بقلم - حسن المستكاوي
** مباراة الـ 180 دقيقة لم تنتهِ بعد. فهناك لقاء عودة مع الترجى، وسيخوضه بحثا عن رد الكرامة والكبرياء، ولذلك يجب الحذر!
** فوز كبير حققه الأهلى على الترجى، لكنه كان يجب أن يكون فوزا أكبر، وذلك بحساب عدد الفرص السهلة للتهديف التى لاحت للأهلى، وقياسا بالمستوى الهزيل الذى ظهر به فريق الترجى، وهو ما وصفه نجمه السابق والمحلل الرياضى طارق ذياب بأنه أسوا فريق فى تاريخ الترجى. وربما يبرر البعض هذا الفوز الكبير الذى حققه الأهلى بغياب بعض للاعبى الفريق التونسى، لكن الحقيقة أن الضعف الذى ظهر به الترجى يقابله قوة أداء الأهلى وتركيزه وتكتيكه الذكى الذى طبقه بصورة بارعة، لدرجة أن النتيجة كان يجب أن تكون تاريخية وتقترب من الفوز بخمسة أهداف على الأقل فى قلعة رادس.
** بدأ بيرسى تاو «حفلة الأهداف والأداء» فى الدقيقة الثامنة، عندما تلقى الكرة داخل منطقة الجزاء من الناحية اليمنى ليسددها أرضية فشل صدقى دبشى، حارس الترجى فشلا كبيرا فى التصدى لها. وهذا الهدف فتح باب الفوز الكبير للأهلى، مع الثقة التى أضافت على أداء لاعبيه الكثير من الهدوء. والكثير من الفرص، بينما أضافت إلى الترجى الكثير من الهشاشة، والكثير من العشوائية، والكثير من فقدان الثقة والتوتر. ونجح الأهلى فى مواجهة محاولات ممثل الكرة التونسية، من أجل العودة، ببناء استحكامات دفاعية وسط الملعب، بدأت بثلاثى الهجوم كهربا وتاو والشحات، وكنا نرى الثنائى بيرسى تاو والشحات يساندان هانى ومعلول فى المواقف الدفاعية. وخلف هؤلاء كان حائط الصد، وحائط الصبر ايضا، الثلاثى، ديانج، وحمدى فتحى، ومروان عطية. فهناك تركيز شديد فى التحرك والرقابة، وصبر على التصدى لمحاولات الترجى التى ضعفت للغاية بسبب العشوائية والمفاجأة. ثم كان الخط الأخير، خط ماجينو، المكون من معلول وعبدالمنعم، وياسر إبراهيم، وهانى. ثم الشناوى أسد المرمى.
** تألق بيرىسى تاو، الذى وضعه مارسيل كولر على خريطة الأهلى الأساسية فى وقت كان الجميع يشكون منه ويشكون فيه، ويشكون فى قدراته فهذا اللاعب أثبت فى مبارياته الأخيرة أن سرعته مهمة، ورشاقته مهمة، ولياقته البدنية مهمة، وهكذا سجل هدفه الثانى، عندما اقتحم منطقة الترجى وقام بعزف منفرد، فى مواجهة أربعة مدافعين هم بن حميدة، وياسين، وتوجاى، وبن على، وجمعهم الأربعة فى سلة صغيرة مساحتها لا تزيد على خمسة أمتار مربعة بعد فاصل الترقيص، وفى كل رقصة كان المشاهد يردد «شوط». فلا يفعلها، ولماذا يفعلها إذا كان الذين يقفون أمامه من مدافعى الترجى يفتحون له الطريق، ويفتحون له الشهية، من أجل المزيد من العزف، حتى أطلق رصاصته لتصيب الهدف، بعدما ظن دفاع الترجى أن عزف بيرسى تاو مجرد جملة موسيقية محكومة بالسلم الموسيقى له بداية ونهاية لطيفة!
** فى الدقيقة 27 أهدر كهربا فرصة تسجيل هدف محقق من انفراد، وفى دقائق أخرى أهدر الأهلى الفرصة تلو الأخرى من الهجوم المضاد، حتى أحرز كهربا الهدف الثالث من عزف ثنائى سريع الإيقاع مع الشحات، لم تكن رقصة تانجو، وإنما رقصة «تشا تشا» وكلتاهما ثنائية ويجب أن تكون ثنائية.
** فى نهايات المباراة «طمع» عبدالقادر فى التسجيل، فلم يسجل. وكل هذا وأكثر منه حدث، وكل هذا وأكثر منه لم يحدث من الترجى، مهما كانت الاسباب والمبررات، فهو بالفعل ظهر ضعيفا للغاية وقليل الحيلة، وبلا أنياب وبلا عقل فى الملعب أو خارجه.
** يفهم البعض خطأ فكرة مطالبتنا لفرقنا بالهجوم خارج الأرض، وقد قدم الأهلى فى تلك المباراة درسا فى الهجوم المضاد واستغلال المساحات فى دفاعات الخصم، فكان يهاجم بأربعة وخمسة لاعبين. فى سباق سرعة بينهم. وكان يهاجم انطلاقا من موقف الدفاع. وهو شكل هجوم يختلف مثلا عن شكل هجوم صن داونز، الذى يتقدم كله إلى ملعب المنافس، ويتبادل لاعبوه الكرة، ويتحركون فى المساحات. وهذا شكل هجوم مختلف كليا عن الهجوم الذى قدمه الأهلى أمام الترجى لكنه كان هجوما دقيقا ومناسبا للمباراة ولحالة الفريق المنافس.
** ويبقى التحذير من مباراة العودة، التى سيلعبها الترجى باعتبارها مباراة رد الكرامة والكبرياء. وليكن معلوما أن مباراة الـ 180 دقيقة لم تنتهِ بعد!