توقيت القاهرة المحلي 18:25:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل قتل الاحتراف الانتماء؟

  مصر اليوم -

هل قتل الاحتراف الانتماء

بقلم - حسن المستكاوي

** هذا السؤال يعكس فهما قاصرا لتعريف الاحتراف. فمن المؤسف أن يترجم فى ملاعب كرة القدم المصرية والعربية، بأن الاحتراف هو مال كثير يذهب للاعبين وللمدربين والإداريين وغيرهم. والحقيقة أن تعريف الاحتراف هو بمنتهى البساطة والوضوح: «إتقان العمل والتميز فى الأداء والابتكار، والعمل بالطاقة القصوى يوميا، والتفرد والموهبة والمهارة. والاحتراف هنا يسير على الطبيب وعلى المهندس وعلى المحاسب وعلى الفنان والموسيقى والمطرب والصحفى وعلى لاعب الكرة وعلى أى لاعب لأى لعبة، وعلى كل صاحب مهنة».
** هذا هو تعريف الاحتراف الحقيقى. أن تتقن عملك وتتميز فى هذا العمل. لكن ترجمة الاحتراف فى ملاعبنا صارت أمرا عبثيا ومشوها، فهو المال بلا حساب، فى صناعة خاسرة. وقبل 25 عاما وصفت احترافنا بأنه مثل مصانع تخسر أموالا طائلة وتمنح أرباحا للعاملين بها، دون حساب أو رقيب مع أنه مال عام.
** فى تاريخ كرة القدم عمليات انتقالات بالآلاف من لاعبين إلى أندية ولم يوصف الانتقال بأنه عدم احتراف، أو اغتيال للانتماء فيذهب بيكهام إلى ريال مدريد ولا يتهم بأنه خائن لانتمائه لمانشستر يونايتد، وحين يلعب فى الريال ينتمى له بكل قواه لأنه محترف وكرة القدم هى عمله. والأمر نفسه يسير على كريستيانو رونالدو، وعلى فيجو وعلى زيدان، وعلى آلاف اللاعبين. أما غضب الجمهور لأن لاعبه ونجمه ترك ناديه وذهب إلى ناد آخر أو إلى المنافس، فهو أمر طبيعى، وقد عرفته مصر فى العقد الأول من القرن العشرين قبل أكثر من مائة عام بانتقال حسين بك حجازى بين الأهلى وبين الزمالك ذهابا وعودة، وهو ما كان من أسباب جذور الخصومة بين الناديين وسبق وشرحنا ذلك بالتفصيل.
** فى عام 1957 وقع رئيسا الأهلى والزمالك اتفاقية تقضى بعدم انتقال لاعب من الأهلى للزمالك أو من الزمالك إلى الأهلى حفاظا على العلاقات الطيبة بين الناديين، وكان ذلك فى وقت الهواية وقبل أن يصل شعار الاحتراف إلى الكرة المصرية. وبعد أسابيع من الاتفاق استمرت حرب النجوم واختفت الهدنة. وما زال السباق مستمرا، وما زال جمهور الفريقين يغضب ويرفض ويفرح أيضا حين يفوز ناديه فى السباق على لاعب.. لكن الإدارات لا يجب أن يحكم قرارها مشاعر الجمهور، وهى بالطبع عليها أن تقرر ما تراه مناسبا للفريق وفقا لقواعدها التى تسير عليها منذ زمن بعيد.
** من حق أى لاعب وأى إنسان اختيار ما يريد. والبشر يختلفون فى طباعهم، وأفكارهم وثقافتهم. فهناك من يختار قيمة النجاح وهناك من يختار قيمة المال، وهناك من يبحث دائما عن اختيار مكان عمله الذى يمكن أن يحقق له على المدى الطويل النجاح والبطولة والمال. لكن لا يجب أن يلام أى إنسان لأنه اختار شركة جديدة أو عملا جديدا أو فريقا جديدا. فقط يلام على سلوكه، وعلى عدم وضوحه، وعلى خداع عمله الأصلى، وعلى الإساءة لمن عمل معهم، وفى بعض الأحيان أو فى كثير منها يخرج من لاعب كلاما لا يعنيه فيقع فى أسوأ فخ، وهو كراهية جمهوره له. يحدث ذلك بسبب نقص الثقافة..!
** اختصارا هناك خلط بين المقابل المادى وبين الاحتراف. واللاعب يمارس كرة القدم كعمل وله حق تقاضى مرتب. وحين يختار اللاعب الكثير من المال، ويذهب إليه متخليا عن ناديه بطل الأبطال، فهذا حقه أيضا، لكنه قد يندم يوما لأنه قفز إلى المال..!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل قتل الاحتراف الانتماء هل قتل الاحتراف الانتماء



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 17:49 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon