توقيت القاهرة المحلي 19:12:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طريق «المتوسطين»

  مصر اليوم -

طريق «المتوسطين»

بقلم: د. محمود خليل

الدفع بالعنصر المصري إلى الصفوف الأمامية أتى بعد تفكير وتردد من جانب الوالي محمد علي. فقد كان ثقتهم أعلى في العنصرين التركي والجركسي، لكن ما إن فتح الباب للمصريين حتى تمكنوا من إبطال الفكرة الخاطئة الشائعة بعدم قدرتهم على التميز، أحياناً ما كان حكام الأسرة العلوية يفتحون الباب على اتساعه، كما حدث في عصري محمد علي وإسماعيل، وأحيانا ما كان يوارب، وأُغلق في أحوال، كما حدث في عصر عباس حلمي الأول، والوالي سعيد أيضا.

ورغم ما أفرزته التركيبة الاقتصادية القائمة على الإقطاع في العصر الملكي من إبراز وجه «التميز المالي»، والنظر إليه كأداة لمنح التميز التعليمي والعلمي والسياسي والموقعي داخل دولاب الدولة، ورغم أن التعليم في عصر إسماعيل بدأ في التحول من المجانية إلى التعليم بمصروفات، إلا أن المتميز من أفراد الطبقات المتوسطة والفقيرة كان يجد موضعا لقدمه داخل المدرسة والجامعة –بالمجان- إذا كان متفوقا، وكان يبتعث إلى الخارج على حساب الدولة، إذا كان يستحق مثل هذه الفرصة، ثم يتاح له بعد ذلك الوجود في الصفوف الأمامية داخل المجال الذي يعمل فيه.

قامات في مجال العلوم والسياسة والاقتصاد والاجتماع والأدب والفن والثقافة نبغت وتفوقت ونالت المكان والمكانة التي تليق بها في ذلك العصر، ولو أنك فتشت في أصولها فسوف تعرف أن أغلبهم لم يكونوا أبناء باشوات أو بكوات أو ينتمون إلى عائلات ثرية أو ذات نفوذ.

وقد بذل هؤلاء المتميزون ما يستطيعون من جهد ومحاولة لتطوير وتحديث وجه الحياة في مصر، بقدر ما أتاحت لهم الظروف السياسية والسلطوية السائدة خلال هذه الفترة.

وعلى هامش الاهتمام بالتعليم والمناداة بمجانيته بعد عصر إسماعيل، والاستجابة لهذه النداءات، نمت الطبقة الوسطى، ومنها خرج حزب المتوسطين من أفندية المدارس والموظفين وغيرهما، وقد تجلى تأثير الطبقة الوليدة في ثورة 1919 وما بعدها، وقد قامت بدورها –مع الطبقة الفقيرة- في رفد نادي المتميزين بالمزيد من الأعضاء الجدد، فتألقت في البلاد حالة حزبية وثقافية وصحفية وفنية وأدبية، تزاحم فيها العديد من الأسماء التي سطعت في حياة المصريين.

وعندما وصل قطار الحياة إلى حقبة الخمسينات من القرن الماضي كانت الطبقة الوسطى قد تهيأت لإحداث تحول هائل في حياة المصريين، حين قامت حركة 23 يوليو 1952، وتم التخلص من الملك والباشوات والإقطاع، والدخول في مواجهة مع ما كان يطلق عليه حينذاك مجتمع الـ5%.

وتمثل مجتمع الـ5% مثل من وجهة نظر النظام الجديد في القلة المتميزة بالمال والأملاك من الإقطاعيين وكبار ملاك الأرض وباشوات وبكوات العهد البائد، لكن طبقة الحكم الجديدة نست أن ضمن هذه القلة مجموعة من الكفاءات الوطنية المتميزة قي مجالات شتى، فدهستها وهي تسير على طريق التغيير، ورفعت شعارات: مجتمع العمال والفلاحين، وحق الفقراء في الحياة والتملك والمشاركة في الإدارة، ونادت بسلطة تقودها قوى الشعب العامل بفئاتها المختلفة.. والمشكلة أن أغلبهم كان من متوسطي المهارة والأداء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق «المتوسطين» طريق «المتوسطين»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon