توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ألفا» يتحدث إلى «زد»

  مصر اليوم -

«ألفا» يتحدث إلى «زد»

بقلم: د. محمود خليل

داخل العديد من المجتمعات، بات جيل شباب الألفية (من 18- 23 سنة) وقود التغيير، وهو جيلٌ كما ذكرت لك لا يؤمن بالسياسة بمفهومها التقليدى القديم، خصوصاً فيما يتعلق بالشق التنظيمى لهذا المفهوم، بل يعرف كيف ينظم نفسه عبر الواقع الافتراضى، ثم ينتقل منه عبر آليات محددة إلى الواقع الحقيقى ليتحرك فوق ساحاته.

يواجه هذا الجيل حالياً العديد من المشكلات التى تتعلق بمنظوره «المعيشى» الخاص للسياسة، تتمثل فى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة وفقد الوظائف داخل العديد من دول العالم، جراء جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وضعف قدرة بعض الحكومات على التعامل مع هذه المشكلات، وإيجاد حلول لها.

أى تغيير متوقع داخل أى مجتمع سيكون لكتلة شباب الألفية تأثير كبير فيه، لأسباب عديدة، أولها أن التكنولوجيا باتت أداة رئيسية من أدوات التغيير، وهذا الجيل هو الأكثر إجادة فى استخدام هذه الأداة، بل قل إن التكنولوجيا تمثل أداته الرئيسية للحياة على العديد من المستويات، ثانيها أن هذا الجيل رغم استغراقه فى التكنولوجيا يتفهم أنها وحدها لا تكفى، وأنها مجرد معبر إلى الواقع الحقيقى الذى يمثل الساحة العملية للتغيير، وثالثها أن هذا الجيل هو الأكثر تفهماً للسياسة بمفهومها العصرى الذى يربطها بالأوضاع المعيشية أكثر مما يضعها فى خانة الشعارات والأيديولوجيات.

لعلك تلاحظ أن أغلب الساعين -وكذلك الضحايا- لمسألة الهجرة غير الشرعية هم من أبناء جيل الألفية، فأى شاب فى عمر (18- 23) وأحياناً مَن هو دون هذا العمر أو أعلى منه لا يجد غضاضة فى أن يخاطر بحياته فى رحلة غير مضمونة العواقب، يقطع فيها الأميال براً وبحراً، قد لا يصل فى ختامها أو يصل إلى أرض غريبة بعيدة بحثاً عن حياة ومعيشة لم تتحقق شروطها داخل الأرض التى خرج منها.

وظنى أن الجيل الذى يخاطر بحياته فوق تراب الغربة لن تكون لديه مشكلة فى المخاطرة فوق تراب بلاده، بحثاً عن تحقيق شروط العيش المقبول التى تشكل جوهر مفهومه للسياسة، وذلك من خلال أشكال وصور مختلفة من الأفعال الافتراضية والواقعية التى يمكن أن تهز الأوضاع القائمة داخل العديد من المجتمعات التى تعانى اقتصادياً، خصوصاً داخل بلدان العالم الثالث.

ومن المتوقع أن تتزايد ضغوط جيل الألفية أو الجيل زد على الأوضاع القائمة مع اندماج الكتلة القادمة من مواليد أواخر العقد الأول وبدايات العقد الثانى من الألفية الجديدة معه، وهو الجيل «ألفا» الذى يعيش حالياً مرحلة الطفولة المتأخرة، فهذا الجيل ينظر إلى نفسه فى مرآة الجيل زد، ويرى نفسه جزءاً من كتلته.

وهى الكتلة التى باتت أكثر ظهوراً فى العديد من الاحتجاجات التى تشهدها مجتمعات العالم الثالث، وتعبر فيها عن أشواقها إلى شروط حياة ومعيشة أفضل، حياة لا تغللها القيود التقليدية التى تعودت عليها الأجيال القديمة التى عشقت السير داخل الأغلال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ألفا» يتحدث إلى «زد» «ألفا» يتحدث إلى «زد»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon