توقيت القاهرة المحلي 13:08:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البطل هو «القفا»

  مصر اليوم -

البطل هو «القفا»

بقلم :د. محمود خليل

فى فيلم خلى بالك من جيرانك مشهد هزلى كوميدى يظهر فيه فؤاد المهندس وهو يجلس مع أسرة جاره (زوجته وحماته) يحدثهم عن فكرة واتته برسم لوحة يظهر فيها أحد الأشخاص وخلف «قفاه» تقبع تلال الهموم والمشكلات التى يعانى منها، ثم سأل حماة جاره: تعرفى يا هانم البطل الحقيقى فى اللوحة دى مين؟ فأجابته «الشخص الذى يعانى»، فرد عليها بحسم: لأ.. البطل الحقيقى هو القفا.

فكرة «القفا هو البطل» ظلت تتنقل من عام إلى عام ومن جيل إلى جيل حتى وصلت إلى صاحب مهرجان «شيماء» الذى أفاض لمواقع الإعلام فى شرح فكرة مهرجانه وكيف أجهد عقله وقدح زناد فكره حتى وصل إليها، وخلص فى النهاية إلى أن البطل الحقيقى فى المهرجان هو «البطة» وليس «شيماء». الشاب كان صريحاً فى وصف ما يقوم به، فهو يريد الإضحاك والتهريج، والتهريج كلمة ذات صلة بكلمتى مهرجان ومهرج.

إفيه «القفا هو البطل» جاء طبيعياً فى سياق فيلم خلى بالك من جيرانك، الذى أنتج عام 1979، وهو العام الذى شهد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وقد دخلنا بعده فى زمن أصبحت البطولة بالفعل للقفا والقفوات، فى محاولة لفرض الأفكار والتوجهات القفوية على الجمهور، ونشر نوع من الثقافة يمكن وصفها بثقافة القفا.

«ثقافة القفا» ببساطة هى الثقافة التى تعتمد على التفكير بالقفا وليس بالعقل، وتكتسب الكثير من خصائصها منه، فنتاجها مسطح، ويستاهل الستر بسبب تفاهته، ويعبر عن نوع من الجهل والتجهيل، وهو مختوم بختم التخلف والانخلاع من العصر، تماماً مثل «القفا». والنتيجة الطبيعية لانتشار هذا النوع من الثقافة أن يتفوق «الذكاء البطاوى» الذى يعد صاحب مهرجان «شيماء» نموذجاً عليه على أى نوع آخر من الذكاء، بما فى ذلك «الذكاء الاصطناعى»!

انتشار «ثقافة القفا» يعتمد على خلق وهم عام بأنها تتمتع بشعبية وأن «الجمهور عاوز كده»، وهو كلام غير صحيح، لأن 2 مليون باحث عن «البطة» لا يمثلون رقماً بين شعب يزيد تعداده على 100 مليون نسمة، كما أن «الترافيك» يمكن شراؤه، والروبوتس تعمل على قدم وساق على مواقع التواصل الاجتماعية لرفع قيمة منتجات معدومة القيمة، إنها لعبة أو صناعة -سمها ما شئت- هدفها إيهام الرأى العام بأن التافه هو المطلوب والمرغوب، وأن ظروفك كده، وعليك تقبلها.

اللافت أن لعبة صناعة الشعبية وخلق الأوهام العامة يعتمد فى جانب منه على برمجيات «الذكاء الاصطناعى»، وهى برامج تنتجها المجتمعات النظيفة من الذكاء البطاوى لتسوقها فى المجتمعات التى تستهدف نشر هذا النوع من التفكير بين أفرادها.

صعود «القفا» و«القفوات» فى حياتنا قديم يعود لعدة عقود سابقة، وقد ارتبط بمرحلة تحول استهدف من يقف وراءها نحر الفن والثقافة والفكر والعلم فى بر مصر، بهدف تسييل وتفريغ عقول الأجيال الجديدة، ووقف نموها الفكرى والعلمى والوجدانى، بصورة تعجز معها عن رفع رأسها فى واقع عالمى بات جوهره البحث عن التميز حتى ولو وجد بين نسبة لا تزيد على 20% من البشر وتسليم البقية لحظيرة البط!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطل هو «القفا» البطل هو «القفا»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon