توقيت القاهرة المحلي 00:40:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صوت من الجنة

  مصر اليوم -

صوت من الجنة

بقلم: د. محمود خليل

هذا الرجل عاش مغبوناً سلطوياً.. محبوباً جماهيرياً.. لأنه أحب البسطاء من الناس أكثر مما أحب مغانم السلطة.. عن الشيخ عبدالعظيم زاهر أتحدث.

صوت الشيخ عبدالعظيم زاهر مزمار من مزامير داود.. بهذه الجملة أجاب الشيخ أبوالعينين شعيشع على إعلامى طلب منه وصف صوت الشيخ «زاهر».. آخر حبة فى سبحة المقرئين الكبار الشيخ محمد محمود الطبلاوى رحمة الله عليه، كان يردد دائماً أن الشيخ عبدالعظيم قارئه المفضل، وقد حاول جهد طاقته أن يقدم نسخة جديدة من صوته الخالد.

قال عنه الكاتب الراحل محمود السعدنى فى كتابه ألحان السماء: «الشيخ عبدالعظيم زاهر نسيج وحده.. لم يقلد أحداً.. ومن الصعب تقليده.. وهو علامة من علامات رمضان كما صوت الشيخ رفعت».. كلنا يذكر الأذان الشهير للشيخ عبدالعظيم زاهر فى «فيلم فى بيتنا رجل».. الأذان القادر على هز وجدان كل من يسمعه، وأصبح علامة مسجلة على الشهر الكريم.

رمضان بالنسبة للمصريين هو قرآن الشيخ «رفعت»، وأذان الشيخ «عبدالعظيم زاهر»، وابتهال الشيخ «سيد النقشبندى».

وصف عجيب لصوت الشيخ «زاهر» جاء على لسان أحد معجبيه كما يحكى محمود السعدنى.. قال فيه: «صوت الشيخ نسمة من الجنة».. الرجل البسيط لا يعرف الفرق بين القرار والجواب.. ولا يفهم فى المقامات الموسيقية، لكنه يحس بجلال القرآن وهو يُتلى بهذا الصوت الندى، ويتدفق نسمات روحانية عاطرة ومعطرة بروائح الجنة.

من يسمع صوت الشيخ «زاهر» وهو يتلو كلام الله يشعر أنه بين بساتين وأنهار جنان الخلد.. صوت يختزل فى نغماته كل الأحاسيس والمعانى التى سكنت وجدان الإنسان المصرى عبر التاريخ.. الإحساس بالحنين والشوق للسماء.. والإحساس بوجع الأرض وآلامها.. صوت فيه من جمال النيل ورقته.. وخصوبة أرضنا الطيبة.. وعمق تاريخنا الإنسانى المجيد.

ولأن الشيخ كان صاحب رأى ويفرض على من يتعامل معه أسلوباً وطريقة تتناسب معه كرجل حامل للقرآن الكريم، لم يحصل على التكريم الذى يستحقه فى حياته.. اكتفى فقط بالتربع داخل قلوب محبيه وعشاق طريقته الخاصة فى تلاوة القرآن الكريم.

البعض يقول إن طريقته الخشنة فى التعامل مع الآخرين هى التى حرمته من التكريم أثناء حياته، والحقيقة أن الشيخ عبدالعظيم عاش خادماً للقرآن الكريم.. ولم يهتم بغير ذلك.. وظل مخلصاً لكتاب الله إلى أن وافاه الأجل يوم 5 يناير سنة 1971.

ظل الشيخ حاضراً فى وجدان محبيه.. وغائباً على مستوى السلطة.. التى تذكرته فجأة بعد 20 سنة من وفاته حين قرر الرئيس الراحل حسنى مبارك تكريمه فى ليلة القدر سنة 1991 ومنح اسمه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.

رحم الله عبدالعظيم زاهر.. الشيخ الجليل الذى عاش عمره مؤمناً بكرامته وموهبته الخاصة فى تلاوة القرآن الكريم، الرجل الذى تربع فى قلوب محبيه وكان ولا يزال رمزاً خالداً من رموز شهر الصوم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوت من الجنة صوت من الجنة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon