توقيت القاهرة المحلي 08:35:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعوة للقلق

  مصر اليوم -

دعوة للقلق

بقلم: د. محمود خليل

فى مداخلة تليفونية مع برنامج «مساء دى إم سى» وجَّه الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى، رسالة إلى المواطن المصرى يقول فيها: «مش عايزك تطمّن فى موضوع سد النهضة؛ علشان تحافظ على المورد المائى، وترشد الاستهلاك، وتعلم أن كل نقطة مياه هتتوفر هى استثمار للمستقبل، بندير المياه بالقطرة وكل نقطة بتفرق».

كلام الوزير منطقى وسليم.. فالمواطن مطالب بالفعل بأن يحافظ على كل نقطة مياه، مطالب بالتدبير حتى ولو كان على بير. فأى إهدار لنقطة مياه يمثل إهداراً للحياة، أما بالنسبة لموضوع سد النهضة فأظن أن أغلب المواطنين غير مطمئنين، وخطاب وزير الرى نفسه يعبر عن عدم اطمئنان ووعى كامل بخطورة وحرج مسألة النيل بالنسبة لبلادنا.

الدكتور عبدالعاطى قال إن المواطن أصبح لديه وعى بأهمية الحفاظ على المياه لكن هذا الوعى لم يتحول لأفعال حتى الآن.

بالفعل لا بد أن يترجم الوعى فى أفعال. فالمواطن القلق على مياه النيل لا بد أن يحافظ على كل نقطة مياه، وأيضاً الحكومة القلقة بشأن موضوع سد النهضة لا بد أن تترجم قلقها إلى أفعال على الأرض.

مفاوضات السد متوقفة منذ عدة شهور، وإثيوبيا شرعت فى التحضير لتوليد الكهرباء من توربينين خلال الأسابيع القادمة، كما تشير التقارير الإعلامية، يضاف إلى ذلك استعدادها لتعلية السد بحيث يكون جاهزاً لمرحلة الملء الثالث خلال موسم الفيضان المقبل.

الحكومة المصرية فاوضت وتحركت على المستويات الدولية، دون أن تحرك إثيوبيا ساكناً، فما زالت تصر على موقفها المتعنت، وتصمم على ملء السد وإدارته وتشغيله طبقاً لتصوراتها وخططها، من غير أن تأبه إلى الأضرار التى يمكن أن تلحق بمصر والسودان.

الإعلام المصرى انشغل منذ فترة بالصراع الأهلى الجارى فى إثيوبيا بين حكومة آبى أحمد والتيجراى، وتعشمت بعض الأصوات أن يحسم التيجراى الصراع لصالحهم، وهماً بأنهم سوف يأتون بالتايهة ويبدون مرونة أكبر فى التفاوض، دون وعى بأن موقف كل القوميات الإثيوبية من السد موحد، وليس هناك خلافات بينها على هذا المستوى، وقد انتهى الأمر كما تعلم بسيطرة مؤقتة لآبى أحمد على المشهد.

أما السودان فتعانى هذه الأيام من أزمة سياسية لا يدرى أحد مآلاتها.

كيف تخطط الحكومة أمام هذه المشاهد؟ هل ستضع همها فى المواطن وتكتفى بمجرد توعيته بأهمية الحفاظ على نقطة الماء وتوجه له التحايا إذا التزم والعتاب إذا أهدر؟.. ما موقفها من ملف سد النهضة الذى يتعقد يوماً بعد يوم؟ وكيف ستتحرك إزاء إقدام إثيوبيا على الملء الثالث الذى سيصل بالمياه المخزنة وراء السد إلى نحو 29 مليار متر مكعب؟

هذه الأسئلة وغيرها تثير قلق المواطن، وبالتالى فهو ليس بحاجة إلى أن توجه له الحكومة دعوة للقلق وعدم الاطمئنان على مياه النيل. أظن أن الحكومة هى الأخرى بحاجة إلى أن تقلق وأن تترجم قلقها فى تحركات على الأرض، ولا تؤدى فى العام 2022 الذى سوف يشهد الملء الثالث بالطريقة التى تعاملت بها خلال مرحلتى الملء الأول والثانى.

مش عاوزين الحكومة تطمن فى موضوع سد النهضة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوة للقلق دعوة للقلق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon