توقيت القاهرة المحلي 14:39:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بورصة الأسماء

  مصر اليوم -

بورصة الأسماء

بقلم: د. محمود خليل

أسماؤهم «بيكا» و«شاكوش» و«عنبة» و«شواحة» و«نور التوت».. عن مطربى المهرجانات أتحدث. تلك طبعاً الأسماء الفنية التى اشتهروا بها لدى جمهورهم، ويصر نقيب المهن الموسي قية هانى شاكر على تغييرها بأسماء أخرى أو يعودوا إلى أسمائهم الطبيعية حتى يسمح لهم بالقيد فى النقابة وبالتالى الغناء.

أطراف أخرى دخلت على الخط واتهمت هانى شاكر بالتعنت، ومدت خط الاتهام على استقامته، حين وصفته بالنفسنة على أصحاب المهرجانات.

نحن أمام أزمة «أسماء».. وليس أفعال بالطبع! وهى أزمة ليست بالقليلة إذا أخذنا فى الاعتبار أن الأسماء مرآة عاكسة للثقافة السائدة داخل المجتمع خلال فترة زمنية معينة، فالأسماء فى بلادنا لها دلالات متنوعة: اجتماعية واقتصادية ودينية.

فاختيار ما «عُبِّد وحُمِّد من الأسماء» أمر يحمل دلالة معينة على منسوب تدين ووضع اجتماعى ونظرة خاصة إلى الموروث الثقافى وهكذا، ويمكن أن تضيف إلى هذه الأسماء: عمار ويزيد وزياد وخالد وأسامة وغيرها. كما أن اختيار الأسماء ذات التسميع التركى أو الفارسى أو الغربى تعكس توجهاً ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً محدداً لدى قطاع معين من المصريين.

مؤكد أنك تتابع اتجاه البعض إلى «طلب مساعدة» من حولهم من أقارب وأصدقاء فى اختيار اسم غير متكرر لمولود أو مولودة قادمة، فثمة توجه لدى البعض نحو اختيار اسم «سينييه» للمواليد الجدد، وكلما كان الاسم غير شائع أو لم يسبق تداوله فى بورصة الأسماء كان محل إعجاب.

فى الماضى كان لمن يدخل حقل الفن اسمان: الاسم الحقيقى والاسم الفنى، وكان التوجه أن يتم الابتعاد عن الأسماء غير الشائعة إلى الاسم الشائع.. عبدالحليم مثلاً اقتبس اسم الإذاعى الراحل حافظ عبدالوهاب ليمثل اسمه الثانى بدلاً من اسم «شبانة»، فصار اسمه الفنى «عبدالحليم حافظ» فى المقابل تمسَّك شقيقه باسمه الحقيقى «إسماعيل شبانة» وقدم به نفسه إلى الجمهور.

أم كلثوم آثرت استخدام اسمها الحقيقى وفقط دون الاسم العائلى، أما الفنانة «فاطمة أحمد كمال شاكر» فقد اختارت لنفسها اسم «شادية» واشتهرت به بين الناس.

لم يكن هناك ميل إلى اختيار أسماء أو ألقاب شاذة عند اشتقاق الأسماء الفنية، بعبارة أخرى لم تكن أدوات النجارة «شاكوش» أو أسماء النباتات «عنبة» و«التوت» أو خلاف ذلك محل اهتمام من جانب الفنانين أو غيرهم من المشاهير وهم يختارون أسماءهم.

ليس معنى ذلك أن أسماء مثل «بصلة» و«شفة» و«جزرة» و«خشبة» و«عضمة» و«الجحش» و«الفيل» وغيرها لم تكن موجودة فى الماضى، فقد كانت ولم تزل جزءاً من أسماء الشهرة التى تشيع فى البيئات الشعبية المصرية، والقارئ لروايات نجيب محفوظ يجد أسماء عديدة من هذا النوع تقفز من فوق سطورها.

الشاهد أن أحداً لا يستطيع أن يثمن أو يقلل من قيمة اسم معين، ويقول إن هذا جيد وهذا ردىء، فالأسماء فى المجمل تعبر عن الحالة الثقافية السائدة، ومسألة رواجها أو تراجع أسهمها فى بورصة الحياة محكومة بحجم طلب الجمهور عليها.. الجمهور هو الأصل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بورصة الأسماء بورصة الأسماء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon