توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جامعة «الكتاب الإلكتروني»

  مصر اليوم -

جامعة «الكتاب الإلكتروني»

بقلم :د. محمود خليل

جميل أن تتطور الجامعات وتتجه إلى الكتاب الإلكترونى كبديل للكتاب الورقى، لكن ثمة مجموعة من الملاحظات على هذا التحول الذى يتم بناء على توجيهات وزارية.

الملاحظة الأولى تتعلق بوجاهة مسألة اعتماد التعليم الجامعى فى أى تخصص على كتاب مقرر، ليصبح شبيهاً بأساليب التعليم المدرسى. فى الماضى القريب كان العديد من الأساتذة يرفضون هذا التوجه، ويصرون على تحديد مجموعة من المراجع الأساسية التى يتوجب على الطالب العودة إليها للإلمام بمحتوى المقرر العلمى، انطلاقاً من أن «المكتبة» وليس «الكتاب» تمثل الأساس فى التعليم الجامعى.

هذا النمط من الأداء أصبح ذكرى، من الصعب للغاية استعادتها، وسوف تجد اليوم من يقول لك إن تدريس المقررات داخل بعض الجامعات فى أوروبا والدول المتقدمة يعتمد على كتاب مدرسى تأسيسى يشتمل على المادة العلمية المتعلقة بالمقرر. ويهمل من يرددون هذا الكلام مسألة أن إنتاج هذه الكتب يتم من خلال عدد من الأساتذة والخبراء فى التخصص، خلافاً للوضع داخل جامعاتنا، حيث يُعد التأليف العلمى مسألة فردية، وبالتالى فالكتاب يؤلفه أستاذ واحد هو القائم بتدريس المقرر، أو أستاذان على أقصى تقدير، ويتغير المقرر من فترة إلى أخرى تبعاً لتغير القائم بالتدريس.

دعك من ذلك فقد بات ذكرى، كما حكيت لك، بعد أن تحول التعليم الجامعى إلى تعليم مدرسى قح، يحمل فى أحشائه كل أمراض هذا النوع من التعليم، وانتقل معى إلى الملاحظة الثانية المتعلقة بمفهوم الكتاب الإلكترونى.

التحول من الورقى إلى الإلكترونى، سواء على مستوى الصحف أو الكتب، له مفتاح واحد هو «التفاعلية»، فإذا عولج محتوى الكتاب الإلكترونى بذات الطريقة التى يعالج بها داخل كتاب ورقى، فالمسألة لا تعدو التغير فى سطح القراءة، فبدلاً من أن تقرأ المادة على ورق تقرأها فوق سطح شاشة.

بناء المحتوى داخل الكتاب الإلكترونى لا بد أن يعتمد على التفاعلية، ويتيح الفرصة للطالب لتلقى المحتوى بصورة تختلف جملة وتفصيلاً عن الكتاب الورقى من خلال اللينكات، والنصوص النشطة التى تشرح المعلومات الخلفية، والفيديوهات التفصيلية الشارحة، وغير ذلك، بصورة تؤدى إلى خلق بيئة تعليمية مغايرة، تخفف العبء عن الأساتذة.

والسؤال: هل إنتاج الكتب الإلكترونية داخل الجامعات سيعتمد على مفهوم التفاعلية وتطبيقاتها بشكل إيجابى منتج، أم سيكتفى بتحويل ملف الوورد إلى ملف «بى دى إف» والدفع به إلى الطالب على قرص مدمج؟

أغلب الظن أن الكتاب الإلكترونى الذى تتباهى الجامعات بأنها ستأخذ به لتجارى روح العصر سيكون عبارة عن ملف «بى دى إف» ليس أكثر.

ثمة ملاحظة أخيرة يتوجب أخذها فى الاعتبار تتعلق بتحول «التطوير» إلى يافطة تساق من أجل الدعاية أو إملاء القرارات.

التطوير فى الأول والآخر رؤية تحكمها ظروف واقع، وأهداف يسعى إلى تحقيقها، ومتطلبات يجب أن تتوافر حتى ينجح فى تحقيق أهدافه، وإلا فإصلاح القائم هو الأجدى والأنفع، وليس استبداله.

يجب ألا تتحول مفردة «التطوير» إلى عفريت لفظى يساق فى وجه أصحاب الفكر المختلف حتى يتم صرفهم أشتاتاً أشتوت.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعة «الكتاب الإلكتروني» جامعة «الكتاب الإلكتروني»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon