توقيت القاهرة المحلي 14:21:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يحمل عام 2022 للناس؟

  مصر اليوم -

ماذا يحمل عام 2022 للناس

بقلم: د. محمود خليل

 قبل مشرق عام جديد يجتاح البشر موجة شغف كبير بالتعرف على ما يحمله قادم الأيام. المستقبل مجهول، والإنسان بطبيعته مجتهد وهو يحاول بكل الطرق أن يلم ببعض خطوطه، أحياناً بالدجل والشعوذة، وحيناً بالعلم.

مسار الدجل والشعوذة معلوم بالضرورة، ويسير فوق دروبه العرافون ومن يصفون أنفسهم بالفلكيين وخبراء التاروت.

أغلب توقعات من يقرأون المستقبل على هذا المسار يعتمدون على الخبط العشوائى، بعضهم يقول لك مثلاً إن عام 2022 سيشهد موت فنان كبير أو عالم شهير، وسيواجه العباد مشكلة اقتصادية لكن سيكون لها حل، وثمة عواصف تبدو فى الأفق وزلازل متوقعة فى هذا المكان، وأعاصير متوقعة فى آخر، وغير ذلك من توقعات عشوائية.

جوهر العشوائية فى هذه التوقعات يتعلق بعدم التحديد، فكل عام يشهد موت بشر، فنانين أو علماء أو شيوخ دين، ويشهد زلازل وعواصف وأعاصير، ومشكلات اقتصادية وقلاقل واضطرابات. ما يتحدث عنه هؤلاء هو جزء من حياة البشر، ولا يحتاج شطارة فى توقعه.

القراءة العشوائية للمستقبل تتناقض مع الفهم العقلانى للدين، لأن القرآن الكريم يؤكد أن المستقبل مساحة معتمة لا يستطيع أحد أن يدرك ما سيدور فيه «إِنَّ اللَّهَ عِنده عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».

المسار الثانى لاستشراف المستقبل هو مسار العلم. هناك علوم مستوية وناضجة تسمى علوم المستقبل، أساس توقع القادم فيها هو الواقع المعيش، وكل ما يفعله المعنيون بهذا العلم هو التقاط الخطوط الأساسية التى تتفاعل فى الواقع ومدها على استقامتها لتوقع مساراتها فى المستقبل.

قراءة الواقع هى أيسر سبيل لمعرفة خطوط المستقبل. فالخط المستقيم هو أقصر مسافة ما بين نقطتين، نقطة معلومة فى الحاضر وأخرى متوقعة فى المستقبل. فتحديد عدد سكان مصر عام 2050، أو أوضاعها الاقتصادية خلال عام 2022، أو التغيرات المناخية بها أو بغيرها فى دول العالم خلال العقد القادم، لا تحتاج اجتهاداً أو قراءة طالع، فالمسارات المستقبلية تجد مقدماتها ونقاط انطلاقها فى الواقع المعيش.

نبى الله يوسف -عليه السلام- هو أقدم عالم مستقبليات عرفه البشر، فقد كان عالماً بتأويل الأحاديث: «وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ». فتأويل الأحاديث ببساطة أساسه قراءة الواقع وتوقع مساراته المستقبلية، وذلك ما فعله نبى الله يوسف حين أوّل رؤيا الملك للبقرات السبع من واقع سنوات الجفاف وسنوات فيضان النيل فى مصر.

وعندما أمر يعقوب إخوة يوسف بالدخول من أبواب متفرقة لم يكن يلاعب المستقبل، بل كان يتوقع عن علم، لأن يعقوب -عليه السلام- كان يؤمن بأنه لا يستطيع أن يحمى أبناءه من المخبوء لهم فى المستقبل «وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِى عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَىْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِى نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».

كل عام والجميع فى سعادة ورضا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يحمل عام 2022 للناس ماذا يحمل عام 2022 للناس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon