توقيت القاهرة المحلي 04:34:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السادات» و8 ذو الحجة

  مصر اليوم -

«السادات» و8 ذو الحجة

بقلم - د. محمود خليل

يوم 8 ذو الحجة له موقع عجيب فى حياة الرئيس السادات، رحمه الله.عام 1977 كان قد مر ما يقرب من 7 سنوات على تولِّى الرئيس «السادات» الحكم، ونحو 4 سنوات على قيادته المصريين فى انتصار أكتوبر. عام 77 كان عاصفاً منذ شهره الأول الذى شهد أحداث 18 و19 يناير، بعدها بنحو شهرين توفى عبدالحليم حافظ فزادت أوجاع القلوب التى أحبته كمطرب وكتجربة إنسانية تعكس صورة عميقة من صور المعاناة. هلّ شهر نوفمبر من هذا العام والناس تتأمل نسمة باردة ترطب نفوسهم التى اكتوت بأشهر الصيف (حر ومصاريف وخلافه)، لكن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن، فقد فاجأ «السادات» الجميع بما أطلق عليه «مبادرة السلام»، وذلك فى خطابه الشهير الذى أعلن فيه أنه على استعداد للذهاب لأبعد مكان فى الأرض من أجل السلام، بل على استعداد للذهاب إلى الكنيست والتفاوض مع المسئولين الإسرائيليين فى بيتهم.

يوم 8 ذو الحجة (1397 هجرية) الموافق 19 نوفمبر (1977 ميلادية) حملت إحدى الطائرات المصرية الرئيس السادات والوفد المرافق له من القاهرة إلى مطار بن جوريون، ونزل الرئيس السادات منها يصافح بحرارة جولدا مائير وموشى ديان ومناحيم بيجن وغيرهم من الشخصيات الإسرائيلية التى كنا نسمع عنها، لكن لم يسبق لنا رؤية صورها.

علت الدهشة وجوه المصريين وهم يشاهدون «السادات» يتحدث ويضحك مع المسئولين الإسرائيليين، وتكاملت الدهشة حين رأوه والوفد المرافق له يؤدون صلاة عيد الأضحى بالمسجد الأقصى، والشيخ مصطفى إسماعيل يتلو آيات الذكر الحكيم من فوق تختروانه.

4 سنوات مضت من عمر الزمن حتى وصلنا إلى شهر سبتمبر 1981، فى اليوم الخامس منه اتخذ «السادات» قرارات سبتمبر الشهيرة، بعده بنحو شهر دار الزمن دورته ووصلنا إلى الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر المجيد.

يوم 8 ذو الحجة (1401 هجرية) الموافق 6 أكتوبر 1981 كنا نحتفل كالعادة بذكرى النصر. أمام شاشات التليفزيون تراص الناس لمشاهدة الاستعراض السنوى. فجأة انقطع البث التليفزيونى. تساءل البعض: ماذا حدث؟. أجابهم مذيع التليفزيون الرسمى بأن الاستعراض انتهى، وأن الرئيس يعقد حالياً اجتماعاً مع الحكومة، ولأن الناس تصدق أعينها أكثر من آذانها تشكك بعضهم فيما قيل، وهرولوا كالعادة إلى الراديو، يبحثون عن معلومة فى محطاته الأجنبية التى تبث من الخارج باللغة العربية، بدأت الشائعات تتناثر، والأحاديث تتواتر بأن حدثاً جللاً وقع.

فى الخامسة مساءً هرول الكثيرون من محبى الاستماع إلى إذاعة أم كلثوم إلى الراديو، نوع الأغانى التى تبث عليها مثّل يومها مؤشراً من مؤشرات تحسس ما حدث. فوجئ الناس يومها بأغنية «دعانى لبيته»، تشككوا!، لكن البعض بدَّد شكوكهم بأنها مناسبة لمقام يوم 8 ذو الحجة.

مع زوال شمس يوم 8 ذو الحجة 1401 خرج النائب حسنى مبارك يذيع على المصريين أنباء استشهاد الرئيس. وقتها اختفى المصريون من الشوارع، ولم يظهروا فيها بكثافة كما تعودوا فى مثل هذه الأيام، كان الغموض والخوف من القادم يلفان المشهد بمجمله، لكن الأيام مضت ولم يظهر أى جديد تحت شمس محروسة مصر المحمية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السادات» و8 ذو الحجة «السادات» و8 ذو الحجة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon