بقلم -حسن المستكاوي
** التالى ليس سخرية.. وقد لزم التوضيح مقدما.
** فاز المنتخب الوطنى على ليبيريا 3 / صفر فى مباراة من جانب واحد. وفازت البرازيل على تونس 5 / 1 فى مباراة من جانب واحد. والفارق بين المباراتين هو الفارق بين البرازيل وبين ليبيريا. وهو أيضا الفارق بين منتخب تونس الذى يستعد لمونديال 2022 فى قطر وهو يصل للمرة السادسة، وبين منتخب مصر الذى يستعد لتحقيق حلم التأهل إلى مونديال 2026 فى أمريكا الشمالية وكندا والمكسيك بأمل التأهل للمرة الرابعة. والفارق «كمان وكمان» أن كأس العالم القادمة يشارك بها 32 منتخبا، وأن كأس العالم لعام 2026 سوف يشارك بها 48 منتخبا لأول مرة. وقد يزيد عدد مقاعد أفريقيا إلى 9 مقاعد، وفى تلك الحالة سيكون تأهل منتخب مصر «إن شاء الله» واردا.
** ما سبق فروق جوهرية بين مباراة تونس مع البرازيل وبين مباراة المنتخب الوطنى مع ليبيريا. وربما لو كنا لعبنا مع البرازيل، لكنا «جرينا وسبقنا ظلنا» فقد نكون ليبيريا أمام البرازيل!
** هل كنت ترى أن نلعب مباراة مع البرازيل أو تشيلى مثلا؟
** الإجابة: الآن.. لا.. ففى بداية عمله، نوافق على لعب روى فيتوريا مع النيجر وليبيريا، فهى مرحلة تعارف بينه وبين الكرة المصرية واللاعب المصرى. ولم يكن واردا أبدا أن يلعب مع البرازيل أو هولندا أو بارجواى. وصحيح أن أداء المنتخب كان أفضل أمام ليبيريا ولم يكن بنفس المستوى أمام النيجر، لأن الأخيرة أفضل كثيرا من ليبريا؛ حيث أجاد فريق النيجر فى التنظيم الدفاعى ولم يمنح لاعبى المنتخب الوطنى أى مساحات لاسيما فى الشوط الأول. ولذلك عند تقييم أداء المنتخب يجب النظر بعمق إلى أداء المنافس.
(مع ملاحظة أن تصنيف ليبيريا فى الفيفا 150 وتصنيف النيجر 119).
** أمام النيجر فاز المنتخب بثلاثة أهداف، ولكنه عانى هجوميا لقوة دفاع النيجر وتضييقه للمساحات، حتى إن حلول التسديد غابت عن المنتخب لضيق المساحة ولسرعة وقوة انقضاض لاعبى النيجر. بينما كانت مناطق ليبيريا الدفاعية واسعة، ومثل ساحات للمرح واللعب والضحك أيضا أمام لاعبى المنتخب الوطنى. وربما هذا يفسر مقولة فيتوريا فى المؤتمر الصحفى بعد المباراة: «كان اللاعبون سعداء».. وهذا صحيح، فلا شىء يعكر صفوهم، فالمنافس لطيف يجرى من الكرة، ويجرى بجوار الكرة.. ففاز المنتخب 3/ صفر وأهدر ثلاثة أهداف، بينما لم يكن الأمر بنفس الصورة أمام النيجر!
** فى المراحل القادمة وحتى انطلاق مباراة مالاوى فى تصفيات كأس الأمم الأفريقية فى مارس. يجب مواجهة منتخبات قوية، للوقوف على المستوى الحقيقى غير الخادع للمنتخب، فقوة فريق تقاس بأشياء أهم قبل نتيجة مباراة، وتبدأ معايير القوة بالمنافس الذى نلعب أمامه. ومدى قوته قاريا ودوليا. ثم إن من معايير القوة لفريق قدرته على الدفاع وعلى الهجوم. ففريق يدافع فقط ليس قويا. وفريق يهاجم فقط فإنه تهور خاصة إذا كان لا يجيد الدفاع. علما بأن أشكال الهجوم والدفاع مختلفة ومتنوعة وكل منها يحترم إذا طبق كما فى فصل كتاب كرة القدم الجيدة.
** وأخيرا أكرر ما قلته وما كتبته عشرات المرات فى السنوات العشر الأخيرة، إن قضية منتخب مصر ليست الأسماء، ومن يلعب محل من ومتى؟ فالقضية الأهم هى كيف نلعب وبأى أسلوب وماذا نفعل بالكرة إذا امتلكناها؟ وماذا نفعل ومتى نستردها وكيف نستردها حين نفقدها؟ قضية المنتخب هى الأداء الجماعى للفريق وفلسفته. وإذا لعبنا مع بلجيكا.. سيكون ذلك اختبار قوة حقيقيا للمنتخب الوطنى. وأول اختبار لفيتوريا.