توقيت القاهرة المحلي 23:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البطل هو «القفا»

  مصر اليوم -

البطل هو «القفا»

بقلم :د. محمود خليل

فى فيلم خلى بالك من جيرانك مشهد هزلى كوميدى يظهر فيه فؤاد المهندس وهو يجلس مع أسرة جاره (زوجته وحماته) يحدثهم عن فكرة واتته برسم لوحة يظهر فيها أحد الأشخاص وخلف «قفاه» تقبع تلال الهموم والمشكلات التى يعانى منها، ثم سأل حماة جاره: تعرفى يا هانم البطل الحقيقى فى اللوحة دى مين؟ فأجابته «الشخص الذى يعانى»، فرد عليها بحسم: لأ.. البطل الحقيقى هو القفا.

فكرة «القفا هو البطل» ظلت تتنقل من عام إلى عام ومن جيل إلى جيل حتى وصلت إلى صاحب مهرجان «شيماء» الذى أفاض لمواقع الإعلام فى شرح فكرة مهرجانه وكيف أجهد عقله وقدح زناد فكره حتى وصل إليها، وخلص فى النهاية إلى أن البطل الحقيقى فى المهرجان هو «البطة» وليس «شيماء». الشاب كان صريحاً فى وصف ما يقوم به، فهو يريد الإضحاك والتهريج، والتهريج كلمة ذات صلة بكلمتى مهرجان ومهرج.

إفيه «القفا هو البطل» جاء طبيعياً فى سياق فيلم خلى بالك من جيرانك، الذى أنتج عام 1979، وهو العام الذى شهد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وقد دخلنا بعده فى زمن أصبحت البطولة بالفعل للقفا والقفوات، فى محاولة لفرض الأفكار والتوجهات القفوية على الجمهور، ونشر نوع من الثقافة يمكن وصفها بثقافة القفا.

«ثقافة القفا» ببساطة هى الثقافة التى تعتمد على التفكير بالقفا وليس بالعقل، وتكتسب الكثير من خصائصها منه، فنتاجها مسطح، ويستاهل الستر بسبب تفاهته، ويعبر عن نوع من الجهل والتجهيل، وهو مختوم بختم التخلف والانخلاع من العصر، تماماً مثل «القفا». والنتيجة الطبيعية لانتشار هذا النوع من الثقافة أن يتفوق «الذكاء البطاوى» الذى يعد صاحب مهرجان «شيماء» نموذجاً عليه على أى نوع آخر من الذكاء، بما فى ذلك «الذكاء الاصطناعى»!

انتشار «ثقافة القفا» يعتمد على خلق وهم عام بأنها تتمتع بشعبية وأن «الجمهور عاوز كده»، وهو كلام غير صحيح، لأن 2 مليون باحث عن «البطة» لا يمثلون رقماً بين شعب يزيد تعداده على 100 مليون نسمة، كما أن «الترافيك» يمكن شراؤه، والروبوتس تعمل على قدم وساق على مواقع التواصل الاجتماعية لرفع قيمة منتجات معدومة القيمة، إنها لعبة أو صناعة -سمها ما شئت- هدفها إيهام الرأى العام بأن التافه هو المطلوب والمرغوب، وأن ظروفك كده، وعليك تقبلها.

اللافت أن لعبة صناعة الشعبية وخلق الأوهام العامة يعتمد فى جانب منه على برمجيات «الذكاء الاصطناعى»، وهى برامج تنتجها المجتمعات النظيفة من الذكاء البطاوى لتسوقها فى المجتمعات التى تستهدف نشر هذا النوع من التفكير بين أفرادها.

صعود «القفا» و«القفوات» فى حياتنا قديم يعود لعدة عقود سابقة، وقد ارتبط بمرحلة تحول استهدف من يقف وراءها نحر الفن والثقافة والفكر والعلم فى بر مصر، بهدف تسييل وتفريغ عقول الأجيال الجديدة، ووقف نموها الفكرى والعلمى والوجدانى، بصورة تعجز معها عن رفع رأسها فى واقع عالمى بات جوهره البحث عن التميز حتى ولو وجد بين نسبة لا تزيد على 20% من البشر وتسليم البقية لحظيرة البط!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطل هو «القفا» البطل هو «القفا»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026

GMT 05:40 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ديكور منزل هيفاء وهبي في بيروت يخطف الأنفاس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon