توقيت القاهرة المحلي 15:00:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نادى النظام..!

  مصر اليوم -

نادى النظام

بقلم - حسن المستكاوي

** فى إسبانيا معركة دائرة بين ريال مدريد وبرشلونة عن أيهما هو نادى النظام أو نادى الدولة. وكان ريال مدريد لعب على وتر الاتهامات الموجهة إلى برشلونة بالفساد، وأشار إلى ما يجرى من تحقيقات فى هذا الشأن مع برشلونة، حيث يخضع النادى لتحقيقات من الاتحاد الأوروبى لكرة القدم (يويفا) وكذلك أمام الادعاء العام فى إسبانيا بتهمة دفع 7 ملايين يورو (7ر7 مليون دولار) لشركة مملوكة لخوسيه ماريا إنريكيز نيجريرا، الذى كان يتولى منصب نائب رئيس اللجنة الفنية للحكام سابقا فيما ردت إدارته بأن هذه المبالغ كانت تخص الاستشارات فقط ولا شىء غير ذلك. وتحدث لابورتا رئيس برشلونة فى مؤتمر صحفى، للدفاع عن ناديه المتهم وسلط الضوء على غريمه ريال مدريد بأنه نادى النظام.

ودفع ذلك نادى ريال مدريد بالرد عبر مقطع فيديو جرى بثه عبر وسائل التواصل الاجتماعى والقناة الفضائية للريال، وأوضح فيه بالتفصيل علاقة برشلونة بفرانكو.

وجاء فى مقطع الفيديو حسب وكالة الأنباء الالمانية: «الكامب نو افتتح من قبل خوسيه سوليس رويز الوزير العام لفرانكو. وأن برشلونة جعل فرانكو عضوا شرفيا فى 1965 وقدم له جوائز فى ثلاث مناسبات».
كذلك ألقى مقطع الفيديو الضوء على نجاح برشلونة مقارنة بما حققه ريال مدريد خلال الفترة الأولى لفرانكو، وذلك منذ 1939 حتى وفاته فى 1975، كما ألقى الضوء على دور إدارة فرانكو فى إنقاذ النادى من الإفلاس ثلاث مرات.

** معروف تاريخيا أن الخصومة بين ريال مدريد وبرشلونة تعود إلى الموقف البشرى القديم بين السلطة بنفوذها وبين الشعب. وفى عام 1920 منح الملك ألفونسو الثالث لقبا ملكيا إلى ريال مديد مما فسر فى مقاطعة كتالونيا على أنه تحيز إلى ريال مدريد كما استمر ذلك فى أيام حكم الجنرال فرانكو الذى استغل الشعبية العريضة للنادى فى الحكم. وكانت مقاطعة برشلونة خلال الحرب الأهلية الإسبانية فى الفترة من 1936 إلى 1939 معارضة لحكم فرانكو واستخدم سكان برشلونة اللغة الكاتالونية خلال مباريات الفريق كامب نو.

** الدربيات الكبرى فى كرة القدم لها اسباب دينية وسياسية واجتماعية وأيديولوجية، وطبقية. لكنها ليست كل الاسباب فهناك عشرات الدربيات التى ولدت من بطن خلافات بسيطة أو خلافات اقتصادية، بل وأحيانا خلافات تتعلق بشعار وضعه فريق على صدر مقره وبدا أنه يمس الفريق الجار الآخر.. لكن فى كثير من دول العالم توجد تلك المعركة بين أندية كبرى: أيهما نادى النظام؟ أيهما نادى الحكم؟ أيهما نادى الأسرة التى تحكم؟!

** الحقيقة أنه مهما كانت الشخصيات التى تحكم. ومهما كان تأثير السلطة، فلا يوجد ناد يمكنه الفوز بأكثر البطولات لمجرد أنه نادى النظام. وانظر حولك فسوف تجد أحيانا فى دول ما أكبر الشخصيات فى الدولة تساند ناد بعينه وتشجعه، لكنه غير قادر على إحراز نفس العدد من البطولات التى يحرزها الغريم؟

** المؤكد أنه مع تعاظم أهمية كرة القدم ودورها وتأثيرها وسحرها على الشعوب وكذلك مع تعاظم نجومية لاعبى كرة القدم وتأثيرهم الكبير على ملايين الجماهير أصبحت اللعبة ورقة من أوراق رجال السياسة والأحزاب باعتبارها وسيلة من الوسائل التى تقرب خطوط الاتصال مع الشعوب التى هى الجماهير!

** وهناك عشرات النماذج فى التاريخ البعيد والقريب، ففى عام 1986 اشترى الملياردير الإيطالى سيلفيو بيرلسكونى نادى أيه سى ميلان وأسس بيرلسكونى حزبه السياسى «فورزا ايطاليا» وهو شعار كروى يعنى إلى الأمام يا ايطاليا واطلق على مرشحى الحزب اسم الزرق وهو نفس ما يطلق على لاعبى المنتخب الإيطالى وفى البرازيل يرتدى السياسيون فانلات فرقهم فى حملاتهم الانتخابية فكرة القدم هى التى جعلت للبرازيل اسما عالميا مدويا.
وفى الارجنتين خلال الأزمة الأرجنتينية الاقتصادية التى شهدت ثورة الطبقة المتوسطة وانهيار العملة اندلعت المظاهرات وخلالها ارتدى المتظاهرون فانلات المنتخب الأرجنتينى التى كتبوا عليها «باستا» أى يكفى. وكرة القدم استخدمها الفاشى موسولينى، والنازى هتلر والديكتاتور الرومانى نيكولاى تشاوشسيكو.
وكان يقال فى الولايات المتحدة اذا أرادت الإدارة التعرف على التيارات فى بعض الدول مثل السودان وايران وليبيا فإن عليها متابعة كرة القدم فى هذه الدول.

** ورغم ذلك تظل الحقيقة المؤكدة أنه لا يوجد نادٍ يحقق شعبية هائلة وكاسحة فى بلاده ويحرز بطولات وانتصارات كثيرة وكبيرة لمجرد أنه نادى نظام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نادى النظام نادى النظام



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 09:11 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
  مصر اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon