توقيت القاهرة المحلي 08:17:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكم العالم بـ«تليفون»

  مصر اليوم -

حكم العالم بـ«تليفون»

بقلم: د. محمود خليل

ماذا لو نجح «إيلون ماسك»، صاحب شركة «تسلا»، فى إنتاج التليفون الذكى المتصل بالأقمار الصناعية المملوكة له؟

لو فعلها «ماسك» فقد يتحول إلى واحد من أبرز الحكام الجدد للعالم، لأنه سيغير وجه الأداء داخل الدول والمجتمعات بصورة غير مسبوقة.

فلك أن تتصور الأوضاع داخل شركات المحمول العالمية إذا حقق «ماسك» وعده ووفر المكالمات الدولية والمحلية بالمجان، دون كروت شحن أو شراء خطوط أو غيره، وباتت التليفونات عبارة عن أرقام متسلسلة «سيريال نامبر» يسلم رقماً إلى رقم بسهولة وبأعلى درجات السلاسة.

لك أن تتصور أيضاً الأوضاع الاقتصادية لشركات توفير خدمة الإنترنت، إذا حقق «ماسك» وعده أيضاً ووفر سبل الاتصال عبر الإنترنت بالمجان دون اشتراكات شهرية أو سنوية، أو باشتراكات زهيدة.

المسألة لا تتوقف عند مجرد توفير الخدمة بل تتجاوزها إلى مستوى جودة خدمة الاتصالات والإنترنت ودرجة سرعتها، بما لذلك من تأثيرات على خدمات أخرى، مثل خدمات المنصات التليفزيونية.

هذا التحول قد يحدث خلال العام القادم أو ما بعده، لا أحد يستطيع أن يحدد على وجه الدقة، ولك أن تتخيل الأثر الذى يمكن أن يترتب على توافر تليفون قمر صناعى فى يد الجميع.

نحن أمام عالم يتغير بإيقاع وبسرعة شديدين، وكما حكيت لك من قبل فإن شركات «الهايتيك» توشك أن تتبوأ السلطة الحقيقية فى العالم ويتحول أصحابها إلى حكام يديرون أمور البشر فى كل مكان من أرض الله.

حالة التضخم التى أصبحت هذه الشركات تتمتع بها باتت ملمحاً من ملامح العصر الذى نعيشه وعلى الدول والحكومات المحلية أن تتنبه إلى ما يمكن أن تواجهه فى المستقبل، حين تقابل عالماً يحكمه تليفون أنتجته إحدى الشركات، والتأثيرات التى يمكن أن تترتب على أوضاعها الاقتصادية والسياسية نتيجة ذلك.

إن عدداً من البرامج ومواقع التواصل المعروفة تمكنت من إحداث ثورة فى عالم الاتصالات التليفونية وتسببت فى خسائر ليست بالقليلة لشركات الاتصالات، كما لعب عدد من البرامج دوراً فى إعادة تركيب شكل أساليب العمل والتعليم، فوفرت له إمكانية التفاعل عن بعد، ولك أن تتصور أوضاع الجامعات والمدارس وبعض أنشطة العمل الأخرى التى تواجه منافسة دولية من نظائر يمكن أن توفر الخدمة نفسها التى توفرها عن بعد بتكلفة أقل وجودة أعلى.

ثمة تأثيرات أخرى سياسية وأمنية ستواجهها العديد من الدول فى حالة إتاحة مثل هذا التليفون، حيث ستمثل شبكته دولة داخل الدولة، وهو أمر ليس بالهين. وهذا التحول مع عدد آخر من التحولات بات يؤثر على حجم الأدوار التى تلعبها الحكومات فى حياة شعوبها، وهى أدوار تضمر باستمرار بفعل التطورات التكنولوجية، وأحياناً برغبة الحكومات نفسها التى تريد أن ترفع يدها عن المواطن اقتصادياً، لكنها لم تزل تصر على إحكام قبضتها عليه سياسياً.. وكل حكومات العالم تتساوى فى ذلك.

دعنى أؤكد لك مرة أخرى أن العالم القادم سوف يشهد المزيد من الحكام الجدد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكم العالم بـ«تليفون» حكم العالم بـ«تليفون»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon