بقلم - حسن المستكاوي
** كان فيرمينيو يقف على المسرح وحده، وهو يتلقى تحية الجمهور على المشهد الذى يقدمه أمام رينجرز، فقد سجل هدفين، وصنع هدفًا آخر لداروين نونيز بلعبة كعب، خفية، وناعمة، ليضع ليفربول فى وضع السيطرة على المباراة، وفى الدقيقة 68 دخل صلاح المسرح من خلف الكواليس، بديلا لنونيز، دخل هادئا، بدا غير متحمس، يحمل هما فوق كتفيه، وفى تلك اللحظات كانت أضواء المسرح تحيط بفيرمينيو، بطل المباراة، وبعد 7 دقائق سجل صلاح هدفه الأول، فبدا الأمر كأن صلاح مجرد حبة كريز توضع أعلى قطعة تورتة تزين الاحتفال بالبرازيلى، ثم سجل الثانى وسجل الثالث، محققا رقما قياسيا فى تاريخ دورى الأبطال، وهو إحراز هاتريك فى 6 دقائق و12 ثانية، ليخرج هو بطلا ورجلا للقاء، ويفوز بكامل قطعة التورتة، التى كانت فى يد فيرمينيو!.
** عندما سجل صلاح هدفه الثانى بدأ بعض جمهور رينجرز يغادر الملعب، وهؤلاء فاتهم الرقم القياسى الذى سجله الملك المصرى. وقد كان الهدف الثالث، والثالث فقط هو ما رسم البسمة والفرحة العريضة على وجه صلاح، فقد أسكت المنتقدين، ورد عمليا على الجميع. هكذا شعرت أن ذاك هو شعوره والله أعلم. وكان الثالث عبارة عن «علامة تجارية» لمحمد صلاح، يلعب بيسراه ويعزف، ويسدد فى الزاوية البعيدة ولا يخطئ. لقد سجل صلاح 38 هدفا فى دورى أبطال أوروبا مع ليفربول، وهو الآن صاحب أكبر عدد من الأهداف لأى نادٍ إنجليزى فى المسابقة، متجاوزا ديدييه دروجبا مع تشيلسى وسيرجيو أجويرو لمانشستر سيتى (كلاهما سجل 36 هدفا).
** كان سكوت آرفيلد قد منح رينجرز تقدمًا مبكرًا بهدف لكن ثنائية روبرتو فيرمينيو وهدف داروين نونيز أعادوا ليفربول للمباراة. بعد أن ظهر الفريق مفككا فى الشوط الأول، يعانى من ثغرات دفاعية مكررة، وهو الأمر الذى ارتبط بأداء ليفربول فى أسوأ بداية لموسم محلى منذ 2012 ــ 2013 وفى الشوط الثانى كان الأداء ساحرا، أمام فريق ضعيف بالطبع، يعد جسر المجموعة إلى تصدرها نابولى. بينما بات ليفربول قريبا من حجز تذكرة اللعب فى الدور التالى بمجرد التعادل مع أياكس حيث يتوجه إلى أمستردام يوم الأربعاء بينما يسافر رينجرز إلى إيطاليا لمواجهة نابولى فى نفس الوقت. إلا أن الفوز بسبعة أهداف منح الفريق روحا معنوية عالية قبل مواجهة مانشستر سيتى أفضل فريق فى العالم، كما يقول يورجين كلوب يوم الأحد المقبل فى البريميرليج.
** الأهداف السبعة التى مشى بها ليفربول على جسر رينجرز غيرت المزاج العام الميحط بالفريق، لكن الحقيقة أن رينجرز لا يملك عقلية البطولة أو المنافسة، وفى هذا المستوى من الكرة الأوروبية لابد من امتلاك هذه العقلية. كذلك يلاحظ أن الضغط العالى المنهك الذى يمارسه يورجين كلوب دائما لم يقدمه فى هذه المباراة، ولعب بطريقته الجديدة 4/2/3/1 أو 4/4/2. فيما يسمى فيرمينيو حول نونيز.
** يبقى أن صلاح عندما يركض، فإنه يصبح لاعبا استثنائيا. وهو يتألق حين يتخلص من الضغوط، وبما يملكه من مهارات يستطيع أن يقدم دائما الكثير لفريقه ولجماهيره. كما فعل دائما.