بقلم - حسن المستكاوي
** شهد الدورى المصرى هذا الموسم، وعند وصوله للمرحلة 23 تغييرات عديدة فى مدربى الفرق، وكان التغيير عجيبا فى معظم الأحيان. فقد أقيل فيريرا من الزمالك وجاء أسامة نبيه ثم ابتعد نبيه وعاد فيريرا، ثم أقيل فيريرا وجاء عبدالمقصود، وسوف يذهب عبدالمقصود تاركا المجال لمدرب جديد. وطلائع الجيش بدأ مع علاء عبدالعال ثم محمد يوسف، ثم عماد النحاس. وسيراميكا بدأ بأحمد سامى ثم معين الشعبانى. وذهب سامى إلى سموحة، بدلا من طارق العشرى الذى كان قد اتجه إلى فاركو بعد إيهاب جلال الذى كان تسلم المهمة بعد نونو ألميدا أما البنك الأهلى فقد استبدل 4 مدربين. أولا خالد جلال بدأ مع الفريق ثم حلمى طولان ثم أمير عبدالعزيز ثم اليونانى بابا فاسيليو.. وكذلك فعل الإسماعيلى الذى استبدل 4 مدربين. كل الفرق مارست لعبة الكراسى الموسيقية بين المدربين ما عدا الأهلى، والاتحاد السكندرى، وفيوتشر، والمقاولون العرب، وحرس الحدود.
** إنها ظاهرة. لكن هل المدرب هو المسئول دائما عن الإخفاق وعن النتائج السيئة؟ ألا توجد أسباب أخرى وربما تكمن هذه الإسباب فى سوء الإدارة وفى تدخلاتها؟ ألا يمكن الإشارة إلى قدرات ومهارات اللاعبين قبل مهارات المدرب وقدراته؟ ألا يمكن أن نلوم الإدارة أيا كانت على صفقات فاشلة تمت بناء على عيون غير خبيرة وعلى قرارات غير دقيقة؟
** يدرك عالم كرة القدم أن المدرب هو الشماعة التى يعلق عليها النادى إخفاقه. فلا الإدارة سوف تعترف بفشلها، ولا الإدارة تستطيع إقالة لاعبين وتغييرهم. وأسهل قرار هو إقالة مدرب، وهو أمر يمتص غضب جماهير الفريق المتعثر غالبا.. لكن المدهش جدا أن الظاهرة أصابت الكرة العالمية أيضا، ففى إنجلترا غيرت فرق الدورى حتى كتابة هذه السطور 12 مدربا خلال هذا الموسم وكان الرقم السابق تغيير 10 مدربين فى أربعة مواسم سابقة آخرها فى 2017 ــ 2018.
** هكذا قبل أيام أقال تشيلسى مدربه مدربه جراهام بوتر بسبب النتائج السيئة، وتولى رونو سالتور مسئولية تدريب الفريق مؤقتا. وكان بوتر تعاقد مع تشيلسى ليحل محل توماس توخيل الذى أقيل فى سبتمبر وفى البداية حقق بوتر نتائج جيدة فى 9 مباريات دون أن يخسر مباراة. ثم انقلب الحال وأصبح مدربا فاشلا للفريق. وفى ألمانيا أقال بايرن ميونخ جوليان ناجلسمان من تدريب الفريق بشكل فورى ووضع مكانه على كرسى المدرب توماس توخيل الذى كان مدربا سابقا لكل من بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان، وكان السبب هو تراجع بايرن ميونخ للمركز الثانى فى جدول ترتيب الدورى الألمانى عقب الخسارة 1 / 2 أمام باير ليفركوزن. علما بأن الألمان اشتهروا بتحفظهم على فكرة تغيير المدربين خاصة أن مدربى المنتخب الوطنى منذ عام 1926 لا يزيد عددهم على 11 مدربا ومع ذلك علت أصوات تطالب بإقالة مدرب المنتخب هانزى فليك بعد الخسارة أمام بلجيكا وديا!
** ليستر سيتى فريق آخر أقال مدربه، فبعد فوزه بلقب البريمييرليج منذ سنوات أصبح الفريق مهددا بالهبوط هذا الموسم، فقرر إقالة مدربه الأيرلندى بريندان رودجرز. وقصة كونتى مع توتنهام معروفة فقد انتقد لاعبيه وأصبحت علاقته بهم هشة وغير سوية.
** ظاهرة إقالة المدربين باتت ظاهرة عالمية، بسبب المال والاقتصاد، وتأثير انتصارات الفرق على كبرياء جماهيرها، ولأنهم الطرف الوحيد الممكن تغييره، لأن كل الأطراف الأخرى يستحيل تغييرها خلال الموسم مع أنها قد تكون هى المتهم الأول والوحيد فى الفشل الذى يصيب فريقا ما..!