توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بائع «البطيخ»

  مصر اليوم -

بائع «البطيخ»

بقلم: د. محمود خليل

مصطفى كاشف من أشهر المحتسبين الذين ذاع صيتهم أيام محمد على والى مصر.

وقد نبعت شهرته من الأساليب العجيبة التى اعتمدها فى معاقبة التجار الذين يبيعون سلعهم بأكثر من ثمنها، أو ينصبون فى الميزان.

ونادراً ما كان يفلت منه أى تاجر أو بائع يقع فى واحد من هذين الجرمين.

مرة واحدة أفلت فيها رجل من براثن عقابه، وكان السر فى ذلك أنه أضحك مصطفى كاشف، الرجل صاحب الوجه الخشبى الذى لم يره التجار أو البائعون ضاحكاً فى ليل أو نهار.بطل القصة بائع بطيخ عجوز، توكل على الله ذات صباح، وذهب إلى واحد من تجار البطيخ، واشترى منه حملاً وضعه على عدد من الحمير، ثم قصد السوق ليبيع ويربح قوت يومه.

وبينما كان العجوز يسير فى الطريق إذا بجلبة وخيول تثير الغبار، توقف الرجل عن السير، وانجلى الغبار عن مصطفى كاشف بشحمه ولحمه وحوله فرقة من الخدم والمساعدين.أمر المحتسب العجوز بالتوقف، فوقف الأخير مذعوراً، أخذ «كاشف» يجول بنظره على البطيخ الذى تراص على موكب الحمير، وأبصرت عيناه بطيخة ضخمة، تزهو بحجمها بين نظرائها من البطيخات المتراصة، فأشار بأصبعه إليها، ثم خاطب العجوز قائلاً: «كم سعر هذه البطيخة؟».

فأشار العجوز إلى شحمة أذنه بإبهامه وأصبعه المجاور له، ورد عليه قائلاً: «اقطعها يا سيدى».

وعاد مصطفى كاشف إلى السؤال، والرجل يجيب بالطريقة نفسها، كرر المحتسب السؤال مرات، ولم يظفر بجديد.رغم غضبه من الحوار غير المجدى مع العجوز فإن المحتسب لم يملك نفسه فانخرط فى نوبة ضحك طويلة حتى دمعت عيناه.

ولما هدأ سأل العجوز: يا رجل.. هل أنت مجنون أم أطرش؟.

فأجابه العجوز: لا والله لست بمجنون ولا أطرش، لكننى أعرف أننى لو قلت لك إن البطيخة بعشر فضات لأمرت بقطع أذنى، ولو قلت إن السعر هو خمس فضات أو فضة واحدة لأمرت أيضاً بقطعها، لذلك اقطع لى شحمة أذنى على الفور ودعنى أمضى إلى حال سبيلى.

لم يملك المحتسب نفسه من الضحك على العجوز الذى سخر من ميل المحتسب إلى أخذ الناس بالشبهة، وأساليبه العجيبة فى عقابهم، لكن الضحكات التى تعالت استطاعت أن تنجيه من العقاب الذى توقعه بقطع شحمة أذنه، وتركه المحتسب يمضى إلى السوق ليبيع ويربح رزقه ورزق من يعول.

تجار وبائعو ذلك الزمان خافوا أكثر ما خافوا من حملات المحتسب الذى لم يكن يدخل سوقاً ليفتش فيه عن الأسعار والمكاييل دون أن يخرج بمن يفترسه ممن يغالون فى الأسعار أو يغشون فى الميزان.

وقد بلغ الأمر ببعض المحتسبين حد حمل ميزان دقيق يدخلون به على البائع من هؤلاء، ويراجعون عليه دقة ميزانه، بل وكانوا يستوقفون من يحمل أى سلعة فى يده، ويسألونه عن وزنها وسعرها، فإذا بان فى السعر مبالغة أو فى الوزن غش عادوا به إلى من اشترى منه وعاقبوه.كان زماناً عجيباً فى أحواله، لكنه كان منضبطاً.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بائع «البطيخ» بائع «البطيخ»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon