقل من شهر من توليه المسئولية. ليكون بذلك المدرب الثالث عشر الذى يقال من منصبه فى البريمير ليج، فى ظاهرة أخرى لم تكن موجودة فى الكرة الإنجليزية أو الأوروبية. ووصف دانييل ليفى رئيس توتنهام الخسارة الكبيرة بأنها «غير مقبولة على الإطلاق». وقد تولى ريان ماسون، لاعب توتنهام السابق، تدريب الفريق.
** هذا معلوم. لكن الجديد أن لاعبى توتنهام الإنجليزى لم يكتفوا بالاعتذار لجماهير الفريق بعد الخسارة 1 / 6 أمام نيوكاسل وإنما عرضوا تعويض المشجعين عن ثمن تذاكر المباراة التى دفعها الجمهور. ويحتل توتنهام المركز الخامس، بفارق ست نقاط خلف مانشستر يونايتد، الذى لديه مباراتان مؤجلتان، وذلك قبل اللقاء الذى يجمعهما اليوم.
** هوجو لوريس قائد توتنهام اعتذر للجماهير على الخسارة «المحرجة» وقال: «الفريق فقد الكبرياء»..
** وأصدر لاعبو الفريق بيانا جماعيا للجمهور وجاء فيه: «كفريق، نتفهم إحباطكم وغضبكم. لم نكن جيدين بما يكفى ونعلم أن الكلمات لا تكفى. ولكن صدقونا النتيجة مؤلمة ونحن على استعداد لرد ثمن التذاكر لكم »...
** ما هذا؟ ما تلك الظاهرة؟
** أولا كل فرق كرة القدم، وكل ممارسى الرياضة فى أى لعبة يدركون أن هذا النشاط الإنسانى، فيه انتصار وانكسار. فلا فائز للأبد ولا مهزوم للأبد، وعندما خسر إنتراخت فرانكفورت أمام ريال مدريد 3/7 فى مايو 1960، لم يعتذر الفريق الالمانى. وعندما خسر برشلونة صفر / 7 أمام ريال مدريد لم يحدث اعتذار. وعندما فازت البرازيل على إيطاليا فى نهائى مونديال 1970 4/1 ممزوجا بعرض فنى كبير لم يعتذر إيطالى واحد. وافتحوا كتاب تاريخ كرة القدم وسوف تجدون ألف نتيجة كبيرة وقاسية ومؤلمة بلا اعتذار. فلماذا الاعتذار الآن؟ لماذا تصدير فكرة أن الهزيمة أحيانا فى الرياضىة يمكن أن تكون جريمة وخطأ شنيع يستوجب الأسف والاعتذار.؟
** لقد تحولت مباريات كرة القدم إلى حالة حرب مشروعة، وإلى مسألة كرامة وكبرياء بتأثير مواقع التواصل الاجتماعى، وما فيها من حراب النقد وسهامه القاسية للغاية. بجانب الكم الهائل من المال الذى دخل اللعبة، لدرجة فاقت خيال المشجعين المحرومين من هذا المال الوفير فى معظم الأحوال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خسروا فاعتذروا ثم دفعواّ خسروا فاعتذروا ثم دفعواّ



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon