توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«القدير» في ملاعب الكرة

  مصر اليوم -

«القدير» في ملاعب الكرة

بقلم: د. محمود خليل

رحل بيليه أشهر لاعب كرة قدم في القرن العشرين أمس الأول، رحمه الله، وفي زخم هذا الرحيل أعيد نشر هذا المقال الذي كتبته عن النجم الأسمر أواخر شهر نوفمبر 2021.

آخر جيل من المصريين عاصر بيليه وهو يلعب الكرة هو الجيل الذي ولد في الستينات، فقد لعب النجم الكبير في مصر ضمن فريق سانتوس البرازيلي مباراة شهيرة مع النادي الأهلي عام 1972، فاز فيها سانتوس بخمسة أهداف نظيفة، سجل منها بيليه هدفين.

من قرأ أو شاهد عن حياة النجم البرازيلي الكبير يستطيع أن يفهم معنى "الكاريزما الرياضية" وكيف يمكن أن يتحول لاعب كرة إلى "كاريزما" ملهمة لأمة بأكملها. إنه الرجل صاحب الشخصية التي تتكامل فيها الموهبة مع الإيمان مع الإخلاص لما يفعل مع الحياد في مواجهة تقلبات السياسة.

من رحم أسرة برازيلية فقيرة خرج "بيليه" طفلاً يسعى في الحياة ويجتهد في مساعدة أبيه بما يقدر عليه، وما قدر عليه النجم ساعتها هو أن يصنع صندوقاً خشبياً، رص فيه المعدات اللازم لمسح الأحذية، حتى اللحظة الحالية ما زال "بيليه" يحتفظ بهذا الصندوق، ويلعب بأصابعه عليه سعيداً هانئاً، وهو يسترجع أيامه الخوالي.

عشق "بيليه" كرة القدم منذ طفولته، كان يلعب بأي شىء يجده في طريقه، حجراً أو قطعة من الصفيح أو حزمة من الورق، ولما بانت موهبته لكل من حوله، بادر أبوه إلى تقديمه لنادي سانتوس، ليلتحق به، وينضم بعدها إلى منتخب بلاده.

قبل صعود نجم "بيليه" أواخر الخمسينات، لم يكن الكثير من شعوب العالم تعرف شيئاً عن البرازيل وشعبها العاشق لكرة القدم والحالم بحصول فريقه الوطني على كأس العالم، وهو الحلم الذي تمكن بيليه من المساهمة في تحقيقه عام 1958، ليعرف العالم كله من هي البرازيل في عالم الكرة.

انطلق "بيليه" بعد كأس العالم 1958 يلعب ويبدع ويسجل مئات الأهداف في مدة زمنية قصيرة، وعندما وصل العالم إلى العام 1962 شارك في كأس العالم، لكنه أصيب في بدايته، وحرم الفريق من جهوده، فما كان منه إلا أن شد من أزر فريقه عموماً، وأزر اللاعب الذي سيلعب بديلاً له خصوصاً، حتى أقنع الجميع بأن البرازيل تلعب كفريق، وكانت النتيجة فوزها بكأس العالم في ذلك العام بدون بيليه، وكان أسعد الناس بذلك هو بيليه نفسه.

ي كأس العالم التالية عام 1966، تعرض بيليه لخشونة غير طبيعية من جانب لاعبي الفرق المنافسة، كان الجميع يريد إيقافه بأي طريقة من الطرق، لم تعد المسألة كرة قدم. خرجت البرازيل من الأدوار الأولى، وقرر بيليه اعتزال اللعب الدولي، حتى اضطرته الظروف ونداءات الجماهير إلى العودة للمشاركة في كأس العالم 1970.

شاهدت بيليه في أحد الأفلام الوثائقية يحكي أنه توجه إلى الله في أولى مبارايات البرازيل بالبطولة قائلاً: "لقد شاءت إرادتك أن أشارك هذه المرة أيضاً.. فساعدني يا قدير"، فازت البرازيل بكأس العالم، وحمله بيليه للمرة الثالثة في حياته، بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره.

تقلبات سياسية عديدة عاشتها دولة البرازيل خلال الفترات التي صعد فيها نجم بيليه كلاعب كرة، الجميع كان يريد توظيفه سياسياً، لكنه أبى وتعامل بحياد مع الجميع، كان ولاؤه الأول والأخير للعبة التي يجيدها وللجماهير التي يرغب في إسعادها.إنها النجومية بالمعنى الحقيقي الملهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«القدير» في ملاعب الكرة «القدير» في ملاعب الكرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon