توقيت القاهرة المحلي 19:12:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سبط النبي» والمرأة

  مصر اليوم -

«سبط النبي» والمرأة

بقلم: د. محمود خليل

للمرأة قصص طويلة في حياة الحسن بن علي، رضي الله عنهما. يحكي «علي الصلابي» صاحب كتاب «الحسن بن علي» ما قدمه الرواة والقالة من كتاب التراث، ويشير إلى أن «أبوطالب المكي» ذهب إلى أن «الحسن» تزوج 250 مرة أو 300 مرة، وأن علياً أباه كان يغضب من ذلك، وينصح الأسر بألا يزوجوه، ويقول لهم: «إن حسناً مطلق فلا تزوجوه، وترد عليه الأسر: والله يا أمير المؤمنين لننكحنه ما شاء، فما أحب أمسك، ومن كره فارق». قال البعض الآخر إن «الحسن» تزوج 90 مرة، وخفض البعض العدد إلى 70 مرة وهكذا. وكلها روايات قيلت في سياق شرح حالة الولع التي ميزت الحسن بن على بالزواج.

لو قبلنا الأعداد السابقة على سبيل الجدال، وقلنا إن «الحسن» بدأ رحلة الزواج وعمره 15 عاماً فقط، وعاش بعد ذلك حتى الـ46 من عمره، فمعنى ذلك أنه ظل يتزوج لمدة 31 سنة، ولو قسمنا الرقم الأول لعدد زيجاته (300 زوجة) على الـ31 سنة، فالمعنى أنه كان يتزوج 10 مرات في العام الواحد، وإذا أخذنا الرقم الثانى فعلينا أن نسلم بأن متوسط عدد زيجاته في العام 8 مرات، ورقم الـ90 يعنى أنه يتزوج كل عام 3 زوجات، ورقم الـ70 يعنى أنه يتزوج مرتين في العام.

وجه الخلل واضح في الطرح الذي قدمه كتاب التراث في عدد زوجات الحسن، رضى الله عنه، وجانب المبالغة واضح، ولا تكاد المسألة تخلو من دس، لسبب آخر بسيط للغاية وهو أن عدد أولاد الحسن بلغ 22 ولداً وبنتاً، وهذا العدد من الأولاد لا يستقيم بتاتاً مع عدد الزيجات المنسوبة إلى «الحسن».

كان الرجل مثل كل أبناء عصره ومجايليه يعدد في الزوجات، ولكن ليس بهذه الأرقام الكاذبة، وأنجب عدداً من الأولاد يتناغم أيضاً مع الثقافة الإنجابية في عصره، ولعلك تعلم أن هذه الثقافة تواصلت في حياة المسلمين حتى عهود قريبة، فخلال القرن التاسع عشر والعقود الأولى من القرن العشرين، كان الرجل في مصر يعدد الزوجات، ويطلق ويتزوج، وينجب بعضهم أعداداً تتماثل مع ما أنجبه الحسن، رضى الله عنه.

اللافت في سيرة الحسن بن علي أن رحيله عن الحياة جاء على يد إحدى زوجاته، فقد مات مسموماً سنة 49 هجرية، «سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي»، كما تذهب كتب التراث، ثمة اتهام وجه إلى معاوية بالضلوع في ذلك، لكن لا يوجد ما يثبت صدق الأمر، والأصل في هذا الاتهام أن «معاوية» كان صاحب مصلحة واضحة في اختفائه، ليورث الحكم من بعده إلى ولده «يزيد».

أوصى «السبط» أن يدفن عند جده وحبيبه النبى، صلى الله عليه وسلم، إلا أن تخشى فتنة فينقل إلى مقابر المسلمين، فاستأذن «الحسين» عائشة فأذنت له، فلما توفي أرادوا دفنه عند النبى صلى الله عليه وسلم، لكن مروان بن الحكم وأشياعه من بني أمية رفضوا، ثار «الحسين»، وكادت تقع فتنة، لولا أن ذكّره أحدهم بوصية أخيه بأن يدفن في مقابر المسلمين، إذا كان دفنه مع جده سيُحدث فتنة، وهو ما كان.

انتهت حياة الرجل الذي عاش حياته محارباً للفتنة، ولم يجد غضاضة في أن يتنازل عما يستحق في سبيل كتم الصراعات، وحماية دماء من حوله، وظل يدافع عما آمن به حتى آخر لحظة في حياته. رحل «الحسن» لكن رؤيته النافذة للحياة بقيت في جمل مأثورة تمنح من يتأملها صورة جليلة للحكمة الفريدة التي امتلكها سبط النبي صلى الله عليه وسلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سبط النبي» والمرأة «سبط النبي» والمرأة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon