توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيروس «العجز»

  مصر اليوم -

فيروس «العجز»

بقلم: د. محمود خليل

مع مطلع يناير من العام 2020 بدأ جيل الألفية يسمع -شأنه شأن كل من يعيش فوق ظهر الكوكب- عن حالات إصابة ظهرت فى الصين بوباء اسمه كورونا «كوفيد 19»، تعامل الجيل بأسلوبه الخاص مع الطارئ الجديد على الحياة، فجعله موضوعاً للسخرية المُرة، وساحة لترويج الشائعات التى تهول من الأمر مرة وتهون منه مرة، ثم بدأ يشعر بالأزمة فى الختام بعد أن أصاب الوباء صميم معيشته.

بعض أفراد جيل الألفية كانوا لا يزالون فى مراحل التعليم خلال السنوات التى شهدت الموجات المتتالية للجائحة، هؤلاء أعجبتهم لعبة التعليم عن بعد، أو التعليم الإلكترونى، سواء على مستوى الدراسة أو الامتحان، اتسقت البيئة التعليمية الجديدة مع ولعهم بالتكنولوجيا التى ولدوا ونشأوا فى رحمها، ومع تركيبته الميالة إلى البراجماتية والتفكير العملى، إنهم يعرفون هدفهم جيداً، وهو يتمثل فى الحصول على شهادة من أيسر وأقصر الطرق الممكنة، والطريق الذى فرضته الجائحة قصير ويسير.هذه النتيجة المترتبة على الجائحة، قابلتها نتيجة أخطر غير مُرحب بها.

تتعلق بالسؤال المعيشى، بعض الآباء والأمهات داخل الأسر التى تضم بين أعضائها أفراداً من جيل الألفية اضطروا إلى ترك أعمالهم، الضربة أصابت الجميع، بدءاً ممن يشغلون مواقع وظيفية رفيعة، وحتى أصغر العمال والحرفيين.

القلق المعيشى أكثر ما يوجع جيل الألفية، وقد بدأت إرهاصاته فى الظهور، وبدأ يدعم بعد ذلك بقلق أكبر على المستقبل، حين يطرح الشاب على نفسه سؤالاً حول مستقبله العملى.. فأين سيعمل أو يتوظف فى وقت تستغنى فيه بعض المؤسسات عمن يعملون لديها بفعل تداعيات الجائحة؟.

وفى الوقت الذى كانت الجائحة توشك على وضع أوزارها بدأ شبح التضخم فى الظهور، فارتفعت الأسعار داخل كل دول العالم. بدا الأمر وكأنه زلزال ضرب فكرة «الاستقرار المعيشى» التى يحلم بها جيل الألفية.

ثم تفاقم الأمر أكثر وأكثر بفعل ما أسمته روسيا الاتحادية «العملية العسكرية فى أوكرانيا»، فتحول حريق الأسعار فى العالم إلى انفجار، دفع جيل الألفية داخل مجتمع -مثل المجتمع الأمريكى- للمشاركة بقوة فى انتخابات التجديد النصفى بالكونجرس الأمريكى، ليحرم الحزب الجمهورى من فرصة اكتساح الانتخابات كما كان متوقعاً، وليفوز بأغلبية بسيطة، سوف تعجز أعضاء الحزب عن إيقاف التشريعات التى يزمع الرئيس جو بايدن اتخاذها ضد المؤسسات المسئولة عن رفع الأسعار، والسياسات التى أعلن عن نيته فى تبنيها لمواجهة شبح الغلاء.

وخارج المجتمع الأمريكى بدأ هذا الجيل يتحرك داخل العديد من المجتمعات مدفوعاً بـ«منظوره المعيشى» للسياسة.

وهو منظور قد يقول قائل إنه يشكل محركاً أولاً لكل الأجيال، وهو كلام صحيح فى المجمل، لكنه فى التفصيل يغفل أمرين: أولهما تمكن فكرة «التطلع الاستهلاكى» من جيل الألفية أكثر من أى جيل آخر، والثانى أنه عكس غيره من الأجيال يعتبر «المعيشة وأوضاع الاقتصاد» مدخلاً للسياسة، ولا يكترث بالسياسة كأساس للاقتصاد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيروس «العجز» فيروس «العجز»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon