توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لاعب سياسي «افتراضي»

  مصر اليوم -

لاعب سياسي «افتراضي»

بقلم: د. محمود خليل

تزامن ظهور أدوار مواقع التواصل الاجتماعى كلاعب سياسى مع بزوغ نجم دونالد ترامب على مسرح الأحداث داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

«ترامب» شخصية غير عادية، فقد جاء من خارج المؤسسة السياسية الأمريكية، وعندما دخل منافسات انتخابات الرئاسة عام 2016 بدا مرشحاً ممتلكاً أدوات العصر الجديد فى مقابل الأدوات التقليدية التى اعتمد عليها منافسوه فى الحزب الجمهورى (فى انتخابات التصفية)، وكذلك منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون. أجاد الرجل إلقاء الكثير من الطعوم التى نجحت فى اصطياد السوشيال ميديا إليه، واتخذ من مواقعها أداة أساسية لترويج نفسه لدى الناخب الأمريكى.

لم يكن «ترامب» ولا أعضاء فريقه الانتخابى يعتنون بمعايير الدقة أو الصدق فيما يقذفون به من معلومات على مواقع التواصل. على سبيل المثال يعد ترامب أكثر من روّجوا لكذبة أن أوباما مسلم وأنه ليس أمريكى المولد، وأن بيل كلينتون زوج منافسته لم يتحرش فقط بمونيكا لوينسكى -فى القضية الشهيرة- بل بعشرات غيرها، وأن هيلارى زوجته كانت تدارى عليه، بل وتجور على حقوق النساء الشاكيات من تحرشه بهن.

ليس معنى ذلك أن حملة «ترامب» انبنت على أكاذيب، لكنها وظفت بعضها إلى جوار العديد من الحقائق والشعارات التى داعبت الحلم القديم المتجدد بأمريكا القوية، مع توجيه اتهامات حقيقية إلى الرؤساء الأمريكان السابقين بإضعاف العملاق الأمريكى.

حاولت حملة هيلارى الترويج لفكرة أن الروس لعبوا لحساب «ترامب» فى الحملة، لكنهم لم يستطيعوا إثبات ذلك، فبدا الأمر وكأنه كذبة حاول الديمقراطيون اللعب بها على مواقع التواصل كما تلاعب بها ترامب.

تمكن «ترامب» وفريقه الانتخابى من خلق حالة «شعبوية» قلبت كل الموازين فى الانتخابات الأمريكية واجتذبت الناخب إليه، فكانت النتيجة فوزه فى الانتخابات، بفضل السوشيال ميديا بصورة رئيسية.

وبعد دخوله البيت الأبيض اجتهد «ترامب» فى توظيف هذه المواقع -خصوصاً موقع «تويتر»- وتمكن من التأثير فى الرأى العام الأمريكى عن طريق خلق التريندات، بان الأمر وكأن الرجل استطاع التحكم فى هذه المواقع ولعب بها، وهو الأمر الذى دفع بعض القائمين عليها من شركات الهايتك إلى غلق حساباته، واتهموا تغريداته بالعنصرية والحث على الكراهية، وغير ذلك من تهم لعلّك تذكرها.

الفوائد السياسية لمواقع التواصل لم تقتصر على الأمريكان أو الأوروبيين وفقط، بل امتدت إلى كل دول العالم، بما فى ذلك بالطبع دول العالم الثالث. ظهر فى هذا العالَم ما يسمى بالميليشيات الإلكترونية أو «الذباب الإلكترونى» فى بعض التوصيفات، التى تقوم بوظائف معينة لخدمة أهداف سياسية ومصالحية محددة، فهى تنطلق فى تأييد من تُوجّه إلى تأييده، وقصف جبهة من تعارضه أو لا ترضى عنه، وقد تمكنت هذه المجموعات الافتراضية من أن تحل محل الأحزاب السياسية التقليدية، وتحوّلت إلى أحزاب افتراضية تؤثر فى الاتجاهات السياسية القائمة، وباتت قادرة على تحريك البشر فى حدود معينة ولغايات مختلفة.

أصبحت التعابير الشعبوية والتوجيهات الإلكترونية ترسم خرائط السياسة فى عالم اليوم شئنا أم أبينا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاعب سياسي «افتراضي» لاعب سياسي «افتراضي»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon