بقلم - حسن المستكاوي
** الجامعات الأمريكية هى القاعدة العريضة التى يخرج منها أبطال مختلف الألعاب، وهى التى حققت للولايات المتحدة 2514 ميدالية أوليمبية على مدى تاريخ مشاركاتها، بينما حققت الدول العربية مجتمعة 144 ميدالية. وهذا لمجرد تبيان قيمة الحركة الرياضية فى الجامعات الأمريكية بما تمثله من تطور فى التدريب وفى صناعة أبطال مختلف اللعبات.
** وكانت الجامعات الأمريكية مجالا لظهور العديد من أبطال السباحة المصرية، ومنهم فريدة عثمان، ومروان القماش، وأيضا يوسف رمضان الفائز ببطولة الجامعات الأمريكية فى سباق ١٠٠ ياردة فراشة بزمن ٤٣.١٥ ثانية، وبفارق 3. ثانية فقط عن رقم السباح الأمريكى الموهوب كاليب دريسيل. وعندما أشرت إلى الإنجاز الذى حققه يوسف رمضان فى تويتر علق أحدهم قائلا: «هل لأن الاسم مصرى نعتبره إنجازا مصريا؟»..
** بعض الذين يحبون الرياضة ويتابعونها لا يدركون أن الكثير من أبطال العالم والألعاب الأوليمبية تدربوا فى أمريكا ورفعوا أعلام بلادهم وكانوا وظلوا مصدر فخر لجماهيرهم وشعوبهم، ومنهم أوسان بولت معجزة سباقى السرعة 100 و200 متر حرة، وهناك عشرات الأبطال من أصحاب جنسيات مختلفة وتدربوا وحققوا إنجازات فى بطولات الجامعات الأمريكية، ولذلك يظل يوسف رمضان مصدر فخر للمصريين وكذلك فريدة عثمان ومروان القماش وقبلهم رانيا علوانى وغيرهم من أبطال مصريين. مع ملاحظة أن سباحة الفراشة ليست بسهولة السباحة الحرة.
** أتوقف دائما عند إنجازات السباحين المصريين، لأنى أدرك كم هو صعب جدا تحقيق إنجاز فى واحدة من أصعب وأشق الرياضات التى تحتاج إلى ساعات تدريبية كبيرة للغاية بجانب أساليب علمية فى التغذية، وهذا بالإضافة إلى المواصفات الخاصة فى السباح التى يجب توافرها فى هذا المستوى المرتفع، ومنها قوة التحمل وطول الجسم والأذرع. وقد كنا نظن أن جينات الرياضيين المصريين لا تفرز أبطالا فى السباحة القصيرة، تماما كما ظل الظن باستحالة أن تفرز جينات أصحاب البشرة السمراء أبطالا فى السباحة القصيرة كما هو الحال مثلا فى سباقات سرعة العدو فى 100 و200 متر.
** والواقع أبدع المصريون فى سباحة المسافات الطويلة، منذ عبور إسحاق حلمى لبحر المانش عام 1928 ثم حسن عبدالرحيم 1948 وعبداللطيف أبو هيف 1953، ونبيل الشاذلى 1976 وغيرهم من أبطال سجلوا أسماءهم فى تاريخ المانش. لكن سباحة المسافات القصيرة أمر آخر.
** ويمكن أن يصنف السباح التونسى أسامه الملولى كأفضل السباحين العرب لما حققه من ميداليات أوليمبية فى 1500 متر حرة و10 كم. كما توضع فريدة عثمان ضمن قائمة أفضل السباحين بعد فوزها ببرونزية بطولة العالم فى سباق 50 متر فراشة 2017. وينضم إليها مروان القماش بعد فوزه بذهبية سباق 800 متر حرة بكأس العالم للسباحة «25 مترًا». وها هو يوسف رمضان ينضم إلى قائمة أبطال السباحة المصرية فى المستوى الدولى، وهنا يجب تقدير دخول أى سباح ضمن النهائى الأوليمبى الأول فهذا فى حد ذاته يعد إنجازا عالميا.
** يبقى أن إنشاء أول حمام للسباحة فى مصر كان فى عام 1908 فى حديقة الأزبكية بالقاهرة وأن الاتحاد المصرى للسباحة للهواة تأسس عام 1910 وأنه جرى إنشاء حمام وزارة المعارف لطلبة المدارس بشارع رمسيس عام 1912 وذلك قبل إنشاء حمام وزارة المعارف القريب من مقر ناديى الأهلى والجزيرة، وكان قد تم تخريج كثير من أبطال السباحة من حمام الحرس الملكى بجوار قصر عابدين.