توقيت القاهرة المحلي 22:02:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التعليم.. وتحولات السبعينات

  مصر اليوم -

التعليم وتحولات السبعينات

بقلم :د. محمود خليل

شهدت مصر خلال فترة السبعينات تحولات دراماتيكية على مستويات عدة: اقتصادية واجتماعية، كان لها بالغ الأثر على التعليم، كانت المدارس والجامعات قد بدأت تضيق بالتلاميذ والطلاب، حاول النظام الحاكم وقتذاك التعامل مع هذه الإشكالية قدر طاقته، فأنشأ المزيد من المدارس الحكومية المجانية، وإلى جوارها مدارس تجريبية (تابعة للحكومة) بمصروفات سنوية، كما سمح لرأس المال الخاص، بعد عام 1974، بالاستثمار فى التعليم، فانطلقت العديد من الأسماء إلى إنشاء مدارس خاصة (بمصروفات مرتفعة) تقدم التعليم فى أجواء أفضل.

وعلى مستوى الجامعات، شهدت حقبة «السادات» بناء نحو 7 جامعات حكومية جديدة عملت إلى جوار الجامعات القائمة على استيعاب الزيادة فى أعداد المتقدمين، وفى المقابل لم يسمح لرؤوس الأموال الخاصة بإنشاء جامعات خاصة. وقد لجأ بعض أفراد الطبقة الوسطى فى مواجهة ذلك إلى إلحاق أبنائهم بجامعة بيروت أو بإحدى الجامعات الأجنبية فى المجر أو غيرهما، إذا لم يحالفهم التوفيق ويحققوا فى الثانوية المجموع الذى يمكنهم من دخول الجامعة، ليتم نقلهم بعد ذلك إلى الكلية المناظرة بإحدى الجامعات الحكومية المصرية.

اتجه أفراد الطبقة الوسطى، بمختلف شرائحها، إلى إلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة أو التجريبية على الترتيب طبقاً لمستوى القدرة الاقتصادية للأسرة. وتعددت الأسباب التى ساقت الطبقة إلى ذلك؛ أولها البحث عن خدمة وبيئة أفضل للتعليم، وثانيها تأكيد المكانة الاجتماعية والقدرة الاقتصادية، وثالثها إنقاذ أبنائهم من الفشل لأن الانتقال من مرحلة إلى أخرى فى المدارس الحكومية كان محكوماً بحد أدنى للمجموع لا بد أن يحصل عليه التلميذ، فى حين كانت المدارس الخاصة لا تشترط سوى النجاح، بغض النظر عن المجموع.

خلال هذه الفترة أيضاً بدأت ظاهرة الدروس الخصوصية فى التمدد، وكانت الطبقة الوسطى أيضاً الأكثر ميلاً إليها، كوسيلة للنهوض بمستوى أبنائهم تعليمياً، أو فى محاولة لمواجهة تراجع الخدمة التعليمية داخل المدرسة الحكومية أو الخاصة.

كانت المدارس الخاصة والدروس الخصوصية حكراً على شرائح الطبقة المتوسطة، فى حين كان أغلب أبناء الطبقة الفقيرة ينظرون إلى التلميذ الذى يأخذ درساً خصوصياً أو يتقدم لمدرسة خاصة كإنسان خائب ساقه إهماله التعليمى إلى هذا المصير. وكان يداخلهم أيضاً إحساس بالغضب من التحول الذى حدث فى عصر «السادات»، الذى يتيح الفرصة للفشلة من أبناء الطبقة الوسطى لينافسوهم على الفرص التى يحلمون بها حتى يتيحوا لأنفسهم فرصة للحراك الطبقى إلى أعلى.

أنت هنا أمام عاملين أساسيين شرعا ينخران فى النظام التعليمى بمصر؛ أولهما سياسات حكومية متخبطة «سيَّست» التعليم فى حقبة الستينات ثم «بزنسته» فى فترة السبعينات، ولم تكن تمتلك رؤية حول كيفية توظيفه أو استغلاله فى تجربة نهضوية، أو وعياً بأهمية الارتقاء بمستوى الخدمة. وثانيهما طبقة وسطى انشغلت أشد الانشغال بالمسألة التعليمية، واستجابت للسياسات والبزنسات التى دخل التعليم فى دائرتها، حين زاد حجم طلبها على التعليم الخاص والدروس الخصوصية، ومع صعود قيمة المال لم يعد الطلب لديها على التعليم، بل على الشهادة فى حد ذاتها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعليم وتحولات السبعينات التعليم وتحولات السبعينات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon