توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجل قهره «الترهل»

  مصر اليوم -

رجل قهره «الترهل»

بقلم - محمود خليل

أسباب كثيرة فى الحياة تؤدى إلى التعثر ثم السقوط، مهما كانت قوة الشخص أو مساحة قدراته.من الأسباب الأساسية للسقوط «الترهل»، وهو حالة تحدث على مستوى الأفراد، كما تحدث على مستوى المؤسسات، ولكن دعنا ننحّ المؤسسات جانباً ونركز على الأفراد.

الفرد العادى يمكن أن تترهل أسباب حياته بحيث يفقد السيطرة عليها.. وفقد السيطرة كما تعلم سبب مباشر للترنح والسقوط. على سبيل المثال شخص عاش عمره موظفاً يعتمد على دخل ثابت محدود يكفى احتياجاته واحتياجات أسرته بالكاد، فجأة تم اختياره للعمل فى شركة كبرى، أعطته عدة أضعاف مرتبه الذى كان يحصل عليه من الحكومة، فتفجرت طموحاته وطموحات أولاده وأسرته، فانطلقوا يخططون لتملك شقة جديدة، معتمدين فى تسديد أقساطها على الدخل الكبير، بعدها يطمح أولاده وزوجته إلى شراء شاليه وسيارة جديدة، وكله بالقسط، ومع تمدد شهوة الامتلاك تتوالى محطات الترنح، حتى يصل إلى مرحلة، يجد نفسه فيها وقد ترهل بما يملك لكنه يفقد السيطرة عليه، والنتيجة العجز الذى يخسر معه كل شىء.

الطموح ليس عيباً، لكن لا بد أن يرتبط بمعادلة «حساب القدرات».

فالعاقل من تتساوى قدراته مع طموحاته، وأغلب المترهلين ضعاف فى الحساب، حتى ولو بدوا فى مرحلة من مراحل حياتهم عكس ذلك. ولم يعرف التاريخ المصرى الحديث شخصية فى حجم طموح أو قدرات الوالى محمد على مؤسس مصر الحديثة.

امتاز محمد على بسقف طموح كبير، امتلك فى مقابله مجموعة متميزة من القدرات.

كان لديه رؤية لبناء دولة حديثة ذات مقومات اقتصادية وسياسية لامعة، وقد أفلح فى ذلك، بعد أن تخلص من كل منافسيه السياسيين، من مماليك، وزعماء شعبيين، وولاة آخرين كانت تدفع بهم الدولة العثمانية ليحلوا محله فى الحكم.

وبسرعة كبيرة بدأ يفكر فى تمديد النفوذ المصرى إلى نجد والحجاز، من جهة الشرق، وتوغل فى الجنوب نحو أفريقيا وسيطر على مساحات عديدة من الأرض، ومشكلته أن لم يكتف بذلك، فامتد ببصره إلى الشمال، وأخذ يزحف حتى بلغ تخوم تركيا، وبات يمثل من وجهة نظر الغرب تهديداً خطيراً على أوروبا، فتحالفت ضده مجموعة من الدول، وأجبرته على التوقيع على معاهدة لندن 1840، والتى حصرت نفوذه فى مصر والسودان.إ

نه «الترهل» من جديد، الترهل الناتج عن خطوات غير محسوبة النتائج والتى تفضى بالضرورة إلى فقد السيطرة والترنح، وهو ما حدث للوالى الكبير بالضبط، حين تواجه باتفاقية لندن 1840، بعدها اعتزل الناس ومكث فى إحدى الغرف بالقلعة، وأصيب بداء الهذيان، وأصبح يشعر أن الجميع يتآمر عليه، بمن فيهم ولده «إبراهيم باشا»، وخطط الأخير لكى يحل محله ونجح فى ذلك، بعد أن أقنع الباب العالى بأن الوالى الكبير قد أصيب بالخرف، وانتهى أمر محمد على وحيداً فى غرفته حتى وافاه الأجل عام 1849.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل قهره «الترهل» رجل قهره «الترهل»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon