بقلم - حسن المستكاوي
** حضرت المباراة النهائية لمشروع كابيتانو مصر لمواليد 2008، على ملعب النادى، أو المدينة الرياضية بالعاصمة الإدارية، والمقامة على مساحة تقترب من 93 فدانا. وهو ناد باشتراكات معقولة، تسمح لمختلف الطبقات المصرية بالفوز بحق ممارسة الرياضة للأبناء وللأسرة. وكانت الساعة التاسعة مساء، والجو شديد البرودة، لكن حلم الاستمرار داخل إطار المشروع، والمضى فى طريق الشهرة والأضواء والنجومية بكرة القدم، نثر الدفء فى النفوس.
** استمعت بإمعان من الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة وهو يحدثنى عن المشروع الرياضى القومى لرعاية المواهب وتنميتها فى مختلف الألعاب، وصناعة الأبطال وفقا لأسس علمية دقيقة، والمشروع مدعوم بمدينة رياضية أوليمبية مقامة على مساحة 5 ملايين متر مربع بها كافة المنشآت الفنية والإدارية والطبية، ولأن مصر دولة كبيرة، بها 27 محافظة، وأكثر من مائة مليون إنسان، فقد وزعت مراكز الانتقاء وصناعة الأبطال على عدة محافظات، فلا يمكن اختصار الأمر فى مركز واحد. وأعضاء اللجنة الفنية، الكباتن محمود سعد، وسطوحى ومحسن عبدالمسيح بجانب مدربى الفرق المشاركة.
** عقب المباراة النهائية، بكى بعض لاعبى الفريق الذين خسروا اللقاء.. فهل كان البكاء خطأ أم صوابا؟
** أذكر أن مدربا إنجليزيا جاء فى زيارة للقاهرة منذ سنوات وشاهد طفلا صغيرا يبكى لأنه خسر مباراة كرة القدم، وكان والده يعنفه ويطلب منه عدم البكاء، إلا أن المدرب قال للأب: «دعه يبكى. دعه يعبر عن حزنه للخسارة، والحزن ليس غضبا وليس سلوكا مسيئا، وإنما هو يلعب كى يفوز. دعه يلعب دائما كى يفوز ودعه يتعلم حين يخسر كى يفوز فى مرة أخرى».
** الاستمتاع باللعب، مثل الاستمتاع بالعمل. فكل ممارس للعبة، عليه أن يشعر بالسعادة وهو يمارسها. وكل من يمارس عملا عليه أن يسعد بهذا العمل. فإذا مارس كل منا حرفته بهواية، سيكون النجاح حليفا. هذا أهم درس يجب أن يتلقاه هؤلاء الشباب الذين يحلمون بطريق طويل فى بحر كرة القدم والرياضة..
** محمود الخطيب من أساطير الأهلى والكرة المصرية، حازم إمام من أساطير الزمالك والكرة المصرية. هما من نجومنا المبدعين الذين أمتعونا وأدخلوا البهجة إلى ملاعبنا وإلى قلوبنا. وعند النظر إلى قائمة عظماء الكرة المصرية، سوف ترى الخطيب وحازم إمام داخلها. وفى تاريخ كرة القدم فى مصر عظماء ومواهب من جميع الأندية، سواء الأهلى والزمالك أو الاسماعيلى والمصرى، والقناة، والترسانة والاتحاد والأوليمبى والمنصورة، ونجوم من مختلف أقاليم المصر، وهؤلاء أثروا اللعبة، وأثروا فى اللعبة، والدول تفتخر بنجومها وأساطيرها، وتصنع لهم الروايات، والأفلام. وهو احتفاء بالقدوة وبالأبطال. شعوب العالم ترى فى نجوم الرياضة وكرة القدم البطولة، وتراهم أبطالا وتراهم أبطالهم. وهم مثل رموز الفن والثقافة والأدب. هم من القوى الناعمة للدول.
** شعوب العالم لا تسىء إلى أبطالها ورموزها ومواهبها. شعوب العالم وأندية العالم ترفع من شأن الذين أعطوها التاريخ والبطولة والإبداع والإمتاع. وأقف عند حازم إمام تحديدا، حازم النجم الموهوب. وحازم الإنسان الخلوق المحترم، فهو عاش فى كيان الزمالك وعاش معه كيان الزمالك، وهو من أسرة عاشت فى الزمالك قرابة مائة عام، من الجد يحيى الحرية إمام إلى الأب حمادة إمام وصولا إلى حازم.. فلا يمكن أن يقف حازم ضد الزمالك، فكيف نصدق أن يعاند محب الزمالك ناديه، كيف يمكن أن نصدق أن يسىء عاشق الزمالك إلى ناديه..