توقيت القاهرة المحلي 18:52:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الناس و«الصقعة»

  مصر اليوم -

الناس و«الصقعة»

بقلم: د. محمود خليل

«البرد زمان ما كانش كده».. تتردد هذه العبارة على ألسنة الكبار وهم يحدّثون الشباب عن الأجواء الشتوية فى الماضى مقارنة بالبرد القارس الذى نعيشه هذه الأيام، وكذلك وهم يتبادلون فيما بينهم الشكوى من معاناتهم من البرد الذى ينخر عظامهم التى أهلكها الزمن.

وعلى هامش حوار العواجيز عن البرد زمان والآن، يدور جدل بين الشباب حول الأفضل بين فصول العام وهل هو الصيف أم الشتاء؟ ومن عجب أن فصلى الربيع والخريف لا يحضران فى هذا الجدل.

وهو أمر لم يفت على شاعر بديع راحل مثل مأمون الشناوى حين كتب أغنية «الربيع» واحتفى فيها بهذا الفصل بشكل خاص، ورغم ذلك لم يفت عليه أن يرسم صوراً شديدة الروعة والتعبير لباقى فصول السنة.

وصف مأمون الشناوى ليالى الشتاء بالليالى الطويلة «وآدى الشتا يا طول لياليه»، فى حين وصف ليالى الصيف بالليالى الضاحكة «لمين بتضحك يا صيف لياليك وأيامك».. فهل طول الليل أو ضحكاته يرتبطان بمسألة تغير الأجواء وتقارير الأرصاد حول ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة وتحولات المناخ، أم أن هناك سراً آخر وراء ذلك مداره الإحساس الإنسانى بالأيام؟

علمياً يؤكد الباحثون فى موضوع «التغيرات المناخية» أن ثمة تحولات محسوسة فى درجات الحرارة، فقد باتت أكثر ارتفاعاً فى الصيف وأشد انخفاضاً فى الشتاء، بسبب التغيرات التى يشهدها المناخ فى العالم.. والسر فى هذه التحولات هو يد الإنسان التى لا تعرف التوازن فى التعامل مع النظام البيئى على كوكب الأرض.

كلام العلم له وزنه وقيمته وقدرته على تفسير التحولات التى طرأت على درجات الحرارة فجعلت شتاء مصر صقيعاً قارساً، لكن هل هذه التحولات هى العامل الوحيد الذى دفع الكبار والصغار إلى الشكوى من قسوة البرد الذى نعيشه هذه الأيام؟

أحياناً ما أفكر فى أسباب أخرى ربما قد يكون لها بعض الأثر فى المعاناة التى يعيشها الكبار والصغار مع صقيع الشتاء خلال السنوات الأخيرة.. فسكان البيوت القديمة المبنية بالطرق التقليدية التى اعتاد عليها الآباء والأجداد لا يشتكون من البرد بالدرجة التى يشتكى بها سكان البيوت الحديثة.. رغم أن البيوت القديمة لم تُشيَّد بالمواد النظيفة الشيك التى تُبنى بها المنازل حالياً، بالإضافة إلى ضيقها وعدم تميزها بما تمتاز به بيوت العز حالياً من اتساع وتمدد.

زمان كانت الشقة الواحدة يتبختر فيها العديد من الأنفس.. بعض الشقق كانت تؤوى الأب والأم والأبناء وزوجات الأبناء والأحفاد.. والقرب يؤدى إلى الدفء فى الشتاء، لكنه يتحول إلى ويل فى الصيف، لم يكن يخفف منه سوى الانطلاق إلى الشوارع لتخفيف الزحام داخل البيوت.

أنواع المأكولات وأساليب الطهو فى بيوت زمان تختلف عن الحاضر.. فى الماضى كانت ربات البيوت يركزن على أنواع معينة من المأكولات فى الشتاء تبعث الدفء فى الجسم.. على سبيل المثال كان هناك أكلة اسمها «السخينة» تعتمد عليها الأسر الفقيرة فى بث الدفء فى الأجساد، وهى عبارة عن فتة خبز بالحلبة والعسل الأسود، أظن أن بعض أفراد الجيل القديم يعرفونها.

وكما أن الدفء ظروف وأجواء فإنه أيضاً إحساس.. ويبدو أن تغيُّراً أو تحولاً طرأ -بفعل الزمن- على الأحاسيس يتشابه مع التغيرات أو التحولات المناخية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناس و«الصقعة» الناس و«الصقعة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon