توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«آل عمران»

  مصر اليوم -

«آل عمران»

بقلم: د. محمود خليل

كانت العذراء مريم طفلة صغيرة نذرتها أمها لخدمة معبده، مات عنها أبوها وتحتاج إلى من يرعاها ويكفلها.

الله تعالى كفيل برعاية خلقه، لكنه يعلِّم البشر دائماً أن لكل شىء سبباً، فأتبع سبباً.منزلة عمران «والد مريم» بين أهله انعكست على وضعية «مريم» بينهم بعد وفاته، فالعمل الطيب للأب ينزل على أبنائه برداً وسلاماً وخيراً وبركة.

العمل الطيب يمتد أثره فى الحياة حتى بعد رحيل صاحبه: « وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا». لم يكن «عمران» رجلاً عادياً فى قومه «بنى إسرائيل»، بل كان قائداً روحياً بما تمتع به من قرب من الخالق، وبما حباه من خُلق رفيع وحكمة وبصيرة فى النظر إلى أمور الحياة.

اختاره الله تعالى وآله من بين قومه، وجعلهم من المصطفين الأخيار «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ».

سورة كاملة فى القرآن الكريم كان عنوانها «آل عمران» نزلت تكريماً للرجل وآله، ولتبين للبشرية جيلاً بعد جيل مقامه الرفيع، ودوره فى تمهيد طريق الإنسان لمعرفة خالقه.

رجل بهذا المقام وبهذا العمل الطيب كان من الطبيعى أن يتنافس قومه من بنى إسرائيل على إكرام ابنته، وأن يحرص كل منهم على كفالتها ورعايتها، بعد وفاة أبيها.

بلغ التنافس حد الاقتراع على صاحب الحظ السعيد الذى يتولى مهمة الإشراف على رعاية الصدّيقة مريم، ألقى كل منهم سهمه فى نهر الأردن فجرف ماؤه الأسهم جميعاً، إلا سهم زوج خالتها «زكريا» والد «يحيى» عليهما السلام، ففاز بالمهمة الرفيعة، مهمة كفالة «مريم».

«وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ».

الإنسان الذى يعيش فى مقام التعبد، ويتصل قلبه بمحبة الخالق، كما كانت الصدّيقة مريم، يعيش فى رعاية الله وحفظه.

لم يغب الرزق عن ابنة عمران لحظة، بل كان يأتيها رغداً من عند الله.

يقول المفسرون إن زكريا كان يدخل على مريم فى محراب عبادتها، فيجد عندها فاكهة الصيف فى الشتاء، وفاكهة الشتاء فى الصيف.

المؤمن بالله لا تغيب عنه قدرته سبحانه وتعالى على صنع المعجزات وتيسير الحياة لمن يشاء من عباده، لكن الله تعالى جعل لكل شىء سبباً، ومع محبة بنى إسرائيل لمريم ومقام أبيها «عمران» بينهم لم يكن مستبعداً فى ظله أن يجعلهم الله تعالى سبباً موضوعياً لتوفير ما تحتاج إليه من طعام يقيم أودها فى محرابها.

وقد قدم الله تعالى نموذجاً للمؤمن بقدرة ربه، غير الباحث عن أسباب الرزق خارج السماء، فى شخص زكريا، فقد عاين قدرة المولى عز وجل الذى يرزق مريم فى محرابها بغير حساب، فنسى العمر الذى بلغه وأن زوجته عاقر، وإذا به يتجه بقلبه إلى السماء، ويدعو ربه منشئ الأسباب، ربه الرزاق ذا القوة المتين، أن يهبه الذرية الطيبة.. «هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«آل عمران» «آل عمران»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon