توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(11).. العودة إلى صفوف «البنات»

  مصر اليوم -

11 العودة إلى صفوف «البنات»

بقلم: د. محمود خليل

يظن الإنسان أن النهاية بعيدة وهى أقرب إليه من حبل الوريد، تصور له أوهامه أن سُنّة الموت تجرى على غيره، أما هو فبمنأى عنها، وذلك جحود مبين. مات السادات عام 1981، ومن قبله عبدالناصر عام 1970، ومن قبلهما فاروق عام 1965. عندما مات الملك الطريد حزن الشيخ عبدالعظيم عليه، راب حزنه خالد، فواجهه بفورة غضب، كان فى قمة الحماس للثورة وزعيمها، مندمجاً فى توجهاتها، غارقاً فى شعاراتها، قال له أبوه:

- الشيخ عبدالعظيم: مات المسكين وحده.. وهو الذى كان الناس يتزاحمون حوله بالأمس؟

- خالد (باستخفاف): حزين فضيلتك ع البنى آدم اللى لمّ المنافقين والمنتفعين حواليه؟.

- الشيخ: بل حزين على حياة يعيشها الإنسان وسط الزحام.. وعندما تأتى لحظة الرحيل يمشى وحده.

- خالد: اختار نهايته.

- الشيخ: عارف يا خالد أطيب حياة ممكن يعيشها الإنسان؟

- خالد: إيه فضيلتك؟

- الشيخ: حياة يمشى فيها الإنسان وحده.. يكون بين الناس وهو خارجهم.. يعيش معهم وليس معهم.. وعندما يأذن الرحيل يغادرها بين بشر يحبونه.. عش فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.. امشِ وحدك.. وإياك أن تغرق فى بحار البشر، فهى مهلكة، اكتفِ دائماً بالمشاهدة دون أن تسير مع أحد.. العزلة عبادة يا ولدى.

قال خالد لنفسه: «لم يعش الشيخ عبدالعظيم حتى يرانى أستسلم طوعاً لأفكاره وأنا الذى كنت بالأمس أتمرد عليه.. وما أكثر ما عانى من توتر مراهقتى ونزق شبابى.. صدق من قال إن الإنسان يعرف فقط قيمة الأب حين ينجب ويصبح أباً».

كانت مشاهدة أحلام الأحمدى وهى تصعد سلم السياسة والمال ممتعة، وكانت المتعة تزيد عند استعادة مشاهد البدايات لتلك الأنثى التى تعطلت عن التعليم، فدخلت المدرسة وخرجت منها وهى تتعثر فى دروس الإملاء، وبدت صبية مندفعة فى كلامها مع الآخرين، لا تتمتع بما تمتعت به أختها «نادية» من لياقة فى الحديث نتجت عن تعليمها الأعلى وعملها لفترة من الوقت قبل أن تتفرغ لزوجها وولديها، لكن «أحلام» كانت من الذكاء بحيث أدركت أنها تمتلك الثروة الحقيقية التى تستطيع أن تلاعب بها المرأة الحياة، الجمال، أخفقت فى إجادة أى شىء فى حياتها، لكنها برعت فى إبراز جمالها وصيانته، فوعيها بجسدها فاق أى وعى.

ما أكثر ما كانت تلح على جدتها لتحكى لها حدوتة «شجر الدر» المرأة الحديدية التى ركبت دولة بأكملها، وحكمت واحداً من أكبر شعوب الأرض، ولم يستطِع أى رجل -مهما بلغت قوته- قهر نفسه على قهرها، ولم يكن لمثلها أن تقبل بنهاية على يد رجل عاشت تلعب به. كان إحساس «أحلام» بالضجر من «نادية» يشتد حين تجدها تطلب من الجدة إسماعهما حكاية «السيدة سكينة»، وغضبها يشتعل حين تدعوها إلى زيارة مقامها الكريم، ولا تطاوعها فى الوقوف أمام قبة شجر الدر أو التسلل إلى داخلها.

استمتع خالد عبدالعظيم بمشاهدة عديله حمدى وهو يطلق سهم «أحلام الأحمدى» من القوس أواخر عهد السادات، ليحلق بعيداً فى عصر حسنى مبارك. لم يكن ظهور «أحلام الأحمدى» بين النواب الذين يبلغون «مبارك» قرار مجلس الشعب ترشيحه للرئاسة سوى إشارة لبدء القصة الحقيقية للفرع السلطوى من عائلة «الأحمدى»، تلك التى بدأت أحداثها بموقف أضحك «خالداً»، حين حكى له «حمدى» القرار الذى اتخذته «أحلام»، بعد أن تسلطنت من جديد على كرسى داخل أول مجلس شعب فى عصر مبارك سنة 1983، قرار التنحى عن الحياة الزوجية. فقد جاءه حمدى ذات يوم بوجه مدهوش، يطلق ضحكات بلهاء وهو يقول له:

- حمدى: المجنونة بتقول لى إنها قررت إن العلاقة ما بيننا بعد كده تكون إدارية مش زوجية.

- خالد: يعنى إيه؟

- حمدى (ساخراً): يعنى قررت أن تتنحى تماماً ونهائياً عن منصب الزوجة وأى دور له علاقة به وأن تعود إلى صفوف جماهير البنات غير المتزوجات.

- خالد (ضاحكاً): قرار تنحى؟!.. هى خارجة من نكسة لا سمح الله؟.. دى فى قمة نجاحها.

- حمدى: قمة إيه؟.. دى بتقول أنا يادوب حطيت رجلى ع الطريق.

- خالد: وعملت معاها إيه؟

- حمدى: وافقت طبعاً إنى أبقى زوج انتساب.. مش انتظام.

- خالد: يعنى حاجة كده شبه شجر الدر وأيبك فى النص الأولانى من حياتهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

11 العودة إلى صفوف «البنات» 11 العودة إلى صفوف «البنات»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon