توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضمير أبلة حكمت

  مصر اليوم -

ضمير أبلة حكمت

بقلم: د. محمود خليل

وقفت «حكمت هاشم»، مديرة مدرسة نور المعارف، تستمع إلى الوزير المحافظ، وهو يبرر تجاوزها عند اختيار وكيل جديد لوزارة التربية والتعليم وتسمية غيرها لشغل الموقع.

شرح لها الوزير الأبعاد الإنسانية للقرار، وكيف أنهم يعلمون أنها الأجدر والأكفأ والأقدم وبالتالى الأحق بالمنصب، لكن المشكلة أن منافستها أكبر منها فى السن ولا يتبقى لها على الإحالة للمعاش إلا عامان، أما أبلة حكمت فالفرصة ما زالت أمامها.

ردت حكمت هاشم قائلة: والمرة الجاية برضو هتشوفوا مين أكبر منِّى فى السن ويتاخد مكانى لاعتبارات إنسانية وهكذا حتى أخرج على المعاش.. لا يا سيادة الوزير المحافظ.

أدركت السيدة المحنكة أن المحافظ يراوغها ويناور عليها من أجل إقناعها بما يصعب أن تقتنع به.. فلا يوجد فى سياق الحديث عن الاعتبارات الإنسانية ما هو أسمى من إحقاق الحق، وإعطاء كل ذى حق حقه، بذلك فقط يعلى الشخص من «الإنسانية».

الوزير كان يعلم أن حكمت هاشم تقف وراء تجربة نموذجية فى التعليم الثانوى حققتها من خلال مسئوليتها عن مدرسة نور المعارف التى تتولى إدارتها، ويفهم أن طموح السيدة بات يتجاوز المدرسة إلى كل مدارس الإسكندرية حيث تعيش وتعمل، فقد أرادت تعميم التجربة الناجحة على كل مدارس المحافظة.

كذلك يجب أن تكون الأمور.. فالاختيار فى مثل هذه الأحوال ليس حراً بل محكوم بقواعد ومعايير لا بد من الاحتكام إليها، وخير للمسئول أن يقول إن هذا اختيارى من غير أن يتمحك بالأخلاق والإنسانية.. لأن اختيار من لا يستحق وتصديره فى المشهد هو عمل غير أخلاقى بالأساس، علاوة على أنه غير إنسانى.. كذلك كانت تؤمن حكمت هاشم وذلك ما كان قابعاً فيما بين سطور الحوار الذى نسجه ببراعة الراحل أسامة أنور عكاشة.

وقد أحسن «عكاشة» حين استحضر مفردة «ضمير» ونسبه إلى بطلة عمله وجعله عنواناً لمسلسله الشهير.. فالمسألة مسألة ضمير قبل أى شىء، بل يظل الضمير هو مفتاح اللغز الأكبر فى حياة البشر. فغيابه يحل لغز الفشل الذى يمكن أن تعدد له عشرات الأسباب الظاهرة، لو تفحصتها جيداً فستجد أن الأصل فيها هو «الضمير الغائب».. وحضوره هو أصل النجاح، مهما تعددت الأسباب التى تقف وراءه.

الضمير يعنى ببساطة الاحتكام للمعايير.. المعايير التى تحكم توزيع الفرص، وتحديد الأدوار، وأيضاً المعايير التى تحكم تعامل الفرد مع من يحيطون حوله. عدم الاحتكام للمعايير معناه الارتجال، والارتجال يؤدى إلى العشوائية، والعشوائية أصل الفشل.. والمسألة عكس ذلك على طول الخط.. فالاحتكام إلى المعايير يحقق معنى «الموضوعية» التى ترتقى بالحياة، حين تعطى كل شخص ما يستحقه.

قاعدة «المناسب فى المكان المناسب» داخل المجتمعات العشوائية ليست أكثر من «شعار»، أما فى المجتمعات المنظمة فواقع تستطيع أن تلمسه بيدك فى جميع المواقع، قد يفلت تطبيق القاعدة فى بعض الأوقات فيظهر الأقل كفاءة، ولكن سرعان ما يطرده النظام الكفء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضمير أبلة حكمت ضمير أبلة حكمت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon