توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«القدير» فى ملاعب الكرة

  مصر اليوم -

«القدير» فى ملاعب الكرة

بقلم :د. محمود خليل

تهنئة وجهها لاعب الكرة البرازيلى الشهير «بيليه» إلى النجم الأرجنتينى «ليو ميسى» بمناسبة فوزه بالكرة الذهبية وبلقب أفضل لاعب كرة فى العالم للمرة السابعة فى تاريخه.

آخر جيل من المصريين عاصر «بيليه» وهو يلعب الكرة هو الجيل الذى وُلد فى الستينات، فقد لعب النجم الكبير فى مصر ضمن فريق سانتوس البرازيلى مباراة شهيرة مع النادى الأهلى عام 1972، فاز فيها سانتوس بخمسة أهداف نظيفة، سجل منها بيليه هدفين.

من قرأ أو شاهد عن حياة النجم البرازيلى الكبير يستطيع أن يفهم معنى «الكاريزما الرياضية» وكيف يمكن أن يتحول لاعب كرة إلى «كاريزما» ملهمة لأمة بأكملها. إنه الرجل صاحب الشخصية التى تتكامل فيها الموهبة مع الإيمان مع الإخلاص لما يفعل مع الحياد فى مواجهة تقلبات السياسة.

من رحم أسرة برازيلية فقيرة خرج «بيليه» طفلاً يسعى فى الحياة ويجتهد فى مساعدة أبيه بما يقدر عليه، وما قدر عليه النجم ساعتها هو أن يصنع صندوقاً خشبياً، رص فيه المعدات اللازمة لمسح الأحذية، حتى اللحظة الحالية ما زال «بيليه» يحتفظ بهذا الصندوق، ويلعب بأصابعه عليه سعيداً هانئاً، وهو يسترجع أيامه الخوالى.

عشق «بيليه» كرة القدم منذ طفولته، كان يلعب بأى شىء يجده فى طريقه، حجراً أو قطعة من الصفيح أو حزمة من الورق، ولما بانت موهبته لكل من حوله، بادر أبوه إلى تقديمه لنادى سانتوس، ليلتحق به، وينضم بعدها إلى منتخب بلاده.

قبل صعود نجم «بيليه» أواخر الخمسينات، لم يكن الكثير من شعوب العالم تعرف شيئاً عن البرازيل وشعبها العاشق لكرة القدم والحالم بحصول فريقه الوطنى على كأس العالم، وهو الحلم الذى تمكن «بيليه» من المساهمة فى تحقيقه عام 1958، ليعرف العالم كله من هى البرازيل فى عالم الكرة.

انطلق «بيليه» بعد كأس العالم 1958 يلعب ويبدع ويسجل مئات الأهداف فى مدة زمنية قصيرة، وعندما وصل العالم إلى العام 1962 شارك فى كأس العالم، لكنه أصيب فى بدايته، وحرم الفريق من جهوده، فما كان منه إلا أن شد من أزر فريقه عموماً، وأزر اللاعب الذى سيلعب بديلاً له خصوصاً، حتى أقنع الجميع بأن البرازيل تلعب كفريق، وكانت النتيجة فوزها بكأس العالم فى ذلك العام بدون «بيليه»، وكان أسعد الناس بذلك هو «بيليه» نفسه.

فى كأس العالم التالية عام 1966، تعرض «بيليه» لخشونة غير طبيعية من جانب لاعبى الفرق المنافسة، كان الجميع يريد إيقافه بأى طريقة من الطرق، لم تعد المسألة كرة قدم. خرجت البرازيل من الأدوار الأولى، وقرر «بيليه» اعتزال اللعب الدولى، حتى اضطرته الظروف ونداءات الجماهير إلى العودة للمشاركة فى كأس العالم 1970.

شاهدت «بيليه» فى أحد الأفلام الوثائقية يحكى أنه توجه إلى الله فى أولى مباريات البرازيل بالبطولة قائلاً: «لقد شاءت إرادتك أن أشارك هذه المرة أيضاً.. فساعدنى يا قدير»، فازت البرازيل بكأس العالم، وحملها «بيليه» للمرة الثالثة فى حياته، بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره.

تقلبات سياسية عديدة عاشتها دولة البرازيل خلال الفترات التى صعد فيها نجم «بيليه» كلاعب كرة، الجميع كان يريد توظيفه سياسياً، لكنه أبى وتعامل بحياد مع الجميع، كان ولاؤه الأول والأخير للعبة التى يجيدها وللجماهير التى يرغب فى إسعادها.

إنها النجومية بالمعنى الحقيقى الملهم.

انطلق «بيليه» بعد كأس العالم 1958 يلعب ويبدع ويسجل مئات الأهداف فى مدة زمنية قصيرة، وعندما وصل العالم إلى العام 1962 شارك فى كأس العالم، لكنه أصيب فى بدايته، وحرم الفريق من جهوده، فما كان منه إلا أن شد من أزر فريقه عموماً، وأزر اللاعب الذى سيلعب بديلاً له خصوصاً، حتى أقنع الجميع بأن البرازيل تلعب كفريق، وكانت النتيجة فوزها بكأس العالم فى ذلك العام بدون «بيليه»، وكان أسعد الناس بذلك هو «بيليه» نفسه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«القدير» فى ملاعب الكرة «القدير» فى ملاعب الكرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon