توقيت القاهرة المحلي 14:39:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لاعب سياسي «افتراضي»

  مصر اليوم -

لاعب سياسي «افتراضي»

بقلم: د. محمود خليل

تزامن ظهور أدوار مواقع التواصل الاجتماعى كلاعب سياسى مع بزوغ نجم دونالد ترامب على مسرح الأحداث داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

«ترامب» شخصية غير عادية، فقد جاء من خارج المؤسسة السياسية الأمريكية، وعندما دخل منافسات انتخابات الرئاسة عام 2016 بدا مرشحاً ممتلكاً أدوات العصر الجديد فى مقابل الأدوات التقليدية التى اعتمد عليها منافسوه فى الحزب الجمهورى (فى انتخابات التصفية)، وكذلك منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون. أجاد الرجل إلقاء الكثير من الطعوم التى نجحت فى اصطياد السوشيال ميديا إليه، واتخذ من مواقعها أداة أساسية لترويج نفسه لدى الناخب الأمريكى.

لم يكن «ترامب» ولا أعضاء فريقه الانتخابى يعتنون بمعايير الدقة أو الصدق فيما يقذفون به من معلومات على مواقع التواصل. على سبيل المثال يعد ترامب أكثر من روّجوا لكذبة أن أوباما مسلم وأنه ليس أمريكى المولد، وأن بيل كلينتون زوج منافسته لم يتحرش فقط بمونيكا لوينسكى -فى القضية الشهيرة- بل بعشرات غيرها، وأن هيلارى زوجته كانت تدارى عليه، بل وتجور على حقوق النساء الشاكيات من تحرشه بهن.

ليس معنى ذلك أن حملة «ترامب» انبنت على أكاذيب، لكنها وظفت بعضها إلى جوار العديد من الحقائق والشعارات التى داعبت الحلم القديم المتجدد بأمريكا القوية، مع توجيه اتهامات حقيقية إلى الرؤساء الأمريكان السابقين بإضعاف العملاق الأمريكى.

حاولت حملة هيلارى الترويج لفكرة أن الروس لعبوا لحساب «ترامب» فى الحملة، لكنهم لم يستطيعوا إثبات ذلك، فبدا الأمر وكأنه كذبة حاول الديمقراطيون اللعب بها على مواقع التواصل كما تلاعب بها ترامب.

تمكن «ترامب» وفريقه الانتخابى من خلق حالة «شعبوية» قلبت كل الموازين فى الانتخابات الأمريكية واجتذبت الناخب إليه، فكانت النتيجة فوزه فى الانتخابات، بفضل السوشيال ميديا بصورة رئيسية.

وبعد دخوله البيت الأبيض اجتهد «ترامب» فى توظيف هذه المواقع -خصوصاً موقع «تويتر»- وتمكن من التأثير فى الرأى العام الأمريكى عن طريق خلق التريندات، بان الأمر وكأن الرجل استطاع التحكم فى هذه المواقع ولعب بها، وهو الأمر الذى دفع بعض القائمين عليها من شركات الهايتك إلى غلق حساباته، واتهموا تغريداته بالعنصرية والحث على الكراهية، وغير ذلك من تهم لعلّك تذكرها.

الفوائد السياسية لمواقع التواصل لم تقتصر على الأمريكان أو الأوروبيين وفقط، بل امتدت إلى كل دول العالم، بما فى ذلك بالطبع دول العالم الثالث. ظهر فى هذا العالَم ما يسمى بالميليشيات الإلكترونية أو «الذباب الإلكترونى» فى بعض التوصيفات، التى تقوم بوظائف معينة لخدمة أهداف سياسية ومصالحية محددة، فهى تنطلق فى تأييد من تُوجّه إلى تأييده، وقصف جبهة من تعارضه أو لا ترضى عنه، وقد تمكنت هذه المجموعات الافتراضية من أن تحل محل الأحزاب السياسية التقليدية، وتحوّلت إلى أحزاب افتراضية تؤثر فى الاتجاهات السياسية القائمة، وباتت قادرة على تحريك البشر فى حدود معينة ولغايات مختلفة.

أصبحت التعابير الشعبوية والتوجيهات الإلكترونية ترسم خرائط السياسة فى عالم اليوم شئنا أم أبينا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاعب سياسي «افتراضي» لاعب سياسي «افتراضي»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon