تهنئة وجهها لاعب الكرة البرازيلى الشهير «بيليه» إلى النجم الأرجنتينى «ليو ميسى» بمناسبة فوزه بالكرة الذهبية وبلقب أفضل لاعب كرة فى العالم للمرة السابعة فى تاريخه.
آخر جيل من المصريين عاصر «بيليه» وهو يلعب الكرة هو الجيل الذى وُلد فى الستينات، فقد لعب النجم الكبير فى مصر ضمن فريق سانتوس البرازيلى مباراة شهيرة مع النادى الأهلى عام 1972، فاز فيها سانتوس بخمسة أهداف نظيفة، سجل منها بيليه هدفين.
من قرأ أو شاهد عن حياة النجم البرازيلى الكبير يستطيع أن يفهم معنى «الكاريزما الرياضية» وكيف يمكن أن يتحول لاعب كرة إلى «كاريزما» ملهمة لأمة بأكملها. إنه الرجل صاحب الشخصية التى تتكامل فيها الموهبة مع الإيمان مع الإخلاص لما يفعل مع الحياد فى مواجهة تقلبات السياسة.
من رحم أسرة برازيلية فقيرة خرج «بيليه» طفلاً يسعى فى الحياة ويجتهد فى مساعدة أبيه بما يقدر عليه، وما قدر عليه النجم ساعتها هو أن يصنع صندوقاً خشبياً، رص فيه المعدات اللازمة لمسح الأحذية، حتى اللحظة الحالية ما زال «بيليه» يحتفظ بهذا الصندوق، ويلعب بأصابعه عليه سعيداً هانئاً، وهو يسترجع أيامه الخوالى.
عشق «بيليه» كرة القدم منذ طفولته، كان يلعب بأى شىء يجده فى طريقه، حجراً أو قطعة من الصفيح أو حزمة من الورق، ولما بانت موهبته لكل من حوله، بادر أبوه إلى تقديمه لنادى سانتوس، ليلتحق به، وينضم بعدها إلى منتخب بلاده.
قبل صعود نجم «بيليه» أواخر الخمسينات، لم يكن الكثير من شعوب العالم تعرف شيئاً عن البرازيل وشعبها العاشق لكرة القدم والحالم بحصول فريقه الوطنى على كأس العالم، وهو الحلم الذى تمكن «بيليه» من المساهمة فى تحقيقه عام 1958، ليعرف العالم كله من هى البرازيل فى عالم الكرة.
انطلق «بيليه» بعد كأس العالم 1958 يلعب ويبدع ويسجل مئات الأهداف فى مدة زمنية قصيرة، وعندما وصل العالم إلى العام 1962 شارك فى كأس العالم، لكنه أصيب فى بدايته، وحرم الفريق من جهوده، فما كان منه إلا أن شد من أزر فريقه عموماً، وأزر اللاعب الذى سيلعب بديلاً له خصوصاً، حتى أقنع الجميع بأن البرازيل تلعب كفريق، وكانت النتيجة فوزها بكأس العالم فى ذلك العام بدون «بيليه»، وكان أسعد الناس بذلك هو «بيليه» نفسه.
فى كأس العالم التالية عام 1966، تعرض «بيليه» لخشونة غير طبيعية من جانب لاعبى الفرق المنافسة، كان الجميع يريد إيقافه بأى طريقة من الطرق، لم تعد المسألة كرة قدم. خرجت البرازيل من الأدوار الأولى، وقرر «بيليه» اعتزال اللعب الدولى، حتى اضطرته الظروف ونداءات الجماهير إلى العودة للمشاركة فى كأس العالم 1970.
شاهدت «بيليه» فى أحد الأفلام الوثائقية يحكى أنه توجه إلى الله فى أولى مباريات البرازيل بالبطولة قائلاً: «لقد شاءت إرادتك أن أشارك هذه المرة أيضاً.. فساعدنى يا قدير»، فازت البرازيل بكأس العالم، وحملها «بيليه» للمرة الثالثة فى حياته، بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره.
تقلبات سياسية عديدة عاشتها دولة البرازيل خلال الفترات التى صعد فيها نجم «بيليه» كلاعب كرة، الجميع كان يريد توظيفه سياسياً، لكنه أبى وتعامل بحياد مع الجميع، كان ولاؤه الأول والأخير للعبة التى يجيدها وللجماهير التى يرغب فى إسعادها.
إنها النجومية بالمعنى الحقيقى الملهم.
انطلق «بيليه» بعد كأس العالم 1958 يلعب ويبدع ويسجل مئات الأهداف فى مدة زمنية قصيرة، وعندما وصل العالم إلى العام 1962 شارك فى كأس العالم، لكنه أصيب فى بدايته، وحرم الفريق من جهوده، فما كان منه إلا أن شد من أزر فريقه عموماً، وأزر اللاعب الذى سيلعب بديلاً له خصوصاً، حتى أقنع الجميع بأن البرازيل تلعب كفريق، وكانت النتيجة فوزها بكأس العالم فى ذلك العام بدون «بيليه»، وكان أسعد الناس بذلك هو «بيليه» نفسه.