توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(25).. مفاتيح «أنثى الأحمدى»

  مصر اليوم -

25 مفاتيح «أنثى الأحمدى»

بقلم: د. محمود خليل

بدأت «ندى» تشعر بتغيير ما فى زوجها عبدالعظيم، لكنها لم تلتفت، كانت نصيحة أمها لها قبل الزواج ألا تركز مع رجلها. فكثرة التركيز تورث القلق.. والرجال أحوال.. وأحوال عبدالعظيم كانت متغيرة. فى أحد الأيام رن جرس تليفون مكتبه فى الكلية، كانت «نجلاء» قالت له إنها تنتظره أمام البوابة الرئيسية للجامعة، وتريده فى موضوع مهم. توقع عبدالعظيم اتصالها فى أى وقت، خصوصاً بعد أن سمع من أحد زملائه أنها سألت عليه يوم الندوة، وقالت إنه قريبها.

نزل إليها بسيارته، فتركت سيارتها وركبت إلى جواره، أحس خالد بالمتعة وهى تجلس إلى جواره فى سيارته، شعر أنه يقودها لأول مرة. صمت لبعض الوقت ساد بينهما، ثم سألها «عبدالعظيم»:

- عبدالعظيم: خير.. إيه الموضوع المهم اللى عاوزانى فيه؟

- نجلاء (برقة): الموضوع يا سيدى إنى عاوزة أشوفك.

- عبدالعظيم (بعصبية مصطنعة): بمناسبة إيه؟

- نجلاء (ضاحكة): أبداً يا دكتور.. سمعت إننا ولاد خالة.. ووالدى ووالدك ولاد عم.. فقلت أتأكد.

- عبدالعظيم (ساخراً): أخبار أبوكى إيه.. لسَّه شغال جوز عند الهانم أمك؟

- نجلاء (باسمة): بالذمة دى ألفاظ دكتور كبير زيك.

- عبدالعظيم (بخبث): معلش أصلى تربية حوارى الخليفة وطولون.

- نجلاء (بخبث): كده.. طيب اطلع بينا ع الخليفة.

- عبدالعظيم (بمكر): عاوزة إيه م الخليفة؟

- نجلاء (وهى تضع يدها بتلقائية على كتفه): وحشتنى القعدة معاك.

تساءل «خالد» كثيراً لماذا سموا هذا الحى بـ«الخليفة»؟. أحياناً ما كان يطمئن إلى أن السر فى ذلك هو سكن الخلفاء الفاطميين فيه، لكنه مال بعد ذلك إلى ما قرأه فى أحد الكتب عما حدث أيام بيبرس البندقدارى. فبعد سقوط الخلافة العباسية على يد التتار، طرق أبواب مصر أيام الظاهر بيبرس شخص اسمه «الإمام أحمد» زعم أنه من نسل بنى العباس. خرج «بيبرس» لاستقباله عند الريدانية وعقد له مجلس بيعة ليتم تنصيبه خليفة عباسى جديد. بويع الإمام أحمد الثانى ولقبه القضاة بالحاكم بأمر الله، ثم بايع الإمام «أحمد» بيبرس البندقدارى بالسلطنة، واتخذ السلطان قراراً بأن تكون إقامته فى مصر، لتبداً سلسلة الخلفاء العباسيين فى المحروسة. سكن الخليفة فى منطقة مناظر الكبش التى تم بناؤها على جبل «يشكر» إلى جوار مسجد أحمد بن طولون، وانتقل نسل الخلفاء العباسيين من مكان إلى آخر فى المنطقة الممتدة من شارع طولون وحتى ميدان السيدة نفسية (وهى منطقة حى الخليفة)، لذلك سُمى هذا الحى باسمهم.

على أنقاض خلفاء بنى العباس وداخل البيت القديم بحى الخليفة بايعت نجلاء حمدى الأحمدى عبدالعظيم خالد الأحمدى سيداً لها، وكتبا فيما بينهما ورقة بذلك، واتفقا على شرط ألا يفرض أى منهما شيئاً على الآخر، وأن يستمتعا فقط بتوثيق الرباط القديم الذى ربط بينهما. فى أوقات كان «عبدالعظيم» يشعر بالذنب نحو «ندى» التى أعطته بلا حدود، لكن نهر المتعة الذى غرق فيه فيما تبقى من «نجلاء» أنساه، واندفع نحوها أكثر، حين قررت أن تنشئ معه شركة أدوية تتولى تمويلها، ويتولى إدارتها. عندما وصل خبر هذه الشركة إلى شقيقها «على الدين» ثارت ثائرته، وطلب من «نجلاء» أن تصفيها فوراً، فقابلت الأمر الذى وجهه إليها بالسخرية، وأمام أمها أمرته بألا يتدخل فى شأن علاقتها بعبدالعظيم مطلقاً، وأيدتها أحلام الأحمدى فى ذلك، ولما انفجر فى الاثنتين، ذكّرته «نجلاء» بمصير الأب حمدى السيد الذى صار شغال زوج عند الأم، ولمّحت له بأن الدنيا متقلبة ويمكن أن تتحول وظيفته فى هذه الإمبراطورية التى يرتع فيها فى لحظة إلى وظيفة «أخ» وأخ فقط. ثم أردفت قائلة: «المفاتيح فى يد أنثى الأحمدى.. وليس ذكورها».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

25 مفاتيح «أنثى الأحمدى» 25 مفاتيح «أنثى الأحمدى»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon