توقيت القاهرة المحلي 09:03:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جامعة «الكتاب الإلكتروني»

  مصر اليوم -

جامعة «الكتاب الإلكتروني»

بقلم :د. محمود خليل

جميل أن تتطور الجامعات وتتجه إلى الكتاب الإلكترونى كبديل للكتاب الورقى، لكن ثمة مجموعة من الملاحظات على هذا التحول الذى يتم بناء على توجيهات وزارية.

الملاحظة الأولى تتعلق بوجاهة مسألة اعتماد التعليم الجامعى فى أى تخصص على كتاب مقرر، ليصبح شبيهاً بأساليب التعليم المدرسى. فى الماضى القريب كان العديد من الأساتذة يرفضون هذا التوجه، ويصرون على تحديد مجموعة من المراجع الأساسية التى يتوجب على الطالب العودة إليها للإلمام بمحتوى المقرر العلمى، انطلاقاً من أن «المكتبة» وليس «الكتاب» تمثل الأساس فى التعليم الجامعى.

هذا النمط من الأداء أصبح ذكرى، من الصعب للغاية استعادتها، وسوف تجد اليوم من يقول لك إن تدريس المقررات داخل بعض الجامعات فى أوروبا والدول المتقدمة يعتمد على كتاب مدرسى تأسيسى يشتمل على المادة العلمية المتعلقة بالمقرر. ويهمل من يرددون هذا الكلام مسألة أن إنتاج هذه الكتب يتم من خلال عدد من الأساتذة والخبراء فى التخصص، خلافاً للوضع داخل جامعاتنا، حيث يُعد التأليف العلمى مسألة فردية، وبالتالى فالكتاب يؤلفه أستاذ واحد هو القائم بتدريس المقرر، أو أستاذان على أقصى تقدير، ويتغير المقرر من فترة إلى أخرى تبعاً لتغير القائم بالتدريس.

دعك من ذلك فقد بات ذكرى، كما حكيت لك، بعد أن تحول التعليم الجامعى إلى تعليم مدرسى قح، يحمل فى أحشائه كل أمراض هذا النوع من التعليم، وانتقل معى إلى الملاحظة الثانية المتعلقة بمفهوم الكتاب الإلكترونى.

التحول من الورقى إلى الإلكترونى، سواء على مستوى الصحف أو الكتب، له مفتاح واحد هو «التفاعلية»، فإذا عولج محتوى الكتاب الإلكترونى بذات الطريقة التى يعالج بها داخل كتاب ورقى، فالمسألة لا تعدو التغير فى سطح القراءة، فبدلاً من أن تقرأ المادة على ورق تقرأها فوق سطح شاشة.

بناء المحتوى داخل الكتاب الإلكترونى لا بد أن يعتمد على التفاعلية، ويتيح الفرصة للطالب لتلقى المحتوى بصورة تختلف جملة وتفصيلاً عن الكتاب الورقى من خلال اللينكات، والنصوص النشطة التى تشرح المعلومات الخلفية، والفيديوهات التفصيلية الشارحة، وغير ذلك، بصورة تؤدى إلى خلق بيئة تعليمية مغايرة، تخفف العبء عن الأساتذة.

والسؤال: هل إنتاج الكتب الإلكترونية داخل الجامعات سيعتمد على مفهوم التفاعلية وتطبيقاتها بشكل إيجابى منتج، أم سيكتفى بتحويل ملف الوورد إلى ملف «بى دى إف» والدفع به إلى الطالب على قرص مدمج؟

أغلب الظن أن الكتاب الإلكترونى الذى تتباهى الجامعات بأنها ستأخذ به لتجارى روح العصر سيكون عبارة عن ملف «بى دى إف» ليس أكثر.

ثمة ملاحظة أخيرة يتوجب أخذها فى الاعتبار تتعلق بتحول «التطوير» إلى يافطة تساق من أجل الدعاية أو إملاء القرارات.

التطوير فى الأول والآخر رؤية تحكمها ظروف واقع، وأهداف يسعى إلى تحقيقها، ومتطلبات يجب أن تتوافر حتى ينجح فى تحقيق أهدافه، وإلا فإصلاح القائم هو الأجدى والأنفع، وليس استبداله.

يجب ألا تتحول مفردة «التطوير» إلى عفريت لفظى يساق فى وجه أصحاب الفكر المختلف حتى يتم صرفهم أشتاتاً أشتوت.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعة «الكتاب الإلكتروني» جامعة «الكتاب الإلكتروني»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon