توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كذبة كبرى

  مصر اليوم -

كذبة كبرى

بقلم :د. محمود خليل

هناك من يبحث عن الوهم.. وهناك من يصدقه.. الباحث عن الوهم ومصدقه هما طرفا الصناعة الأهم التى راجت خلال السنوات الأخيرة: صناعة الوهم.

الأساس فى صناعة الوهم يتمثل فى اختراع فكرة دون أن يكون لها أصل فى الواقع، لتبدأ بعد ذلك مرحلة تسويقها لدى الجمهور الذى يهوى قطاع منه هذا النوع من الاختراعات ما دامت مغلفة بالإثارة أو محبوكة بمداعبة بعض آماله وأحلامه. أحداث عدة تشهد على هذه الحالة التى شاعت فى حياتنا مؤخراً.. موضوع كورونا بمفرده اشتمل على العديد من الاختراعات التى راجت وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى وداخل بعض وسائل الإعلام حتى بات البعض يستقبل العملة المزيفة فى سوق الوباء وكأنها حقيقية.

ألم تسمع عن أن من يتلقى اللقاح سيتحول إلى تمساح، أو يصبح «زومبى»، وأن كورونا يؤثر على مستوى الخصوبة، وغير ذلك من مضامين وجدت من يصغى إليها، بل يكررها دون أى تحقق من مصداقيتها، وحتى عندما يثبت له أنها لا تزيد على أكاذيب أو أوهام «فنكوش» يظل متمسكاً بها.

حالة «الفنكشة» لا تتعلق بكورونا وفقط، بل وصلت إلى غيرها، فالبعض لا يتردد -من أجل الشهرة والانتشار- فى حَبْك الأكاذيب والاختراعات ما دام يجد من يسمع له وينقل عنه. تجد ذلك حاضراً على سبيل المثال فى الشخص الذى خرج متحدثاً عن زواجه 33 مرة كمحلل شرعى، ثم أعلن بعدها أنه رفع دعوى قضائية لتكذيب ما سبق وصرح به، وأن الهدف مما فعله لم يكن سوى الشهرة التى أوهمه آخرون بأنه يمكن أن يحصل عليها لو «رطرط» بهذا الكلام. المشكلة أن البعض يحدد موقفه مما يسمع على أساس درجة إثارته أو خدمته لأهداف معينة يتغياها من وراء نشره وإشاعته، فيدفع به إلى دائرة الاهتمام العام، وهو على ثقة بأن الآراء سوف تنقسم حوله، وأن أحداً لن يهتم بمسألة التحقق من المصداقية فى زحمة المعارك الكلامية.

صناعة الوهم تنتعش فى الحالات التى يصادف فيها صانعها من يفضلون الظن على الحقيقة، والظن كما تعلم «أكذب الحديث»، وهو فى كل الحالات لا يُغنى من الحق شيئاً. يقول الله تعالى: «إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغنى من الحق شيئاً». الله تعالى أمرنا باجتناب الظن، ووصف بعضه بالإثم: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم». لقد أصبح البعض يتعيش على الكذب ونشر الأوهام، ويفرح حين يتغذى الآخرون عليه، وتلك واحدة من كبرى المشكلات التى نواجهها.

ويرتبط تقبل الناس للظنون بدرجة الثبات الانفعالى لديهم، فكلما اضطربت انفعالات الفرد أو اهتزت كان طيعاً بدرجة أكبر فى قبول الأوهام، إما إذا تماسك وارتكز فإنه يميل إلى التحقق من كل ما يسمع، أو فى أقل تقدير يقبل ما يقبله العقل ويرفض ما يرفضه.

فى مثل هذه الأجواء تنشط صناعة الوهم.. ومع توسعها يصبح الخوف كل الخوف أن تتحول حياتنا بمجملها إلى كذبة كبرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كذبة كبرى كذبة كبرى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon