بقلم - حسن المستكاوي
** لا تذهب بعيدا، فهذا ليس حديثا عن «فيروس يوم القيامة» ولا حديثا عن إضرابات مهنية ونقابية، وإنما عن قصة رئيس اتحاد الكرة وزيدان. فقد تقرر تعليق مهام نويل لو جريت رئيس الاتحاد، وذلك بعد أيام من هجومه على زين الدين زيدان، حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية. ووافق لو جريت، الذى يواجه العديد من المزاعم بشأن سلوكه الشخصى، على الانسحاب من مهامه فى اجتماع مع المجلس التنفيذى، وذلك فى انتظار نتائج التحقيق من جانب وزارة الرياضة. وجاء فى تقارير أخرى أن وزيرة الرياضة الفرنسية إميلى أوديا كاستيرا، هى التى قررت إيقاف رئيس الاتحاد وتكليف نائبه فيليب ديالو بتسيير شئون الاتحاد مؤقتا لحين انتهاء التحقيقات مع الأول فى اتهامات مختلفة.. كما قرر إيقاف المدير العام للاتحاد فلورانس هاردوان؟!
** وذكر الاتحاد الفرنسى لكرة القدم فى بيان: «قرر نويل لو جريت بالاتفاق مع المكتب التنفيذى للاتحاد من خلال اجتماع عقد فى باريس، الانسحاب من مهامه حتى انتهاء التحقيق الذى تقوم به وزارة الرياضة». وهذا الجزء من البيان يذكرنى بقصة قديمة حين أراد مجلس السوفيت الأعلى إقالة وزير الخارجية أندريه جروميكو فدعا ليونيد بريجنيف الرجل القوى إلى اجتماع للتصويت على إقالة الوزير، وحين بدأ التصويت بإشارات الموافقة على الإقالة برفع الإصبع، رفع أندريه جروميكو إصبعه موافقا على إقالته؟!
** المهم ماذا فعل نويل لوجريت.. لماذا قامت الدنيا على رأسه ولم تقعد؟ هل كل هذا لأنه حين سئل فى حوار مع راديو مونت كارلو عن اتصال تليفونى من زيدان لتدريب المنتخب خلفا لديشان وأنه من المحتمل أن يدرب منتخب البرازيل قال رئيس الاتحاد: «لا يعنينى أن يدرب البرازيل من عدمه، وزيدان لم يتصل بى. ولو اتصل لن أرد عليه».
** هل ذلك يستحق «يوم القيامة» الرياضى فى فرنسا بشأن تصريحات رئيس الاتحاد؟
** لقد اعتذر رئيس الاتحاد عن تصريحاته المسيئة لزيدان، والواقع أننى لا أرها محشوة بالإساءة لهذه الدرجة. ربما لم يكن الرجل لبقا فى رده على السؤال، والطريف أن الوزيرة نفسها كانت دافعت عن نويل لوجريت عندما تعرض لاتهامات بالتحرش فى سبتمبر الماضى، وقالت إنها ستقاضى مجلة «سوفوت» بتهمة التشهير بعدما ذكرت مزاعم أن لوجريت تحرش بعدد من الموظفات.
** يبدو أن الوزيرة كانت ترغب فى تولى زيدان مهمة قيادة المنتخب خلفا لديشان الذى جدد له الاتحاد التعاقد حتى عام 2026، وأن ذلك أغضبها فتذكرت ما جرى من مجلة سوفوت، التى كانت انتقدتها سابقا، وقررت فتح تحقيق فى الاتحاد الفرنسى لكرة القدم بشأن سلوك رئيسه الشخصى. والأهم من ذلك كله ماذا لو تقرر فى النهاية إقالة رئيس الاتحاد من منصبه ألا يعد ذلك تدخلا حكوميا وهى «الجملة» التى تحمى رؤساء الاتحادات الأهلية لكرة القدم فى الكوكب؟!
** كنت أتحدث عن احترام لعالم للوائح الواضحة النصوص، وأن غموض التفسيرات من الأمور التى ننفرد بها فى شارع الكرة المصرية، فعلى الرغم من نصوص اللوائح، يحرك الهوى التفسير والقرار.. فهل انتقل الهوى إلى فرنسا؟
** زيدان أسطورة ولاعب ومدرب دخل التاريخ. وأفهم أن يحاسب رئيس الاتحاد الفرنسى على سلوك شخصى معيب إن كان وقع منه هذا السلوك. لكن أن تقوم الدنيا على رأسه لأنه قال: «إذا اتصل بى زيدان تليفونيا لن أرد عليه».. فهذا أمر لا أفهمه ولا أهضمه.. ومن المؤكد أن هناك شيئا وراء قصة رئيس الاتحاد الفرنسى وزين الدين زيدان.. والله أعلم..؟