توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

  مصر اليوم -

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

بقلم: د. محمود خليل

تقول الآية رقم (60) من سورة الرحمن: «هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ». ما من قلب مؤمن يستوعب معنى هذه الآية حتى يطمئن قلبه لوعد الله فى الدنيا والآخرة.

إحسان الإنسان فيما يناط إليه من مهام فى الحياة لا بد أن يجد أثره فى النتائج الجيدة التى يحصدها من عمله. لذلك فالعاقل من يفهم أن أصل النجاح فى الحياة هو «الإحسان»، وأن الله تعالى يقول «إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا».

فكل شىء فى الحياة يقع بأمر الله وبإذنه، ولو اجتمع الناس جميعاً على منع شىء قدره الله تعالى لشخص لا يمنعونه عنه، ولو اجتمعوا على نفعه بشىء قدر الله حرمانه منه لا ينفعونه به.

العاقل من يقوم بالمطلوب منه: «الإحسان» بما يحمله من معانى الإجادة والإتقان والأخذ بالأسباب، والله تعالى لن يضيع جهده، ولا يظنن إذا حرمته الأقدار من هدف أو موقع أو حلم كان يعمل من أجله أن إحسانه صار هباء، فهو لا يدرى ما كان مخبوءاً له فيما تمناه، ولا ما دفعه الله عنه حين لم يحقق له ما تمنى، فجزاء الإحسان لا يأتى فى صورة تحقيقات وإنجازات يحظى بها الإنسان فى الحياة، فقد تأتى فى صورة دفع خطر عن الشخص المحسن. فالإحسان المتدفق من الخالق العظيم له وجهان: العطاء والحماية.

قول الله تعالى «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان» يحمل دلالة على معنى العدل، وعدل الله مطلق، فهو فى كل الأحوال لا يضيع أجر المحسنين: «إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ»، وأنت لا تدرى أين ستجد جزاء إحسانك، لكنه فى كل الأحوال مضمون، فإن لم تجده فى شىء ترجوه كنت تظن أنه نافع لك، فقد تجده فى شىء آخر لا تتوقعه ويكون أحسن لك وأنفع.. المهم فى كل الأحوال أن يتعلم الإنسان الدرس ويجازى إحسان الغير بإحسان مقابل، حتى لا يشح معنى الإحسان فى الحياة، ذلك جانب من جوانب العدل التى يجب أن يستوعبها بنو آدم.

ربط الخالق العظيم بين العدل والإحسان فى الآية الكريمة التى تقول: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى»، وهى آية يسمعها المسلمون فى كل خطبة جمعة، ويحفظها أغلبهم عن ظهر قلب، فإلى أى حد تؤثر بعد ذلك فى سلوكهم. ربط الله تعالى أيضاً معنى الإحسان ومسألة التعامل بين البشر فى الآية التى تقول: «ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم». فالتعامل الحسن بين البشر يؤدى إلى العيش فى سلام ومحبة وهدوء وسكينة. والإحسان مع المسىء وسيلة راقية لتهذيب سلوكياته.

معنى الإحسان فى القرآن الكريم شامل متكامل، فالله تعالى الذى يحسن إلى مخلوقاته جميعاً ارتضى لهم الإحسان فيما بينهم، وجعله مفتاحاً من مفاتيح السلام والرقى فى حياة البشر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان هل جزاء الإحسان إلا الإحسان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon