توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الخراسانى»

  مصر اليوم -

«الخراسانى»

بقلم :د. محمود خليل

كان أبومسلم الخراسانى واحداً من أشد المنادين بأحقية أهل بيت النبى فى حكم المسلمين خلال العصر الأموى، ومن أبرز الداعين لبنى العباس الذين أسسوا الدولة العباسية، ورغم ما لفَّ نَسَبه من غموض فإن أغلب النصوص التاريخية تشير إلى أنه فارسى الأصل وُلد بمدينة «أصبهان» لأب فارسى.

احتضن السجن الظهور الأول لأبى مسلم الخراسانى فى تاريخ الدعوة العباسية. فقد التقى به بعض الدعاة العباسيين، عندما كان يقبع فى السجن، ويقال إن «الخراسانى» لم يكن سجيناً فى ذلك الوقت بل كان يخدم مجموعة السجناء السياسيين المتمردين على الحكم الأموى تحت غطاء التشيع لأهل بيت النبى.

اتصل أبومسلم منذ أن كان غلاماً بمحمد بن إبراهيم الإمام -المؤسس الأول للدولة العباسية- وكان واحداً من أكثر دعاته نشاطاً ودأباً فى خراسان وغيرها من الولايات، وتمكن من حشد الأتباع من كل اتجاه وكوَّن بهم جيشاً تولى قيادته، وبدأ ينابذ بنى أمية به.

وبسبب الدور المهم الذى قام به أبومسلم فى تأسيس الدولة العباسية، وهو الدور الذى يقر به جميع المؤرخين، والخدمات المهمة التى أسداها إلى خلفائها وخصوصاً «المنصور» أصابه إحساس خطير بالغرور، ودعم من ذلك التفاف عشرات الألوف من الأتباع والموالين له بخراسان من حوله. وعلى الضفة الأخرى للنهر كان «المنصور» يرى أن «الخراسانى» تضخم أكثر من اللازم وأصبح منافساً خطيراً له وأن الخلافة لن تصفو له إلا بالقضاء عليه، خصوصاً أنه أحس منذ فترة مبكرة بفائض القوة الذى يشعر به الخراسانى ونصح أخاه الخليفة بقتله، لكنه رفض. وعندما وصل العرش إلى «المنصور» أخذ يماكر ويخادع أبا مسلم وينصب له الفخاخ حتى يأتيه إلى بغداد بعيداً عن المنعة التى يحظى بها فى خراسان ليتخلص منه، لكن «الخراسانى» كان فطناً ولم تنفع معه هذه الحيل مدة من الزمن.

أرسل المنصور إلى أبى مسلم يقول له: احذر البغى أبا مسلم فإنه من بغى واعتدى تخلى الله عنه ونصر عليه من يصرعه، واحذر أن تكون سنة فى الذين قد خلوا من قبلك، ومثلة لمن يأتى بعدك، فقد قامت الحجة وأعذرت إليك وإلى أهل طاعتى فيك، قال تعالى: «واتلُ عليهم نبأ الذى آتيناه آياتِنا فانسلخَ منها فأتبعه الشيطانُ فكان من الغاوين». فردَّ عليه «الخراسانى» قائلاً: «أما بعد، فقد قرأت كتابك فرأيتك فيه للصواب مجانباً وعن الحق حائداً، إذ تضرب فيه الأمثال على غير أشكالها، وكتبت إلىَّ فيه آيات منزلة من الله للكافرين وما يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون».

تعددت الرسائل بين «الخراسانى» الناقم على الدولة التى ساهم فى بنائها بعد أن آل الحكم إلى بنى العباس، والخليفة «المنصور» المدافع عن ملك العرب، واعتمد الأخير على الحيلة فى جر الأول، فعمل على استدراجه إلى بغداد، ونجح فى ذلك.

لما وقف «الخراسانى» بين يدى «المنصور» جعل الأخير يعاتبه فيما صنع، والأول يعتذر، ثم قال: يا أمير المؤمنين أرجو أن تكون نفسك قد طابت علىَّ، فقال المنصور: أما والله ما زادنى هذا إلا غيظاً عليك، ثم ضرب بإحدى يديه على الأخرى، فخرج المكلفون بقتله فضربوه بالسيوف حتى قتلوه ولفوه فى عباءة ثم أمر بإلقائه فى دجلة. وكان ذلك فى سنة 137 هجرية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الخراسانى» «الخراسانى»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026

GMT 05:40 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ديكور منزل هيفاء وهبي في بيروت يخطف الأنفاس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon