توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو اختفى الأهلى والزمالك؟!

  مصر اليوم -

ماذا لو اختفى الأهلى والزمالك

بقلم - حسن المستكاوي

** كان ذلك مضمون تقرير لقناة أبو ظبى الرياضية فى تغطيتها لمباراة السوبر الرابعة بين الأهلى والزمالك فى مدينة العين بالإمارات... وطرح السؤال على مجموعة من جماهير الناديين، وتراوحت الإجابات بين «نعم استنكارية».. «مستحيل واقعية».. «ويا ريت كأمنية». وكان التقرير خفيفا، يبدو مثل الفانتازيا، بما فيها من وهم أو خيال..
** لكن ماذا يحدث بالفعل لو لم يكن هناك أهلى وزمالك فى الكرة المصرية؟
** لو اختفى الأهلى والزمالك لكان هناك فريقان مثلهما، يجسدان ظاهرة القطبية، وهى ظاهرة كونية على أى حال، فالناس يحبون فكرة الصراع بين طرفين على نفس القدر من القوة، كما هو الحال فى الدراما بما فيها أيضا من خيال. لكن الأهلى والزمالك فرضا وجودهما كظاهرة كروية ورياضية وسياسية منذ تأسيس الناديين، ففى فترات البداية كانا هما طرفا الصراع الحقيقى والأقوى فى ملاعب الكرة المصرية.
** والواقع أن مواجهات الفريقين معا أسفرت عن نتائج متقاربة فى الأربعين عاما الأولى من عمريهما، إذ كانت مسابقة كأس السلطان حسين أولى بطولات الكرة المصرية وبدأت عام 1916 والتقى الأهلى والزمالك فيها 6 مرات وفاز الزمالك 3 مرات وتعادلا مرتين وفاز الأهلى مرة واحدة. وفى الفترة من 1927 إلى 1948 التقى الأهلى والزمالك فى كأس مصر 15 مرة وفاز الأهلى 6 مرات وفاز الزمالك فى 6 مرات وتعادلا 3 مرات.. وفى دورى منطقة القاهرة فى الفترة من 1922 إلى 1938 فاز الأهلى باللقب 15 مرة وفاز الزمالك باللقب 14 مرة..
** والأهلى والزمالك ظاهرة عربية وعالمية، وقد تفاوتت حدتها من بلد إلى بلد، ومن مدينة إلى مدينة. ففى السعودية هناك النصر والهلال، وهما كبيرا العاصمة الرياض، لكن فى جدة نجد منافسة تقليدية بين الاتحاد والأهلى. وفى المنطقة الشرقية الاتفاق والشباب. وعن طبيعة وشدة المنافسة بين الهلال والنصر رويت لى هذه الرواية: «عندما قرر نادى النصر انشاء مسجد فى مقره، واجهت ادارة النادى مشكلة، وهى كيف يوضع الهلال على رأس مئذنة المسجد؟!.. وكان الحل ان يستبدل هلال المئذنة بلفظ الجلالة الله. وقد وجد النصراويون انه من الصعب أن يكون هناك أى هلال من أى نوع داخل مقر النادى!
** والقطبية الرياضية، أو ظاهرة الأهلى والزمالك موجودة فى كل بقاع الأرض، وقد كتب ذات مرة الصحفى السياسى الكبير صلاح حافظ ورئيس تحرير رزواليوسف عن الأهلى والزمالك مقالا مطولا وقال فيه: «جماهير الكرة فى مصر وفى خارج مصر تميل دائما إلى اقتصار المنافسة بين قطبين، وتكره أن تكون بين أقطاب متعددة، وليست هذه حقيقة مصرية وانما عالمية ــ فى جميع صورها ــ لا يبلغ قمة الاثارة الا عندما يكون بين طرفين. ويحدث ذلك فى مباريات الملاكمة أيضا، أو التنس، فسحر المباريات يكمن فى أنها تجرى بين طرفين لا بين أطراف متعددة.
** إذن دراما الأهلى والزمالك من صنع الجمهور. لا من صنع الناديين. هؤلاء المتفرجون لا يلعبون اصلا، ولكنهم يدفعون لكى يلعب الأهلى والزمالك وهم جالسون، ولكى يتهيأ لهم مناسبة ساخنة يلهثون فيها دون ان يتحركوا.
** الأهلى والزمالك دراما من صنع المتفرجين، فهم الذين يستمتعون بها، وهم الذين يختارون القطبين المتصارعين فيها، لو لم يكن هناك أهلى وزمالك لاخترع الناس طرفين على نفس القدر من القوة كى يصبحا ظاهرة تجسد القطبية، وهى ظاهرة كونية لمن يفكر ولمن يتأمل..!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو اختفى الأهلى والزمالك ماذا لو اختفى الأهلى والزمالك



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon