توقيت القاهرة المحلي 11:18:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الخراسانى»

  مصر اليوم -

«الخراسانى»

بقلم :د. محمود خليل

كان أبومسلم الخراسانى واحداً من أشد المنادين بأحقية أهل بيت النبى فى حكم المسلمين خلال العصر الأموى، ومن أبرز الداعين لبنى العباس الذين أسسوا الدولة العباسية، ورغم ما لفَّ نَسَبه من غموض فإن أغلب النصوص التاريخية تشير إلى أنه فارسى الأصل وُلد بمدينة «أصبهان» لأب فارسى.

احتضن السجن الظهور الأول لأبى مسلم الخراسانى فى تاريخ الدعوة العباسية. فقد التقى به بعض الدعاة العباسيين، عندما كان يقبع فى السجن، ويقال إن «الخراسانى» لم يكن سجيناً فى ذلك الوقت بل كان يخدم مجموعة السجناء السياسيين المتمردين على الحكم الأموى تحت غطاء التشيع لأهل بيت النبى.

اتصل أبومسلم منذ أن كان غلاماً بمحمد بن إبراهيم الإمام -المؤسس الأول للدولة العباسية- وكان واحداً من أكثر دعاته نشاطاً ودأباً فى خراسان وغيرها من الولايات، وتمكن من حشد الأتباع من كل اتجاه وكوَّن بهم جيشاً تولى قيادته، وبدأ ينابذ بنى أمية به.

وبسبب الدور المهم الذى قام به أبومسلم فى تأسيس الدولة العباسية، وهو الدور الذى يقر به جميع المؤرخين، والخدمات المهمة التى أسداها إلى خلفائها وخصوصاً «المنصور» أصابه إحساس خطير بالغرور، ودعم من ذلك التفاف عشرات الألوف من الأتباع والموالين له بخراسان من حوله. وعلى الضفة الأخرى للنهر كان «المنصور» يرى أن «الخراسانى» تضخم أكثر من اللازم وأصبح منافساً خطيراً له وأن الخلافة لن تصفو له إلا بالقضاء عليه، خصوصاً أنه أحس منذ فترة مبكرة بفائض القوة الذى يشعر به الخراسانى ونصح أخاه الخليفة بقتله، لكنه رفض. وعندما وصل العرش إلى «المنصور» أخذ يماكر ويخادع أبا مسلم وينصب له الفخاخ حتى يأتيه إلى بغداد بعيداً عن المنعة التى يحظى بها فى خراسان ليتخلص منه، لكن «الخراسانى» كان فطناً ولم تنفع معه هذه الحيل مدة من الزمن.

أرسل المنصور إلى أبى مسلم يقول له: احذر البغى أبا مسلم فإنه من بغى واعتدى تخلى الله عنه ونصر عليه من يصرعه، واحذر أن تكون سنة فى الذين قد خلوا من قبلك، ومثلة لمن يأتى بعدك، فقد قامت الحجة وأعذرت إليك وإلى أهل طاعتى فيك، قال تعالى: «واتلُ عليهم نبأ الذى آتيناه آياتِنا فانسلخَ منها فأتبعه الشيطانُ فكان من الغاوين». فردَّ عليه «الخراسانى» قائلاً: «أما بعد، فقد قرأت كتابك فرأيتك فيه للصواب مجانباً وعن الحق حائداً، إذ تضرب فيه الأمثال على غير أشكالها، وكتبت إلىَّ فيه آيات منزلة من الله للكافرين وما يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون».

تعددت الرسائل بين «الخراسانى» الناقم على الدولة التى ساهم فى بنائها بعد أن آل الحكم إلى بنى العباس، والخليفة «المنصور» المدافع عن ملك العرب، واعتمد الأخير على الحيلة فى جر الأول، فعمل على استدراجه إلى بغداد، ونجح فى ذلك.

لما وقف «الخراسانى» بين يدى «المنصور» جعل الأخير يعاتبه فيما صنع، والأول يعتذر، ثم قال: يا أمير المؤمنين أرجو أن تكون نفسك قد طابت علىَّ، فقال المنصور: أما والله ما زادنى هذا إلا غيظاً عليك، ثم ضرب بإحدى يديه على الأخرى، فخرج المكلفون بقتله فضربوه بالسيوف حتى قتلوه ولفوه فى عباءة ثم أمر بإلقائه فى دجلة. وكان ذلك فى سنة 137 هجرية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الخراسانى» «الخراسانى»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon