بقلم - حسن المستكاوي
** فى مباراة بين ليفربول ومانشستر يونايتد بموسم 2019 / 2020، فاز ليفربول على مانشستر يونايتد بهدفين مقابل لا شىء فى المرحلة 23 من البريمير ليج. سجل الهدف الأول فان دايك من تمريرة أرسلها ألكسندر أرنولد. وسجل محمد صلاح الهدف الثانى من تمريرة أرسلها حارس المرمى أليسون بيكر ليدخل صلاح فى سباق مع دانيل جميس جناح مانشستر ويهزمه بسرعته الفائقة ويسجل خلال37 ثانية من لحظة إطلاق أليسون لتمريرته، ليخرج ليفربول فائزا بهدفين ويخرج أليسون بيكر فائزا بجائزة أحسن لاعب فى شهر يناير بتلك التمريرة.. ويومها قال يورجين كلوب: «صلاح وبيكر يحاولان أداء هذه اللعبة منذ عام 2018. وقد لعبا معا فى روما، وهما متفاهمان.. قد يظن البعض أنها سرعة بديهة من بيكر، ولكنها عملية جرى التدريب عليها من الإثنين. يا له من هدف رائع، هدف مذهل».
** اللعبة نفسها تكررت فى مباراة ليفربول ومانشستر سيتى النارية، ففى الدقيقة 76 لمح أليسون بيكر على خط المنتصف فأرسل إليه كرة طويلة، وتعامل معها صلاح بثلاث لمسات، كانت مثل «الثلاث دقات» فيها متعة الموسيقى والإيقاع والإبداع، وكان صلاح تحت حراسة كانسيلو، فدفع نفسه أمامه، وفى الثانية حرك الكرة وفى الثالثة كانت لمسة جميلة وناعمة بجانب قدمه اليسرى الماركة المسجلة «براند» وأرسل الكرة إلى الشباك مسجلا هدف الفوز وهدف المباراة الوحيد، والهدف الذى منح ليفربول أملا فى الانتفاض، ومسح تأثير إهدار صلاح لفرصتين، ونسى كلوب ونسى جمهور ليفربول، ونسى صلاح، وتذكر الجميع هدف الفوز الجميل الوحيد، ولعله استغرق زمنا قدره بضع ثوانٍ أيضا!
** المباراة شهدت صراعا وصخبا وجريا يفوق طاقة اللاعبين والمعلقين والمشاهدين أيضا. سرعة، سرعة، وضغط، ضغط، واشتباكات، وجرى، وكل لاعب هنا وهناك يقطع الملعب ذهابا وعودة كأنه فى سباق مع المنافس. لا تثاؤب، ولا كسل، ولا انتظار، وقد نجح ليفربول فى تحييد مفاتيح لعب السيتى، بحراسات خاصة لكل من هالاند، وفودين، ودى بروين، بينما دفع كلوب صلاح مرة أخرى كما فعل فى مباراة رينجرز وما قبلها بمحمد صلاح إلى القلب. لعل سرعته تصل بالفريق أسرع إلى مرمى السيتى وقد كان ما كان.
** «هذا أنفيلد» كرر بيب جوارديولا العبارة مرارا وتكرارا: قالها للصحافة المكتوبة. قالها للراديو. قالها لشبكة سكاى وقالها لـ«بى بى سى». «هذا ملعب أنفيلد». وكانت وجهة نظره واضحة: لا يمكنك الفوز هنا. من المؤكد أنه يعانى: فاز جوارديولا مرة واحدة على ملعب أنفيلد، لكن ذلك كان أثناء الإغلاق عندما كانت المدرجات فارغة. فى سبع مناسبات، تمكن جوارديولا من تعادلين ومنى بخمس هزائم.. وقد وقع شغب متبادل، لفظيا ومعنويا بهتافات وصياغة جمل فيها إساءات للفريقين من الجمهورين.
** أثار هدف سجله السيتى جدلا واسعا حين ألغاه الحكم بعد الرجوع للفيديو كان أنتونى تايلور ترك الكثير من الالتحامات وفقا لإرشادات هذا الموسم لتشجيع أسلوب أكثر قوة فى كرة القدم، لكن سحب القميص ليس أبدا طريقة مشروعة من الفوز بالكرة، ولا مجرد تلاحم. وكان الشد سببا لإلغاء الهدف.
** حصل صلاح على درجات مختلفة بين بعض الصحف والمواقع وتراوحت بين 8و9 من عشرة، بينما حصل هالاند على درجات تراوحت بين 5 و6 من عشرة. وبالمناسبة نشرت صحيفة الشرق الأوسط تقريرا لطيفا نقلا عن التايمز البريطانية عن هالاند جاء فيه أن نظامه الغذائى المفضل يتضمن الكباب والكبده والمخ، والمكرونة، وهذا النظام يمده بنحو 6000 سعر حرارى يمثل ضعف المتوسط العادى لبعض اللاعبين!