توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شاهد على العصر

  مصر اليوم -

شاهد على العصر

بقلم: د. محمود خليل

حوار متميز أجرته الأستاذة إيمان البسطاوى مع الإعلامى الكبير عمر بطيشة، على موقع جريدة الأهرام.

سطور ممتعة تحكى تجربة ورؤية أحد رواد العمل الإذاعى فى مصر، الرجل أسهم فى تكوين عقل ووجدان العديد من الأجيال التى عاصرت عطاءه الإعلامى والشعرى السخى.

أشار «بطيشة»، فى حواره، إلى برنامجه الأشهر «شاهد على العصر»، وذكر أن قناة «الجزيرة» سرقت عنوانه وفكرته وقلبه وقالبه، وقدمته عبر شاشتها، وهو يحكى فى هذا السياق حقيقة لا يختلف عليها مَن عاش على صوت عمر بطيشة الآسر، وهو يتدفق -عبر برنامجه الشهير- بتقديم نجوم الفكر والفن والآداب والسياسة والدين، ويدير معهم حوارات راقية تعكس عمق ثقافته، ثم شاهد النسخة «المسروقة» التى تقدمها قناة «الجزيرة». وهى سرقة تشهد على ريادة واحد من كبار نجوم الإذاعة المصرية على مدار العقود الماضية.

على مدار سنوات طويلة شكّل برنامج «شاهد على العصر» -بالنسبة لى ولكثيرين- نافذة كنا نطل منها على فكر ورؤية وعطاء الكثير من المؤثرين فى كافة مجالات الحياة فى مصر، أذكر منهم: الدكتور مصطفى محمود، والكاتب الصحفى أنيس منصور، والفنان صلاح طاهر، والشيخ محمد متولى الشعراوى، والشاعر عبدالرحمن الأبنودى، والأديب العالمى نجيب محفوظ، وأسماء أخرى لا حصر لها. وجبة ثقافية تتكامل فيها المعلومة مع التاريخ مع الرؤية للمستقبل مع التجربة الإنسانية، استمتعنا بها سنين طويلة، وأضافت إلى المهتمين بها الكثير.

برنامج آخر بديع كان يقدمه الأستاذ عمر بطيشة يشكل إحدى المتع الرمضانية التى تذوقها مَن عاصره واهتم به، وهو برنامج «عازم ولا معزوم».. وأذكر أن هذا البرنامج حقق ما يمكن وصفه بـ«خبطة إذاعية» كبرى، حين استضاف فى أول يوم من أيام رمضان -على التليفون- الرئيس حسنى مبارك، خلال سنوات لم يكن «الراحل» يهتم فيها بمخاطبة المصريين عبر نوافذ الإعلام المصرى، إذ كان يفضل الأجنبى عليها، لكن «بطيشة» تمكن من تحقيق هذا السبق.

على المستوى المهنى يظل عمر بطيشة «شاهداً» على منظومة المهارات والقدرات التى يجب أن تتوافر فى المحاور الإذاعية: صوت أخَّاذ، قادر على التعبير بدقة وشياكة عن الانفعالات، وعمق فى الأسئلة التى يطرحها، وقدرة فائقة على إصابة الهدف من السؤال من أقصر الطرق الممكنة، ومهارة فى استخراج المعلومات من المصدر بشكل سلس وتلقائى، وتميُّز فى تفكيك رؤية المصدر منبعه الوعى الكامل بالموضوع الذى يتناوله والشخصية التى يتحاور معها، ولغة متزنة تجمع بين البساطة والوقار.

وبمناسبة الحديث عن اللغة، امتلك عمر بطيشة موهبة أخرى ظهرت فى أشعاره الغنائية، فألَّف العديد من الأغنيات لكبار المطربات والمطربين، مثل فايزة أحمد، ووردة، وميادة الحناوى، وصباح، وهى أغانٍ تتدفق بأرق المعانى وأجملها وأسماها.

باختصار.. الإعلامى الكبير عمر بطيشة «شاهد على عصر»، شاهد على عصر مهنى تصدَّر المشهد الإعلامى فيه الأكفأ، والأكثر امتلاكاً لمهارات وقدرات مهنية حقيقية، والأقدر على بناء عقل جماهيرى أكثر ارتكازاً واستنارة، ووجدان جمعى نظيف.

أطال الله عمره، ومتَّعه بموفور الصحة والعافية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاهد على العصر شاهد على العصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon