توقيت القاهرة المحلي 15:40:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هدف شكري ونظرية «ماجنوس»..!

  مصر اليوم -

هدف شكري ونظرية «ماجنوس»

بقلم - حسن المستكاوي

** قبل أن تقرأ: سوف يبدو لك هذا المقال كأنه بسبب هدف محمد شكرى لاعب سيراميكا فى مرمى المصرى.. والواقع أن الهدف، فتح باب علوم كرة القدم، وكيفية تعامل العالم الآخر مع اللعبة بمنتهى الجدية والعلم.. توج سيراميكا كليوباترا بكأس الرابطة بعد أن تفوق على المصرى بأربعة أهداف مقابل هدف. وحرم بذلك الفريق البورسعيدى وجماهيره العريضة من بطولة جديدة، منذ أحرز كاس مصر عام 1998. وخطف هدف محمد شكرى كل الأنظار من الأهداف الخمسة التى هزت الشباك فى هذا اللقاء. فقد تصدى شكرى لضربة حرة مباشرة من مسافة تجاوزت 30 مترا، ولم يصدق أحد أن اللاعب سوف يسدد بتلك القوة وبتلك المهارة لدرجة أن توصيف وسائل الإعلام والمواقع ومنها صفحات ومواقع شهيرة وكبيرة، لهذا الهدف بأنه
«مذهل» ومماثل لهدف روبرتو كارلوس التاريخى الذى سجله عام 1977 فى مرمى منتخب فرنسا. وهو مماثل أيطا لهدف نجم المنتخب الوطنى أحمد حسن فى مرمى جنوب أفريقيا عام 1998، ولم يكن هدف أحمد حسن من الوضع ثابتا، من ضربة حرة مباشرة، ولكنه من الحركة. وقد غيرت الكرة اتجاهها فى هدف روبرتو كارلوس، وأحمد حسن، ومحمد شكرى.
** أتعامل مع كرة القدم ومع الرياضة بصفة عامة بجدية وتعلمت خلال السنوات جدية التعامل مع كرة القدم ومع الرياضة، وبمناسبة هدف محمد شكرى، أروى قصة قد تكون معروفة لأجيال اهتمت بكرة القدم من الناحية العلمية، وهى قصة دراسة هدف روبرتو كارلوس.
** فى تقرير نشرته صحيفة الحياة فى يونيو 2006 وكانت تصدر فى لندن والتقرير نقلا عن فابيان جروييه، «لونوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية جاء ما يلى:
** «منذ القرن التاسع عشر، والعلماء الألمان – وغيرهم – يولون أثر العلوم فى المجالات الأخرى، كالهندسة ونظرية النُظم عنايتهم وانتباههم، ومن هؤلاء العلماء، هنريش جوستاف ماجنوس وهو فيزيائى وكيميائى درس أثر العلوم فى فنون الحرب، خصوصا فى القذائف الثقيلة ومساراتها وحل ماجنوس لغز زاوية الانحراف غير المتوقّع لكرة مدفع مقذوفة تدور على نفسها وسجّل الحل، وسمّاه «تأثير ماجنوس». ويصدق «تأثير ماجنوس» على الرياضة فهو وراء الضربات الحرة الناجحة فى كرة القدم، أى تلك التى يذهلنا مسارها ويتدخّل التأثير نفسه فى لعبة التنس والكرات الدوّامة الدوارة «سبين».
** ودرس فريق من جامعة شيفيلد الألمانية تفاصيل الضربة الحرة التى نفّذها البرازيلى روبرتو كارلوس، فى 1997، وهزت الشِباك الفرنسية ودُهش الفريق العلمى لتفاصيل الضربة، فهى بالقدم اليسرى، وسرعة انطلاق الكرة 30 مترا فى الثانية أى 108 كلم فى الساعة، وسرعة دورانها 10 دورات فى الثانية على خلاف عقارب الساعة واستمرت الكرة فى مسار مستقيم بعيدا من الهدف، قبل أن تتباطأ فجأة، وتنحرف نحو اليمين مباشرة وتدخل الشّباك.
** سكنت ضربة محمد شكرى الزاوية اليمنى لحارس مرمى المصرى عصام ثروت. لم يستطع أن يفعل لها شيئا، فقط لقد رأها فى مرماه. فهل مهارة التسديد يملكها محمد شكرى ويكثر من استخدامها.. أرجو ذلك؟
** وبمناسبة العلم فى الرياضة وفى كرة القدم، لقد بحث علماء فى جماعية الأداء فى الفرق. وكيفية التناغم بين أفراده، وفى مباراة صوّرت من أعلى بواسطة طائرة هليوكوبتر صوبت الكاميرا على أرض الملعب عموديا، وبدا أن كل لاعب يتصرّف فرديا بقرارات من رأسه لكنه يفعل ذلك وهو جزء من مجموعة، فى آن واحد، وكشف ذلك أن فى كرة القدم إبداع جماعى يظهر فى مظهر الفطرة فى المواقف المستجدة، خلال المباراة وهى مواقف تتوالد أوجهها وتتكاثر إلى ما لا نهاية، ويستحيل توقّعها كلها ويتواصل لاعبو الفريق الواحد فيما بينهم، من دون علم مدرك بذلك وهم يتبادلون، طوال اللعب، إشارات فهمها يسيرعلى الشركاء، وعصى على الخصوم ويظلون يواجهون ظروفا متقلبة.
** ذهب خبراء الذكاء الاصطناعى، إلى أن كرة القدم، و المهارة فى أدائها، إنما تولد فى الدماغ وليس فى القدمين بعد اختبار أجرى على لاعبين آليين، أن مهارة الأداء فى كرة القدم مصدرها الأول الرغبة والشغف، والفوضى المنظمة فى الملعب..!
** كل هذا بسبب هدف محمد شكرى فى مرمى المصرى؟
** لا.. كل هذا بسبب كرة القدم عموما، وسرها وسحرها، وكيفية تعامل العالم الآخر مع اللعبة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدف شكري ونظرية «ماجنوس» هدف شكري ونظرية «ماجنوس»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon