توقيت القاهرة المحلي 08:53:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حديث» على هامش «حديث»

  مصر اليوم -

«حديث» على هامش «حديث»

بقلم :د. محمود خليل

سيظل مسلسل «حديث الصباح والمساء» خالداً فى حياة أبطاله، ومن بينهم الراحل الجميل «أحمد خليل».

المسلسل نفحة روح زفرها واحد من أبرز كتاب السيناريو فى تاريخ الدراما التليفزيونية المصرية، وهو الراحل «محسن زايد». وقد مثّل هذا العمل آخر الأعمال التى قدمها للتليفزيون المصرى، ويمثل -فى تقديرى- مركزاً تجمعت فيه خيوط إبداعه المتوزعة ما بين أعمال أخرى عديدة، من أبرزها الجزءان الأول والثانى من «ملحمة الحرافيش»، و«السقا مات، وقلب الليل».

رحل محسن زايد بعد عام على وجه التقريب من إنتاج وإذاعة مسلسل حديث الصباح عن فهرست شخصيات كتبه الأديب العالمى نجيب محفوظ.

نحت محسن زايد شخصيات المسلسل على الورق، وأبرزت كل شخصية فنية شاركت فى العمل تجلياتها فى الواقع، فبدا «معاوية القليوبى» شيخاً مناضلاً، وفى الوقت نفسه محباً للحياة، وتجلت الشخصية بعبقرية على يد الراحل محمود الجندى، وظهر «يزيد المصرى» صوفياً تعلقت روحه فى الدنيا بشيخه القطب «الشيخ القليوبى»، كما تعلقت به فى الختام، حين بنى ضريحه حيث يرقد شيخه، وهما الشخصيتان اللتان جسدهما بروعة كل من الفنان أحمد ماهر، والراحل محمد السبع.

يظهر بعد ذلك «عطا المراكيبى» الذى جسّد شخصيته المبدع الراحل «أحمد خليل»، تلك الشخصية المركّبة التى عاكستها الظروف فى البداية، ثم أعطتها بلا حساب فى مرحلة تالية، نالت فيها كل ما تريد على مستوى الحب والمال والولد، وهى تؤدى فى حالات المعاكسة أو الفيوضات بشكل يرتكز على الواقعية الممتزجة بالرضا، وتتعامل مع معطيات الحياة وفرصها بذكاء وتوازن منحاها عيشة أرضى وأسعد.

وتمتد خيوط الأجيال فى العمل ليتواصل خط الحيرة والارتباك فى حياة داود ابن يزيد المصرى الأصغر، الذى لعبت معه الأقدار لعبتها، فرسمت حياته بصورة لم يخترها، لذا فقد ظل متأرجحاً متذبذباً، حتى وجد خَلاصه فى العودة إلى الأصل الذى انتزعته منه يد الوالى محمد على التى قررت الدفع بأطفال الجيل الجديد نحو ماكينة التعليم للاستعانة بهم كعناصر فى إطار مشروعه التحديثى.

وفى المقابل من «داود» تظهر شخصية شقيقه عزيز المصرى المتصالح مع أى شىء تمنحه له الحياة، والقادر على التكيف مع كل الأوضاع، وهو يرتبط بشقيقه الأصغر برباط نفسى عميق، ويجد فى علاقة الأخوة الممتزجة بالصداقة تلك سلوى تمنحه القدرة على المواصلة فى حياة رضى منها بالقليل الذى أعطته.

خيط أساسى جمع بِرقّة ونعومة بالغة بين شخصيات هذا المسلسل البديع نصاً وتمثيلاً وإخراجاً، هو خيط الرضا، فكل الشخصيات كانت تتعامل مع الحياة بنوع من الرضا الذى اختلف فى تعابيره ومناسيبه، ومن أروعها بالطبع حالة الرضا التى عبر عنها ورسم ملامحها الفنان القدير أحمد خليل عبر شخصية «المراكيبى».

إذا كانت وفاة الفنان «أحمد خليل» قد ذكّرتنا بهذا العمل الدرامى الممتع، فهى ولا شك تمنحنا أملاً فى أن نرى فى المستقبل أعمالاً بذات القيمة والمستوى، وأظن أن مصر ثرية بالكُتاب والفنانين القادرين على إبداع نظائر له.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حديث» على هامش «حديث» «حديث» على هامش «حديث»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon