توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البيعة أو «كربلاء»

  مصر اليوم -

البيعة أو «كربلاء»

د. محمود خليل
بقلم: د. محمود خليل

توفى معاوية بن أبى سفيان فى شهر رجب من عام 60 هجرية، وانتقل الحكم إلى ولده وولى عهده «يزيد». ومثّل ذلك إشارة انطلاق لـ«الحسين» لكى ينفذ الأمر الذى عزم عليه. لقد صبر التوَّاق إلى حلم «الدولة الديانة» كثيراً بعد وفاة أخيه «الحسن»، وواصل تنفيذ اتفاقه مع «معاوية» ولم يدخل فى مواجهة معه، صبر على «معاوية» وهو يغلظ له فى القول، ويحتد عليه فى الفعل، حين قرر الأخير أخذ البيعة ليزيد من بعده على حياة عينه، ترك المدينة وانتقل إلى مكة - مهد الرسالة المحمدية - ووصله خبر وفاة معاوية وتولى «يزيد» فباتت المواجهة من وجهة نظره حتمية لا مناص منها. يؤكد لك ذلك أن واقعة «كربلاء» التى استشهد فيها الحسين حدثت بعد بضعة أشهر من وفاة معاوية، وبالتحديد فى شهر المحرم من عام 61 هجرية.الحقائق النظرية التى نص عليها اتفاق التنازل بين الحسن ومعاوية كانت تقول إن «الحسن» هو ولى العهد، وبعد وفاته بات أخوه «الحسين» فى مكانه كولى للعهد، وقد بايعه أهل الكوفة على ذلك فى رسالة تعزية أرسلوها إليه بعد وفاة «الحسن»، لكن «معاوية» بادر إلى فرض «يزيد» بالسيف والذهب، كولى للعهد، ورفض «الحسين» بعزم وإصرار مبايعته، رغم الضغوط العديدة التى مورست عليه.وعندما توفى «معاوية» كان يزيد خارج دمشق، وكان أول ما فعله قبل أن يطأ ترابها أن أرسل من فوره رسالة إلى الوليد بن عتبة بن أبى سفيان «والى المدينة» يطلب منه فيها إحضار كل من الحسين بن على وعبدالله بن الزبير، وأخذ البيعة منهما، فإن رفضا ضرب عنقيهما.وضع «يزيد» الحسين بن على بين خيارين أحلاهما مر، الأول: البيعة لرجل قال فيه عبدالله بن عمر حين طلب منه مبايعته كولى للعهد: نبايع من يلعب بالقرود والكلاب، ويشرب الخمر، ويُظهر الفسوق، ما حجتنا عند الله؟! (تجد ذلك بالتفصيل عند ابن الأثير فى كتابه الكامل فى التاريخ)، أما الخيار الثانى فهو المواجهة، فماذا يتبقى للحسين الذى يرفض البيعة سوى القتل على يد غريمه، ولم يكن لرجل بتركيبته الأبية الحرة أن يطأطئ رأسه أمام سلطة مهما كانت ماضية، أو يتوانى عن مواجهتها مهما كانت غشومة.اختار الحسين المواجهة، إيماناً منه بحتمية الوقوف ضد التحولات الخطيرة التى تحدث داخل المجتمع المسلم، ودفاعاً عن نفسه بعد أن أصبح مستهدفاً من «يزيد» وجنوده، وبالتالى فالحديث عن أن «الحسين» خرج على حاكم متغلب لا يبدو مقنعاً وتعوزه الوجاهة، فالذى نقض العهد مع «الحسن» هو معاوية وولده، وأول قرار اتخذه «يزيد» قبل أن يصل إلى قصر الحكم فى الشام هو فرض البيعة على «الحسين» وإلا قُتل.. فماذا يفعل الرجل؟لجأ «الحسين» إلى مكة المكرمة تاركاً المدينة لواليها الوليد بن عتبة. وهناك بدأت الرسائل تتدفق إليه من أنصاره فى الكوفة، تبايعه كخليفة للمسلمين، وتدعوه إلى السفر إليهم، ليقودهم فى مواجهة حاسمة مع «يزيد بن معاوية».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيعة أو «كربلاء» البيعة أو «كربلاء»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon