توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صوت من الجنة

  مصر اليوم -

صوت من الجنة

بقلم: د. محمود خليل

هذا الرجل عاش مغبوناً سلطوياً.. محبوباً جماهيرياً.. لأنه أحب البسطاء من الناس أكثر مما أحب مغانم السلطة.. عن الشيخ عبدالعظيم زاهر أتحدث.

صوت الشيخ عبدالعظيم زاهر مزمار من مزامير داود.. بهذه الجملة أجاب الشيخ أبوالعينين شعيشع على إعلامى طلب منه وصف صوت الشيخ «زاهر».. آخر حبة فى سبحة المقرئين الكبار الشيخ محمد محمود الطبلاوى رحمة الله عليه، كان يردد دائماً أن الشيخ عبدالعظيم قارئه المفضل، وقد حاول جهد طاقته أن يقدم نسخة جديدة من صوته الخالد.

قال عنه الكاتب الراحل محمود السعدنى فى كتابه ألحان السماء: «الشيخ عبدالعظيم زاهر نسيج وحده.. لم يقلد أحداً.. ومن الصعب تقليده.. وهو علامة من علامات رمضان كما صوت الشيخ رفعت».. كلنا يذكر الأذان الشهير للشيخ عبدالعظيم زاهر فى «فيلم فى بيتنا رجل».. الأذان القادر على هز وجدان كل من يسمعه، وأصبح علامة مسجلة على الشهر الكريم.

رمضان بالنسبة للمصريين هو قرآن الشيخ «رفعت»، وأذان الشيخ «عبدالعظيم زاهر»، وابتهال الشيخ «سيد النقشبندى».

وصف عجيب لصوت الشيخ «زاهر» جاء على لسان أحد معجبيه كما يحكى محمود السعدنى.. قال فيه: «صوت الشيخ نسمة من الجنة».. الرجل البسيط لا يعرف الفرق بين القرار والجواب.. ولا يفهم فى المقامات الموسيقية، لكنه يحس بجلال القرآن وهو يُتلى بهذا الصوت الندى، ويتدفق نسمات روحانية عاطرة ومعطرة بروائح الجنة.

من يسمع صوت الشيخ «زاهر» وهو يتلو كلام الله يشعر أنه بين بساتين وأنهار جنان الخلد.. صوت يختزل فى نغماته كل الأحاسيس والمعانى التى سكنت وجدان الإنسان المصرى عبر التاريخ.. الإحساس بالحنين والشوق للسماء.. والإحساس بوجع الأرض وآلامها.. صوت فيه من جمال النيل ورقته.. وخصوبة أرضنا الطيبة.. وعمق تاريخنا الإنسانى المجيد.

ولأن الشيخ كان صاحب رأى ويفرض على من يتعامل معه أسلوباً وطريقة تتناسب معه كرجل حامل للقرآن الكريم، لم يحصل على التكريم الذى يستحقه فى حياته.. اكتفى فقط بالتربع داخل قلوب محبيه وعشاق طريقته الخاصة فى تلاوة القرآن الكريم.

البعض يقول إن طريقته الخشنة فى التعامل مع الآخرين هى التى حرمته من التكريم أثناء حياته، والحقيقة أن الشيخ عبدالعظيم عاش خادماً للقرآن الكريم.. ولم يهتم بغير ذلك.. وظل مخلصاً لكتاب الله إلى أن وافاه الأجل يوم 5 يناير سنة 1971.

ظل الشيخ حاضراً فى وجدان محبيه.. وغائباً على مستوى السلطة.. التى تذكرته فجأة بعد 20 سنة من وفاته حين قرر الرئيس الراحل حسنى مبارك تكريمه فى ليلة القدر سنة 1991 ومنح اسمه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.

رحم الله عبدالعظيم زاهر.. الشيخ الجليل الذى عاش عمره مؤمناً بكرامته وموهبته الخاصة فى تلاوة القرآن الكريم، الرجل الذى تربع فى قلوب محبيه وكان ولا يزال رمزاً خالداً من رموز شهر الصوم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوت من الجنة صوت من الجنة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon