توقيت القاهرة المحلي 23:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلوك معادٍ للمستهلك

  مصر اليوم -

سلوك معادٍ للمستهلك

بقلم :د. محمود خليل

أسعار البترول نار.. والعالم عاجز عن السيطرة عليها والوصول إلى معادلة سعرية أكثر توازناً.. دول العالم تطالب «أوبك» بتوفير مزيد من كميات النفط فى الأسواق تؤدى إلى توازن السعر، و«أوبك» تدرس.

أمام العجز عن السيطرة على سعر البترول بادرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى السحب من احتياطيها الاستراتيجى من البترول، ودعا «بايدن» العديد من الدول الأخرى -وعلى رأسها الصين واليابان- إلى انتهاج النهج نفسه وسحب ولو جزء من الاحتياطى الاستراتيجى لديها، حتى تكبح جماح السعر المستمر فى الصعود.

سياسات السحب من الاحتياطى أدت إلى خفض نسبى فى سعر برميل البترول، لكنها لم تحل المشكلة حتى اللحظة، لأن هناك دولاً تملك احتياطياً استراتيجياً جيداً لكنها لا تريد السحب منه.

سياسة اللجوء إلى الاحتياطى مؤقتة إلى حد كبير فى تأثيرها، فالاحتياطى ينفد، ونحن مقبلون على ذروة فصل الشتاء خلال الأسابيع القادمة، ومن المتوقع أن يشتد الطلب على الوقود بصورة كبيرة، وقد توقعت بعض التقارير أن يتجاوز سعر برميل البترول سقف الـ100 دولار منتصف العام القادم.

صدى الأزمة وصل إلى المواطن الأمريكى، حيث ارتفع سعر جالون البنزين (حوالى 3.78 لتر) فى بعض الولايات إلى 4 دولارات. واتهم «بايدن» شركات البنزين بالافتراء على الزبون، وتسعير البنزين بصورة مبالغ فيها، استغلالاً لارتفاع أسعار الوقود، ما يعبر عن سلوك معادٍ للمستهلك.

كل شعوب العالم مرشحة لمواجهة أشكال ودرجات مختلفة من المعاناة خلال الأيام القادمة، فمع ارتفاع معدلات التضخم، وأزمات الوقود، ستواجه الدول المستوردة للبنزين وغيره من المشتقات البترولية مشكلات ضخمة، خصوصاً مع مقدم الشتاء.

حكومات العالم باتت مطالبة باستخدام سياسات حمائية للمستهلك، فمع التضخم وارتفاع أسعار الوقود بدأ يشد فتيل الانفجار المتوقع فى الأسعار، وترك المستهلك فى مثل هذه الأحوال فريسة لمعادلة «تحديد السعر على الكيف» سيؤدى إلى أزمة محققة، ولو لم تتدخل الحكومات بإجراءات ضبط فستواجه أزمات متعددة ومتنوعة، لها تأثيراتها عليها، لأن المواطن يوجه غضبه إلى المسئول.

أيضاً لا بد أن تتمدد مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل المزيد من المواطنين الأشد احتياجاً، وتوفر لهم الحكومات إمكانية الحياة والتعايش فى ظل حالة الالتهاب المستطير فى الأسعار.

ولا بأس أيضاً من أن تؤجل الحكومات بعض الإجراءات التى تصفها بإجراءات الإصلاح الاقتصادى حتى تستقر الأسواق، خصوصاً أننا أمام أزمة قد تطول لعدة أشهر.

معدلات التضخم تلتهم الأجور الراكدة التى لا تنمو بالنسبة نفسها، وعدم إيجاد معادلة توازن بين التضخم والأجور سوف يزيد من معاناة الطبقتين المتوسطة والفقيرة خلال الأشهر القادمة، وهو أمر يحتاج نظرة أيضاً من حكومات العالم المختلفة تتعلق بتحريك الأجور والمرتبات. فإذا كان المواطن فى الولايات المتحدة الأمريكية بات يشكو من الغلاء وتأثير التضخم على حياته، ولجأت الحكومة هناك إلى اتخاذ إجراءات للتعامل مع الموقف.. فما بالنا بالوضع فى دول العالم الأخرى؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلوك معادٍ للمستهلك سلوك معادٍ للمستهلك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026

GMT 05:40 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ديكور منزل هيفاء وهبي في بيروت يخطف الأنفاس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon