توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«القدير» في ملاعب الكرة

  مصر اليوم -

«القدير» في ملاعب الكرة

بقلم: د. محمود خليل

رحل بيليه أشهر لاعب كرة قدم في القرن العشرين أمس الأول، رحمه الله، وفي زخم هذا الرحيل أعيد نشر هذا المقال الذي كتبته عن النجم الأسمر أواخر شهر نوفمبر 2021.

آخر جيل من المصريين عاصر بيليه وهو يلعب الكرة هو الجيل الذي ولد في الستينات، فقد لعب النجم الكبير في مصر ضمن فريق سانتوس البرازيلي مباراة شهيرة مع النادي الأهلي عام 1972، فاز فيها سانتوس بخمسة أهداف نظيفة، سجل منها بيليه هدفين.

من قرأ أو شاهد عن حياة النجم البرازيلي الكبير يستطيع أن يفهم معنى "الكاريزما الرياضية" وكيف يمكن أن يتحول لاعب كرة إلى "كاريزما" ملهمة لأمة بأكملها. إنه الرجل صاحب الشخصية التي تتكامل فيها الموهبة مع الإيمان مع الإخلاص لما يفعل مع الحياد في مواجهة تقلبات السياسة.

من رحم أسرة برازيلية فقيرة خرج "بيليه" طفلاً يسعى في الحياة ويجتهد في مساعدة أبيه بما يقدر عليه، وما قدر عليه النجم ساعتها هو أن يصنع صندوقاً خشبياً، رص فيه المعدات اللازم لمسح الأحذية، حتى اللحظة الحالية ما زال "بيليه" يحتفظ بهذا الصندوق، ويلعب بأصابعه عليه سعيداً هانئاً، وهو يسترجع أيامه الخوالي.

عشق "بيليه" كرة القدم منذ طفولته، كان يلعب بأي شىء يجده في طريقه، حجراً أو قطعة من الصفيح أو حزمة من الورق، ولما بانت موهبته لكل من حوله، بادر أبوه إلى تقديمه لنادي سانتوس، ليلتحق به، وينضم بعدها إلى منتخب بلاده.

قبل صعود نجم "بيليه" أواخر الخمسينات، لم يكن الكثير من شعوب العالم تعرف شيئاً عن البرازيل وشعبها العاشق لكرة القدم والحالم بحصول فريقه الوطني على كأس العالم، وهو الحلم الذي تمكن بيليه من المساهمة في تحقيقه عام 1958، ليعرف العالم كله من هي البرازيل في عالم الكرة.

انطلق "بيليه" بعد كأس العالم 1958 يلعب ويبدع ويسجل مئات الأهداف في مدة زمنية قصيرة، وعندما وصل العالم إلى العام 1962 شارك في كأس العالم، لكنه أصيب في بدايته، وحرم الفريق من جهوده، فما كان منه إلا أن شد من أزر فريقه عموماً، وأزر اللاعب الذي سيلعب بديلاً له خصوصاً، حتى أقنع الجميع بأن البرازيل تلعب كفريق، وكانت النتيجة فوزها بكأس العالم في ذلك العام بدون بيليه، وكان أسعد الناس بذلك هو بيليه نفسه.

ي كأس العالم التالية عام 1966، تعرض بيليه لخشونة غير طبيعية من جانب لاعبي الفرق المنافسة، كان الجميع يريد إيقافه بأي طريقة من الطرق، لم تعد المسألة كرة قدم. خرجت البرازيل من الأدوار الأولى، وقرر بيليه اعتزال اللعب الدولي، حتى اضطرته الظروف ونداءات الجماهير إلى العودة للمشاركة في كأس العالم 1970.

شاهدت بيليه في أحد الأفلام الوثائقية يحكي أنه توجه إلى الله في أولى مبارايات البرازيل بالبطولة قائلاً: "لقد شاءت إرادتك أن أشارك هذه المرة أيضاً.. فساعدني يا قدير"، فازت البرازيل بكأس العالم، وحمله بيليه للمرة الثالثة في حياته، بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره.

تقلبات سياسية عديدة عاشتها دولة البرازيل خلال الفترات التي صعد فيها نجم بيليه كلاعب كرة، الجميع كان يريد توظيفه سياسياً، لكنه أبى وتعامل بحياد مع الجميع، كان ولاؤه الأول والأخير للعبة التي يجيدها وللجماهير التي يرغب في إسعادها.إنها النجومية بالمعنى الحقيقي الملهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«القدير» في ملاعب الكرة «القدير» في ملاعب الكرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon