توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا حدث للمصريين؟

  مصر اليوم -

ماذا حدث للمصريين

بقلم - د. محمود خليل

اهتز غالبية المصريين بعنف وهم يتابعون تفاصيل جريمة قتل طالب المنصورة لزميلته التى رفضت حبه، ومن قبل ارتجف الناس وهم يقرأون عن الأم التى قتلت أطفالها الثلاثة وحاولت الانتحار، وكذلك حين سمعوا عن قيام شاب بقتل والده وأربعة من أشقائه بسبب الخلاف على ميراث، ناهيك عن حوادث أخرى عديدة مرعبة.

السؤال الذى قفز على لسان الجميع مع تواتر هذه الحوادث وارتفاع منسوب بشاعتها وتنوع مسارحها دفع الكثيرين إلى السؤال: ماذا حدث للمصريين؟

هذا السؤال قديم متجدد، فما بين عامى 1996 و1997 كتب المفكر الراحل جلال أمين سلسلة مقالات حول التحولات التى طرأت على المجتمع المصرى، جمعها فيما بعد فى كتاب عنوانه «ماذا حدث للمصريين؟».

سؤال «ماذا حدث للمصريين؟» طرحته فى الأصل مجلة «الهلال» أيام كانت الصحافة تؤمن بدورها فى الاشتباك مع قضايا المجتمع.

توقف جلال أمين أمام عدة عبارات تلخص لك تعابير الأزمة التى عاشتها مصر أواخر التسعينات، مثل «محنة الاقتصاد المصرى»، و«مأزق السياسة فى مصر»، و«تدهور الأخلاق والقيم»، و«انحطاط الثقافة».

تناول «أمين» مجموعة من العوامل التى ساهمت فى إحداث العديد من التحولات داخل البيئة الاجتماعية للمصريين، مثل الانفتاح الاقتصادى بدءاً من العام 1974، والهجرة إلى بلاد النفط، وعمليات التغريب الناتجة عن التعرض للإعلام الأجنبى، وغير ذلك.

الكتاب فى حينه مثّل محاولة متأنية لقراءة التحولات التى تقع داخل المجتمع المصرى، والسؤال الذى طرحته مجلة الهلال وأغرى المفكر الراحل بالإجابة عنه كان سؤالاً خطيراً فى وقته، وقد اجتهد الرجل فى الإجابة عنه كل الاجتهاد، وعبّر فى سيرته الذاتية عن دهشته حين وجد أن هذا الكتاب هو الأكثر توزيعاً بين ما ألفه من كتب.

اهتمام المصريين بتداول وقراءة الإجابات التى قدمها «أمين» على السؤال ينهض كدليل قاطع على أن الناس قبل ما يزيد على عقدين من الزمان كانوا يبحثون عن فهم لما يقع حولهم من تحولات اجتماعية واقتصادية أصابت المجتمع، وأدت إلى خلخلة أخلاقياته تحت معول الاستهلاك، وانحطاط ثقافته تحت معول التفاهة، ناهيك عن ارتباك أوضاعه جرّاء الأزمات السياسية والاقتصادية التى عاشها.

تشريح العوامل الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية التى ساهمت فى إحداث هذه التحولات قد يسهم فى تفسير ما حدث للمصريين، لكنه لا يقدم إجابة حاسمة عن السؤال، خصوصاً أنه يركز على عوامل لم تزل قائمة فى حياة المصريين منذ فجر التاريخ، مثل المحن الاقتصادية، وعوامل الهجرة والنزوح، وحالات الاختناق السياسى، وحالات السيولة التى تصيب المنظومات الدينية والثقافية والأخلاقية.

كل هذه العوامل وغيرها حاضر فى تاريخ مصر، لكن مستويات تلقيها ومعدلات التأثر بها تختلف من جيل إلى جيل، ومن فترة زمنية إلى أخرى، فهناك أجيال عاشت فى ظلال هذه المشكلات وغيرها، لكنها لم تستقبلها بالصورة نفسها، ولم ترسخ آفاتها فى النفوس بحيث تؤدى إلى تحولات خطيرة تدفع الناس إلى الارتجاف أو الارتعاب مما يحدث حولهم، وهناك أجيال أخرى عكس ذلك.

ظنى أن تفسير ما حدث للمصريين توقف عند العوامل التى قفزت على سطح الحياة فى مصر خلال عقود الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات، وهى فى أغلبها عوامل اقتصادية وسياسية كان لها صدى مدوٍّ على حياة الناس وثقافتهم وأخلاقياتهم وأنماط سلوكهم، وأهمل فى المقابل عوامل أخرى (نفسية وتكنولوجية) عديدة بدأت تفرض نفسها خلال العقدين الأول والثانى من الألفية الجديدة، وكان لها أثر خطير على أهالى المحروسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا حدث للمصريين ماذا حدث للمصريين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon