توقيت القاهرة المحلي 15:04:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل أن تفرغ الجامعات

  مصر اليوم -

قبل أن تفرغ الجامعات

بقلم: د. محمود خليل

مرتبات أساتذة الجامعات لم تعد تسر قريباً ولا بعيداً بعد أن مضغها وهضمها التضخم.. الحالة الصعبة التى يعيشها من امتهنوا مهنة البحث العلمى وتعليم الأجيال فى كافة التخصصات أثارت عطف نائب الشعب خالد بدوى فتقدم بطلب إحاطة للمستشار حنفى الجبالى رئيس مجلس النواب بشأن تدنى مرتبات أساتذة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية.

تساءل عضو «النواب»: هل يعقل أن يتقاضى المعيد 2700 جنيه شهرياً، ويتقاضى المدرس الجامعى 5000 جنيه شهرياً، ويتقاضى الأستاذ 7000 جنيه شهرياً؟

وللعلم.. الأستاذ الذى يقبض آخر كل شهر 7000 جنيه هو الشخص الذى يحمل أرفع درجة جامعية ويحصل عليها من أنجز الماجستير ثم الدكتوراه ثم رُقِّى إلى درجة أستاذ مساعد ثم أستاذ دكتور، وهى رحلة ينجزها الشخص المجتهد بحثياً خلال مدة تقترب من 20 عاماً من تاريخ تعيينه معيداً.

الـ7000 جنيه التى تعطيها الجامعة للأستاذ الذى أفنى عمره فى البحث هى أقل من مرتبات الخريجين فى بعض القطاعات ممن تعلموا على يديه، فحديث التخرج الذى يعمل فى البنوك أو فى قطاع الحاسبات أو غيرهما يحصل على ما يزيد عن هذا الرقم، وأحياناً ما يكون مرتبه أضعافه.. فهل هذا منطق أو عدل؟

هذا الوضع المختل أدى الآن إلى عزوف أوائل الدفعات فى العديد من التخصصات عن قبول تكليف الجامعة لهم بالعمل كمعيدين فى كلياتهم، لأنهم لا يريدون خوض رحلة الفقر التى خاضها أساتذتهم، ولأن فرصاً أفضل للحصول على مرتبات مُرضية تنتظرهم خارج أسوار الجامعة، ويعنى ذلك أنه بمرور الوقت ستخلو الجامعة من الكوادر التى تمكّنها من القيام بمهمتها فى تربية وتعليم الأجيال الجديدة. ولا أستطيع أن أحدد على وجه التحديد العلاقة بين هروب الأجيال الجديدة من العمل بالجامعة والتعديل الذى تم إجراؤه على قانون تنظيم الجامعات ويمنح الأساتذة المتفرغين الحق فى الجمع بين المكافأة التى يحصلون عليها من الجامعة بعد التقاعد بالإضافة إلى المعاش وكذلك منحهم كافة حقوق وواجبات الأساتذة العاملين عدا تولى المناصب الإدارية.

وإذا كنا نطالب الحكومة بالتدخل لتحسين أوضاع الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات، فإننا لا نغفل دور الجامعات نفسها فى حل المشكلة. فالجامعات يا سادة ليست فقيرة، بل ثرية وتتوافر لها دخول يمكن أن تسهم فى تحسين أوضاع العاملين بها، لو تم توزيعها بعدالة، وليس طبقاً لقواعد «الحظ والمحاظيظ». ليس يعقل أن توجد قاعدة عريضة من الأساتذة يقبعون فى مربع الفقر -بالمعنى الكامل للكلمة- وقلة قليلة تتمثل فى القيادات الجامعية تبلغ دخولها مستويات تضعهم ضمن من ينعمون بالحياة المخملية، هؤلاء الذين يصلهم من حين إلى آخر لفت نظر بأنهم تجاوزوا سقف المكافآت التى يحق لهم الحصول عليها!.

أوضاع الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات أصبحت تستوجب وقفة قبل أن نصحو فى يوم لنجد أن مهنة «العالِم» أو «الباحث» قد اختفت فى مصر بعد أن انقرض «العلم» نفسه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل أن تفرغ الجامعات قبل أن تفرغ الجامعات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon