توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ابن مسعود».. والمؤامرة

  مصر اليوم -

«ابن مسعود» والمؤامرة

بقلم - محمود خليل

 

فوق إحدى ربوات مكة جلس عبدالله بن مسعود يستريح وينظر متأملاً الغنم التى يرعاها، لم يكن يعلم أن تلك اللحظة بالذات سوف تكون فارقة فى حياته كلها، ولكن كذلك شاء الله لها أن تكون.

بينما كان «ابن مسعود» مستغرقاً فى متابعة «سعايته» ببصره وعقله وقلبه إذا برجلين يمران به ويقفان بينه وبين غنمه.

إنهما محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبوبكر، طلبا منه جرعة من لبن الأغنام، فأجابهما بالرفض قائلاً: «إنى مؤتمن».

التقط النبى شاة لم يقع عليها الفحل ولا تدر لبناً، ثم دعا ربه وحلبها فشرب وسقى أبا بكر حتى ارتويا.

اندهش «ابن مسعود» وهو يرى ما يرى، فقام إلى النبى وقال له «علمنى من هذا الدعاء»، فرد عليه النبى «إنك غلام معلم الحديث».

تلك كانت اللحظة التى تحول فيها راعى الغنم إلى تابع أمين للنبى صلى الله عليه وسلم.

كان «ابن مسعود» من أشد الشخصيات التصاقاً بالنبى، فهو الذى يحمل نعليه وسواكه ووساده، وشهد معه كافة الغزوات والحروب التى خاضها، وهو الذى تمكن من الإجهاز على عمرو بن هشام (أبو جهل) فى واقعة «بدر».

لازم «ابن مسعود» النبى فى كل المواقف والمشاهد، ولم يفارقه سوى فترة قصيرة هاجر فيها إلى الحبشة، إلى حد أن ظن فيه الغرباء الآتون إلى المدينة أن «ابن مسعود» من أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم.

منذ أن أسلم عاش الصحابى الجليل حالة انبهار وعشق للنص القرآنى، كان لها تجلياتها على أدائه وهو يقرأ القرآن، وهو أداء كان يحبه النبى، فكان يقول لابن مسعود: «اقرأ علىّ. فيرد: أقرأ عليك وعليك أُنزل؟ فقال: إنى أحب أن أسمعه من غيرى. فقرأ عليه من أول سورة النساء حتى بلغ (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم».

فى وقت كان المسلمون فيه مأمورين بعدم الجهر بإيمانهم، خرج «ابن مسعود» وهو يحمل آيات القرآن الكريم فى صدره، ليصدع بسورة الرحمن فى جوف الكعبة، ولما سمعه المشركون انهالوا عليه ضرباً وركلاً حتى أغمى عليه.

ظل «ابن مسعود» ملتصقاً بالنبى حتى آخر معركة قادها النبى بنفسه «غزوة تبوك»، وفى اللحظات الأخيرة من حياته صلى الله عليه وسلم كان «ابن مسعود» كعادته يجلس إلى جواره.

يقول «ابن كثير» فى «البداية والنهاية»: «عن عبدالله بن مسعود قال لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعنا فى بيت عائشة فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عيناه، ثم قال لنا: قد دنا الفراق، ونعى إلينا نفسه».

وبعد وفاته، صلى الله عليه وسلم، كان «ابن مسعود» الوحيد بين صحابة النبى الذى يتبنى رأياً يذهب إلى أن النبى كان شهيداً بموته قتلاً، وكان يردد: «لئن أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل قتلاً أحب إلىّ من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل وذلك أن الله اتخذه نبياً واتخذه شهيداً».

وهو رأى لا يجد له سنداً فى كتب السيرة، ولم يقل به سوى «ابن مسعود»، مع بعض الشذرات التى تتردد فى هذا الكتاب أو ذاك حول أن النبى مات مسموماً بطعام أكله عند يهود خيبر.

وهو رأى يتناقض كل التناقض مع الآية الكريمة التى تقول: «يا أيها النبى بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدى القوم الكافرين».

ومع ذلك فإن الرأى الذى تبناه عبدالله بن مسعود يشهد على تبنيه نظرية المؤامرة فى النظر إلى الأحداث والمشاهد التى عاصرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ابن مسعود» والمؤامرة «ابن مسعود» والمؤامرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon