توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزارة جديدة لـ«التربية»

  مصر اليوم -

وزارة جديدة لـ«التربية»

بقلم: د. محمود خليل

أبدى بعضهم نوعاً من الدهشة أمام واقعة اعتداء عدد من الأهالى على معلمة رفضت أن تُغشش أولادهم فى أحد الامتحانات داخل مدرسة بالسنبلاوين.

بصراحة لست أرى أى مجال للدهشة أو التعجّب فى الواقعة.. فهى ليست جديدة أو فريدة من نوعها، وتتكرّر بأشكال وصور مختلفة خلال الامتحانات، فالكل متفق على أن لموضوع الغش تجليات عدة فى نواحٍ أخرى من حياتنا، وليس مقصوراً على التعليم فقط.

العجب أو الغضب حتى لو تمت ترجمتهما فى إجراء لن يحل المشكلة، فسوف تظل قائمة، لأنها ترتبط بثقافة عامة ترسّخت عبر عدة عقود من الزمن.

فأوضاع المعلمين والتلامذة وأسلوب إدارة العملية التعليمية حالياً تختلف عما كانت عليه قبل عقود مديدة من الآن. كما أن قيماً مثل العلم والاجتهاد والاستقامة والصدق وغيرها باتت عملة بائرة فى سوق العصر، وما تم غرسه فى المجتمع على مدار عقود لن تغيره علامة تعجّب كبرى ترتسم على وجه، أو ملامح دهشة يفغر بها فم وتبحلق بها عينان، أو حتى قرار يتّخذه مسئول أو تشريع يشرعه المُقنّنون.

كبار المسئولين عن التعليم يكتفون بالسخرية من أحداث الغش فى الامتحانات ويلقون باللائمة على الناس الذين يؤثرون الشهادة على التعليم، ولا تهمهم الطريقة التى يجتاز بها أبناؤهم الامتحان، ويتندر بعضهم بالدعاء الذى تودّع به الأسر الصغار وهم فى طريقهم إلى الامتحان: «ربنا يسهل لك اللجنة»، وبعد فاصل السخرية يحدّثونك عن الخطوات التى اتخذوها فى تطوير التعليم وضبط نظم الامتحان عبر أدوات تكنولوجية قادرة على سحق ومحق عمليات الغش، رغم أن كل وسيلة ولها عند بعض المصريين حل وسبيل يمكنهم من الغش عبرها مهما كان تعقيدها.

المسئولون عن التعليم لا يعنيهم إلا الضبط المميكن للعميلة التعليمية، بغض النظر عن المخرجات.. مسألة «التربية» لا تعنيهم بالقدر الكافى.. وقضية الغش فى جوهرها قضية تربوية.. فتغيير الثقافة الاجتماعية السائدة يتطلب تدخلاً تربوياً، وجهداً يبذل على المستوى الاجتماعى العام لتغيير القيم السلبية السائدة لدى الأفراد، بما يترتب على ذلك من تعديل إيجابى على السلوك.

الغش حالة اجتماعية ومعالجتها تتطلب وجود مؤسسة مسئولة عن التربية.. الوزارة المسئولة عن المدارس لدينا اسمها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، لكن المسئولين فيها متفرّغون بشكل كامل للمسألة التعليمية، وهم معذورون كل العذر فى ذلك، فهم يديرون عملية معقّدة تستهدف ملايين التلاميذ فى المراحل الدراسية المختلفة، لذا فقد يكون من الأفضل أن تكون لدينا وزارة مستقلة للتربية.

وزارة التربية يمكن أن تكون مسئولة عن بذل الجهد المطلوب لتغيير الثقافة الاجتماعية السائدة، بالتعاون مع وزارة التعليم، ووزارة الثقافة، والهيئة الوطنية للإعلام وغيرها من الجهات المسئولة عن صناعة الفكر الذى يتسرّب إلى عقل ووجدان الكبار والصغار.

وزارة جديدة للتربية قد تكون أجدى فى مواجهة الغش من التعجّب المندهش أو الغضب المندفع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزارة جديدة لـ«التربية» وزارة جديدة لـ«التربية»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon